حمدوك ما حمدوك؟! أتاجُ العارِفِينَ هو.. أم هو تاجُ العارِ فينا؟ . بقلم: عثمان محمد حسن

 


 

 

* تقول جماعاتٌ من قوى الثورة الحية أن حمدوك هو تاجُ العارِفِين بوسائل تحقيق أهداف الثورة وتطلق عليه لقب (المؤسس) تعظيماً.. بينما ترى جماعة أخرى أن حمدوك تاجُ العارِ في الثورة لأنه خذل الثوار بالتوقيع على إتفاقية الاستسلام للإنقلابيين دون أن تكون له الصفة الثورية الرسمية لتمثيل الثورة تمثيلاً حقيقياً..

* إن اعتبار حمدوك تاجُ (العارِفين) بالثورة، ووصفه ب(المؤسس) لها أمرٌ لا يستقيم تأريخياً، وفيه الكثير من المبالغة.. فالواقع يقول أن العقل الجمعي السوداني الثائر هو المؤسس للثورة، وما حمدوك سوى مجتهدٍ كلفته الثورة بمهام محددة للقيام بها.. وله أخطاؤه التقديرية أثناء ممارسته لتلك المهام، وهي أخطاء يصعب الدفاع عنها، تحت أي ظرف.. كما وأن صفة (تاج العارِفين) صفة يستحقها سودانيون كُثْرٌ، في الداخل والخارج، وما د.حمدوك سوى واحدٍ من متعدِّد..

* وفي رأيي أن عُوار الثورة وعارها هم قيادات الحركات المسلحة المسماة بالجبهة الثورية، زوراً وبهتاناً وإفكاً، وهي الجبهة التي باعت سلاحها في سوق النخاسة في الإمارات وليبيا.. ويوازي تلك الجبهة في العار والشَنار قيادات الأحزاب الأربعة (4 طويلة) التي كشفت عن عورتها و(زلعها) و(كبكبتها) السلطوية للجنة الأمنية وازْدَرَدَت السم الذي وضعته لها اللجنة في شرك المحاصصات والمسارات في اتفاقية سلام جوبا..

* فمن تلك المحاصصات، وفِرْية إقصاء الآخرين أخذت اللجنة الأمنية مداميك الإنقلاب على الثورة في يوم 25 أكتوبر.. ثم زيَّنت الفرية ب(مبادرة حمدوك) إتكاءاً على الزعم بأن حمدوك لا يؤيد حكومته، بل يؤيد المسعى لتغيير الحكومة بالانقلاب عليها..

* وقد إستفاد الانقلابيون من تصريح حمدوك، عقب محاولة إنقلاب المدرعات في 21 سبتمبر حيث قال:-
“الجيش السوداني الذي حمى الثوار أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم لا ينقلب، من ينقلبون ويدعون للانقلاب هم ضد الانتقال المدني، وهم بالضرورة فلول”!
فربطوا توافق رؤاه مع رؤاهم.. وأن أي إنقلاب ينفذون لا يُعتبر انقلاباً..

* إستشف الجنرالات من ما قاله حمدوك، في سبتمر، ما حسبوه الضوء الأخضر للقيام بإنقلاب أسموه تصحيح مسار الثورة.. وفي ظنهم أن حمدوك لن يصفه بالانقلاب.. وربما ووفقهم على توليه رئاسة الوزارة..

* يقيناً، إن ديبلوماسية حمدوك مع البرهان وأضرابه أشبه بمن في جُعبته من الدُّر ما قام بنثره أمام الخنازير.. فلا غرابة في أن يفهم البرهان ديبلوماسية حمدوك بالمعكوس.. خاصة وأنها دبلوماسية مفرطة في لينٍ فات حدَّ الديبلوماسية والبراقماتية، بل هي دبلوماسية (أكثر من اللازم) مع جماعة همجية نظرتها في الحياة نظرة الكلاب المتوحشة لفرائسها، ولذلك أخذ الجنرالات تصريح حمدوك على غير مأخذه فانقلبوا ضد ما كان يهدف إليه..!

* وإن شئت الحقيقة، فإن تلك الديبلوماسية والبراقماتية، كانت إحدى أمهات مشاكل الشراكة مع الجنرالات القتلة.. وما يحز في النفس أن حمدوك لا يزال يمارس ديبلوماسيته بإفراط حتى الآن.. ولا يزال يدافع عن الاتفاق السياسي، وبشدة!

* وأحسب أن العزة بالإثم اخذته وأن دفاعه عن الاتفاق السياسي ليس سوى دفاع من أخذته العزة بالإثم...

* معليش! الردة مستحيلة.. ومن يرتد، يسقط بس!

osmanmhassanosmanm5@gmail.com

 

 

آراء