حملت البندقية حميدتي ليكون الرجل الثاني في الدولة رغم .. !! هل ستحمله الانتخابات رغم .. !!

 


 

 

من اقصى غياهب الجهل والتخلف وبؤر القتل والنهب والسلب جاء حميدتي يسعى حتى وضع رجلا على رجل بشرفة القصر الجمهوري متنسما هواء النيل الذي عافى رئتي الرجل فامتلأت هواء نقيًا صافيًا قوامه المدنية والحضارة بعد ان حملت الرئتين رائحة البارود والدم وغبار اللعيت جار النبي وتخوم الحدود الفاصلة بين السودان وتشاد .
اتخذ الرجل البندقية جسرًا لعبور المسافات البعيدة على احلام التكنوقراط واهل العلم والدراية حتى جعل لنفسه مكانًا داخل (سرايا كتشنر باشا ) القصر الجمهوري مستغلًا سذاجة الرئيس المخلوع وبعض مخاوفه من حاضنته المسماة بالحركة الاسلامية .
لا ادري هل خطط الرجل وهو بهذه البساطة للعب هذه الادوار ام ان الصدفة ساقته من مرحلة الى مرحلة حتى جسم فوق صدور اهل العلم والمعرفة والكليات المتخصصة ، غير عابئ بخطط وزارة التربية والتعليم مخرجًا لسانه للجامعات والمعاهد العليا والكليات صاحبة الشأن .
على اي حال الرجل وصل الى ما وصل اليه عبر البندقية التي هتكت جماجم اهل دار فور وحرقت قراهم واطفالهم ونسائهم والمسنين ، وكثير من ممارسات الرجل كانت تحت علم وامرة حكومة العهد البائد ، وذات البندقية حملت ( جبريل - عقار - مناوي واخرين ) الى الجلوس في كراسي السلطة رغم ما بهم ، حيث اصبح لا غرابة في ان يحمل الجاهل والمتعلم البندقية بهدف تحقيق مطامعه الشخصية .
فقط الجديد في الامر ان حميدتي بدأ يفكر خارج دائرة البندقية ، ليس جحودًا منه بما صنعته له البندقية ولكن اراد الرجل آن يتطهر من رجس الكرسي المجرتق بالدماء ووسواس تبعات كلفة الحروب وما علق برقبة الرجل باسم البندقية ، لان قواد الحروب والحركات المسلحة مثل الاموال القذرة يحتاجون لغسيل وتبييض يذهب عنهم النظرات المريبة ومخاوف الايام السوداء .
لاجل ذلك بدأ حميدتي في اخراج مدخراته من جبل عامر حتى تجد طريقها الى الاعيان والادارات الاهلية والطرق الصوفية بالكيفية التي يراها الرجل وبما يحمله من تجارب شخصية لا تخلو منعين فراسة اهل ( الخلا) ، ولم يسلم من ذلك حتى ( المعلمون) فقد قبضوا تحت بند الاستمالة حافظًا سال له لعاب بعض من لم يتشرفوا بفرصة تصحيح امتحانات الشهادة السودانية ، حتى هتف حاديهم (رئيسكم مين ) ليرد بعض من قوم المعلمين الذين توهطت العطية جيوبهم (حميدتي) ، وكما قال الرجل فقد اوفى بان خلق له شارعًا قوامه اصناف ممن يتحرقون لطعم الموز ورائحة الشواء والمحاشي ولحم (الحاشي) وللرجل في ذلك رؤية وبعد نظر .
قطعًا لا حجر على الاحلام ، وقد يجد الرجل في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة ( حلاقيم ) كثيرة جدا تهتف باسمه طالما انه لم يبخل بمدخراته التي ورثها من جبل عامر ، ولكن هل ستحمله هذه المدخرات ليكون الرجل الاول في السودان وعبر صناديق الانتخابات ام ان لقانون الانتخابات القادم قول اخر ، وهل ستسمح الوثيقة الدستورية بذهاب الرجل الى الترشح ام ان للرجل سلطان قادر على تعديل الوثيقة وقانون الانتخابات حتى تستوعبا حالته ( النشاز)
وان سمحت القوانين له بالترشح هل سيفوز الرجل بمنصب الرئيس في ظل الكم الهائل من الكفاءات ( الوطنية) .
عموما وعلى ضوء سابق (المفارقات العجيبة) في دنيا السودان الاخيرة كل شىء وارد .
اقول قولي هذا وأسال الله الا يهلكنا بالانتخابات كما هلكنا بالبندقية !!

elseddig49@gmail.com

 

آراء