“حميدة” تاجر التعليم في السلم والحرب
بثينة تروس
16 August, 2023
16 August, 2023
بينما تستعر حرب السودان، وتتصاعد وتيرة الموت في الخرطوم، ينشط الإسلاميون في جبهتين، الاولى جبهة الجهاد الإسلامي المتوهم، والذيدعي له ثم فرَ منه قيادات الاخوان واسرهم، ورجال الدين، خارج البلاد، وعادت عجلة الموت لتطحن المساكين الذين يتم تحريكهم بالعاطفة الدينية، ودعاوى الجهاد في سبيل الوطن، بواسطة مشايخ الأرياف والاقاليم ، حينما يشهد العالم اغرب حرب تدور رحاها في البلاد، يكبر ويهلل فيها الطرفان، والكفار هم الشعب الأعزل، والضحايا هم صغار الجنود، والصبية المغرر بهم في طرفي النزاع.
اما الجبهة الأخرى فهي جبهة التعليم، ففي الوقت الذي قررت وزارة التعليم الغاء الامتحانات النهائية للمراحل الابتدائية، والمتوسط، والثانوي في مناطق النزاع، نشط تجار التعليم، في استغلال حوجة المواطنين، ونهش جيوب الناجين من الحرب، والاستثمار في ماساة الطلبة من اثار الحرب العبثية.
وصرح في هذا الصدد بروف مامون حميدة صاحب (جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا) الذي قام بنقل جامعته الي دولة رواندا ( نحن هربنا خارج البلاد فراراً من الحرب،هؤلاء الطلبة خرجوا الي أماكن اخري متفرقين في جميع انحاء العالم، وفكرتنا أتت ان هؤلاء الطلبة، لو استمرت الحرب سوف يفقدون زمناً قيماً من حياتهم، ومهم في زمن الحرب ان ينال الناس التعليم، لانه به الحرب، حقاً نحتاج أناس يواكبون ويتحملون مسئولية البلاد، لذلك هذه رغبتنا الأساسية لاكمال تعليمهم بان يصيروا دكاترة..) قمنا بالترجمةللعربية.
الشاهد أن حميدة، ربيب النظام الذي اشعل الحرب، يستثمر في التعليم ابان السلم والحرب، تخرج هو وقيادات الاخوان المسلمون من جامعة الخرطوم، التي كانت مجانية التعليم والاعاشة، قدموا اليها من أقاليم البلاد وهامشه ، وتخصصوا في جامعات خارج البلاد علي حساب المواطنين والدولة. وحينما ملكوا السلطة، وتم تعيين حميدة مديرا لجامعة الخرطوم، قام بالتنكيل بالاساتذة المعارضين السياسيين، واقال منهم كثر، وكانت جريرتهم انهم سعوا لايجاد القيمة في حياة الطلبة. كما انه حارب مطالب القيمة مستخدماً تربية العنف الاخواني، اذ تمت علي يديه اول حادثة لفض الاعتصامات الجامعية بالامن والجيش، وتحرش بالطالبات، واقتحام الداخليات، واطلاق الشتائم المهينة والغير معهودة وقتها عام ١٩٩٠ حين كان اعتصام طلاب الخرطوم ضد دخول الامتحانات ذلك العام. وكان نصيب تلك المؤسسة التعليمية العقوق ، والتدمير الشامل علي ايدي حميدة بحجة التعريب لتواكب اسلمة الدولة ( ثورة التعليم العالي) بصدد ( إعادة صياغة الانسان السوداني) وللأسف لم يجد الطلبة المراجع المطلوبة، او المعينات اللوجستية.
بعد ذلك، تعددت الجامعات التي تدر الأموال لجيوب الفاسدين، وتدني مستوي طلبة الطب، وتفتقت ذهنية الاستثمار لديه، فكانت جامعته التي اعتمدت اللغة الإنجليزية، واستجلبت ابناء المغتربين. واستشري التعليم الخاص وعجز الكثيرون من الطلبة من التعليم الجيد. وبعد الثورة قدمت الحكومة الانتقالية مشروع التعليم المجاني، ثارت ثائرة مافيا التعليم والجامعات والمدارس الخاصة، والمطابع والفاسدين، وضنوا علي أبناءالشعب بحلم مجانية التعليم.
واليوم يحدثنا عن حرصه على ألا يفقد هؤلاء الطلبة زمناً (قيما) في حياتهم!وان رغبته ان يصيروا دكاترة! السؤال ما هو مفهوم القيمة لدي الإسلاميحميدة؟ الم تشهد جامعته ثقافة الموت، بتفويج اعداد مقدرة من طلابه الي تركيا للانضمام الي داعش؟! كناتج طبيعي لضحالة التعليم الحداثوي والتواطؤ مع الهوس الديني.
وذكر حميدة حرصه علي ان يتخرج هؤلاء الطلبة ويصيروا دكاترة! ولكن هلا حدثنا وزير الصحة السابق ٢٠١١ عن ماذا قدم للقطاع الصحي العام،والدكاترة الذين تخرجوا ابان وزارته؟ الم تلاحق الأطباء المعارضين للنظام السياسي الفصل التعسفي والاقصاء والتهميش؟ وماهو حال طلبة الطب من الخريجين الذين فاضت باعدادهم المستشفيات، وصاروا يبحثون عن توظيف، بل نالت منهم البطالة الحد الذي اشتغلوا فيه كسائقي توك توك/ رقشات ، وترحال، وفضلوا الموت في غمار البحار والمحيطات بحثاً عن حياة افضل؟!
والبروف في حرصه علي مواصلة استثماره، ذكر حيثيات (حرصه علي تعليم الطلبة ليتحملوا مسئولية البلاد)، الا يعلم أن عاصمة البلاد تم تدميرها في خلال هذه الأربعة الأشهر تدميرا جعلها غير صالحة للعيش،بعد تدمير البنية الصحية، والتحتية تدميراً كاملًا، بحسب المتخصصون في مجلات الحروب والكوارث، و نزح منها وهجرها سكانها الي الولايات الأخرى، من الذين لم يجدوا فيها جامعات وتعليم مؤهل، بسبب سياسات حكومته التي لم تعن بفقراء طلبة الولايات والهامش، وحين أشرف علي قيام جامعات فيها كان اهتمامهم بالعدد والكم وليس القيمة فكانت غير مؤهلة تخرج فيها دكاترة هم ضحايا ثورتهم في التعليم.
ثم عجباً لتاجر التعليم الذي يعرض بضاعته هذه المرة، لاسر المغتربين، والمقتدرين من السودانيين، باسم حماية وحفظ اعراض البنات! (ما يخص رواندا عند قبولنا لهؤلاء الطلبة وخمسين منهن بنات، مع ثقافتنا التي تحمي البنات، كان لا يمكن ان نقدم الي وطن سوف يتعرضن فيه للتحرش/ التعرضاو الهجوم، لذلك رواندا هي المكان، وجنة الموقع) انتهي
رحم الله الشهيد التاج محجوب عثمان طالب طب جامعة البروف والذي قتل حين حاول حماية زميلاته البنات! من تحرش وعنف عناصر جهاز الامن والمخابرات، ٢٣ يناير ٢٠١٩ وبدلاً من ان تخلده الجامعة، او صاحبها! تم فصل زملائه الطلبة المشاركين في ثورة ديسمبر، وتمت عقوبة الممتنعين عن دخول الامتحانات، بايقافهم عن الدراسة رغم مذكرات الاهل واسترحامهم، بالطبع فالبروف له سوابق في تاديب طلاب التغيير.
نؤكد لابنائنا الطلبة المتحمسين لمواصلة دراستهم نحن لسنا ضد تعليمكم لكننا ضد استغلالكم باسم التعليم، وضد استغلال الاخوان المسلمين لشق وحدة الصف بالتمييز. فلنسعى جميعا لوقف الحرب وحفظ البلاد لكي تتمالعدالة في التعليم.
tina.terwis@gmail.com
اما الجبهة الأخرى فهي جبهة التعليم، ففي الوقت الذي قررت وزارة التعليم الغاء الامتحانات النهائية للمراحل الابتدائية، والمتوسط، والثانوي في مناطق النزاع، نشط تجار التعليم، في استغلال حوجة المواطنين، ونهش جيوب الناجين من الحرب، والاستثمار في ماساة الطلبة من اثار الحرب العبثية.
وصرح في هذا الصدد بروف مامون حميدة صاحب (جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا) الذي قام بنقل جامعته الي دولة رواندا ( نحن هربنا خارج البلاد فراراً من الحرب،هؤلاء الطلبة خرجوا الي أماكن اخري متفرقين في جميع انحاء العالم، وفكرتنا أتت ان هؤلاء الطلبة، لو استمرت الحرب سوف يفقدون زمناً قيماً من حياتهم، ومهم في زمن الحرب ان ينال الناس التعليم، لانه به الحرب، حقاً نحتاج أناس يواكبون ويتحملون مسئولية البلاد، لذلك هذه رغبتنا الأساسية لاكمال تعليمهم بان يصيروا دكاترة..) قمنا بالترجمةللعربية.
الشاهد أن حميدة، ربيب النظام الذي اشعل الحرب، يستثمر في التعليم ابان السلم والحرب، تخرج هو وقيادات الاخوان المسلمون من جامعة الخرطوم، التي كانت مجانية التعليم والاعاشة، قدموا اليها من أقاليم البلاد وهامشه ، وتخصصوا في جامعات خارج البلاد علي حساب المواطنين والدولة. وحينما ملكوا السلطة، وتم تعيين حميدة مديرا لجامعة الخرطوم، قام بالتنكيل بالاساتذة المعارضين السياسيين، واقال منهم كثر، وكانت جريرتهم انهم سعوا لايجاد القيمة في حياة الطلبة. كما انه حارب مطالب القيمة مستخدماً تربية العنف الاخواني، اذ تمت علي يديه اول حادثة لفض الاعتصامات الجامعية بالامن والجيش، وتحرش بالطالبات، واقتحام الداخليات، واطلاق الشتائم المهينة والغير معهودة وقتها عام ١٩٩٠ حين كان اعتصام طلاب الخرطوم ضد دخول الامتحانات ذلك العام. وكان نصيب تلك المؤسسة التعليمية العقوق ، والتدمير الشامل علي ايدي حميدة بحجة التعريب لتواكب اسلمة الدولة ( ثورة التعليم العالي) بصدد ( إعادة صياغة الانسان السوداني) وللأسف لم يجد الطلبة المراجع المطلوبة، او المعينات اللوجستية.
بعد ذلك، تعددت الجامعات التي تدر الأموال لجيوب الفاسدين، وتدني مستوي طلبة الطب، وتفتقت ذهنية الاستثمار لديه، فكانت جامعته التي اعتمدت اللغة الإنجليزية، واستجلبت ابناء المغتربين. واستشري التعليم الخاص وعجز الكثيرون من الطلبة من التعليم الجيد. وبعد الثورة قدمت الحكومة الانتقالية مشروع التعليم المجاني، ثارت ثائرة مافيا التعليم والجامعات والمدارس الخاصة، والمطابع والفاسدين، وضنوا علي أبناءالشعب بحلم مجانية التعليم.
واليوم يحدثنا عن حرصه على ألا يفقد هؤلاء الطلبة زمناً (قيما) في حياتهم!وان رغبته ان يصيروا دكاترة! السؤال ما هو مفهوم القيمة لدي الإسلاميحميدة؟ الم تشهد جامعته ثقافة الموت، بتفويج اعداد مقدرة من طلابه الي تركيا للانضمام الي داعش؟! كناتج طبيعي لضحالة التعليم الحداثوي والتواطؤ مع الهوس الديني.
وذكر حميدة حرصه علي ان يتخرج هؤلاء الطلبة ويصيروا دكاترة! ولكن هلا حدثنا وزير الصحة السابق ٢٠١١ عن ماذا قدم للقطاع الصحي العام،والدكاترة الذين تخرجوا ابان وزارته؟ الم تلاحق الأطباء المعارضين للنظام السياسي الفصل التعسفي والاقصاء والتهميش؟ وماهو حال طلبة الطب من الخريجين الذين فاضت باعدادهم المستشفيات، وصاروا يبحثون عن توظيف، بل نالت منهم البطالة الحد الذي اشتغلوا فيه كسائقي توك توك/ رقشات ، وترحال، وفضلوا الموت في غمار البحار والمحيطات بحثاً عن حياة افضل؟!
والبروف في حرصه علي مواصلة استثماره، ذكر حيثيات (حرصه علي تعليم الطلبة ليتحملوا مسئولية البلاد)، الا يعلم أن عاصمة البلاد تم تدميرها في خلال هذه الأربعة الأشهر تدميرا جعلها غير صالحة للعيش،بعد تدمير البنية الصحية، والتحتية تدميراً كاملًا، بحسب المتخصصون في مجلات الحروب والكوارث، و نزح منها وهجرها سكانها الي الولايات الأخرى، من الذين لم يجدوا فيها جامعات وتعليم مؤهل، بسبب سياسات حكومته التي لم تعن بفقراء طلبة الولايات والهامش، وحين أشرف علي قيام جامعات فيها كان اهتمامهم بالعدد والكم وليس القيمة فكانت غير مؤهلة تخرج فيها دكاترة هم ضحايا ثورتهم في التعليم.
ثم عجباً لتاجر التعليم الذي يعرض بضاعته هذه المرة، لاسر المغتربين، والمقتدرين من السودانيين، باسم حماية وحفظ اعراض البنات! (ما يخص رواندا عند قبولنا لهؤلاء الطلبة وخمسين منهن بنات، مع ثقافتنا التي تحمي البنات، كان لا يمكن ان نقدم الي وطن سوف يتعرضن فيه للتحرش/ التعرضاو الهجوم، لذلك رواندا هي المكان، وجنة الموقع) انتهي
رحم الله الشهيد التاج محجوب عثمان طالب طب جامعة البروف والذي قتل حين حاول حماية زميلاته البنات! من تحرش وعنف عناصر جهاز الامن والمخابرات، ٢٣ يناير ٢٠١٩ وبدلاً من ان تخلده الجامعة، او صاحبها! تم فصل زملائه الطلبة المشاركين في ثورة ديسمبر، وتمت عقوبة الممتنعين عن دخول الامتحانات، بايقافهم عن الدراسة رغم مذكرات الاهل واسترحامهم، بالطبع فالبروف له سوابق في تاديب طلاب التغيير.
نؤكد لابنائنا الطلبة المتحمسين لمواصلة دراستهم نحن لسنا ضد تعليمكم لكننا ضد استغلالكم باسم التعليم، وضد استغلال الاخوان المسلمين لشق وحدة الصف بالتمييز. فلنسعى جميعا لوقف الحرب وحفظ البلاد لكي تتمالعدالة في التعليم.
tina.terwis@gmail.com