حميدتى فترنا من الصبر

 


 

طه مدثر
2 February, 2023

 

tahamadther@gmail.com

(1)
لماذا كلما وجد قيادتى الانقلاب العسكري.الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أو الفريق محمد دقلو.كلما وجدا المساحة والزمن .طفقا يحدثونتا عن الصبر وافضاله وحسن عاقبته.؟
(2)
بالامس وقف قائد الدعم السريع محمد حمدان.وحدثنا.كلاكيت عاشر عن الصبر.وما بعد الضيق الا الفرج.نعم غالبيتنا.يحفظ
الكثير من الأمثال والحكم والاشعار عن الصبر وحسن جزاءه.مثل قول الشاعر( لما ضاقت فرجت وكنت اظنها لا تفرج ) ونتذكر ايضا قول احد الساخرين(لما ضاقت ضاقت تانى) وافضل من ذلك قوله تعالى (أن بعد العسر يسرا أن بعد العسر يسرا)وكما قالوا لن يغلب عسر يسرين.فنحن اصلا لم نمل ولم نكل من ان(نلوك الصبر)أو كما أوصت بذلك المغنية الحسناء (لوكى الصبر وامسكى فيه)
فهذه المخاطبات من قبل قادة الانقلاب .ماهى الا (طق حنك)أو (ونسه عابره).او مجرد كلام ساكت.وليته كان كلاما من القلب اذا لاستقر فى القلب.ولكنه أشبه بمن يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب!!.فكم من وعود براقة وعدوا الناس بها.فذهبت هباءا منثورا.؟كم من الامنيات تعلق بها المواطن فمرت مر السحاب.؟
(3)
فلو كان ابنائكم أو احفادكم أو اهلكم أو المقربين منكم.يعيشون هذه المعيشة الضنكه.فلم يجدوا ماءا صالحا للاستخدام الادمى أو كسرة خبز او جرعة دواء او مكان آمن يقيهم حر الصيف وقر الشتاء وغضب الخريف.لخرجوا عليكم.متمردين مطالبين بحقوقهم المشروعة.
(4)
واليوم المواطنون لا يكذبونكم ولكنهم لا يصدقونكم.لانهم يعرفون أن بينهم وبينكم تستطيل حوائط ليل ويقف الف باب.فهم فقدوا الثقة فيكم وفيما يأتي من قبلكم.برغم أنهم صدقوكم فى أول أمركم.كما صدق أهل تلك القرية راعى اغناهم.والذى وجد مساحة واسعة من الزمن فاحتار كيف (يقتل)الوقت؟.فصاح هجم الذئب.فخرج أهل القرية للقضاء على الذئب.فضحك الراعى.وقال (دا هزار ساكت)ورجع أهل القرية الى أعمالهم.فصاح الراعى مرة ثانية.هجم الذئب.فتدافع أهل القرية لحماية اغناهم.فضحك الراعى.وايضا قال (دا هزار ساكت)ورجع أهل القرية لممارسة حياتهم الطبيعية.وللمرة الثالثة صاح الراعى هجم الذئب.فسمع أهل القرية صوت الراعى.ولم يخرج أحد لنجدته.برغم أنه كان صادقا في استغاثته هذه المرة.وان الذئب فعلا قد هجم على قطيع الاغنام.ولكن من (أكثر من الشئ عرف به)ونقول لهولاء الذين اكثروا من حثنا وحضنا على الصبر.ارجعوا وتأملوا فى سيرة الراعى والذئب.
(5)
فلا حاجة أن تذكروا المواطن بالصبر.فهو عبادة يمارسها قبل أن تكون عادة.ولكن ذكروا انفسكم بالفرج.فالفرج يحتاج إلى نية صادقة وعزيمة صلبة.ولا يحتاج إلى قسم بالله أو حلف بالطلاق.ويحتاج أن تضعوا المواطن والوطن فى أول اهتمامكم.ولكن انى لكم ذلك.؟وانتم تضعون مصالحكم قبل اى شئ.والفرج يحتاج إلى إرادة وعزيمة.انتم لا ترغبون فى الاقتراب أو التصوير معها.
(7)
أن فقدان الثقة بين سلطة الأمر الواقع.او السلطة الإنقلابية.وبين عامة الناس.لهو أشد مضاضة من السيف المهند.فالثقة بينكم وبين الشعب.قد خرجت ولم تعد.حتى تعودوا إلى رشدكم.وانكم تبؤتم هذه المناصب.غصبا عنه.والاجدر أن توظفوها فى خدمته.وتوفير حياة كريمة.امنة ومستقرة له.او أن تصمتوا.وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.. وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو.سياسيا وقانونيا.ضرورة إنسانية وواجب وطنى مقدس....

///////////////////////

 

 

آراء