خابت ظنون المفتون..!! (2-2)

 


 

ياي جوزيف
5 April, 2009

 

ياي جوزيف

 نواصل الحديث عن فتوى (هيئة علماء السودان) والتي يروج لها منبر السلام غير العادل ومن هم وراءه من (الضللة) بعدم جواز سفر رئيس الجمهورية والمشاركة في اجتماعات القمة العربية الـ (33) بالدوحة.. لكل حدث حكاية، ولكل حكاية مقصد، ولكن لحكايتنا هذه طرفة فريدة، لأن حكايتنا ـ على عكس ما يتصور دعاة التضليل بشخوصهم الفاضحة تحت غطائهم المالي والسياسي.. عموماً، الفتوي مثيرة للجدل و نري فيها (الانتهازية) وتفوح منها رائحة فقهاء الحقد والكراهية والفتن والإلغاء؛ الذين يتمتعون بدعم ومساندة الهوس و(المهووسين).مخالفة الرئيس لدعوة وفتوي (هيئة علماء السودان) بعدم سفره الي الدوحة هي بداية النهاية للإفتاءات التي تتسم بالانتهازية والتي تكون غالباً مدفوعة الثمن، أيا كانت الاثمان معنوية كـ(الولاء الحزبي) أو مصلحة (مالية)؛ فهل الفتوي ولدت ميتة ولاغية؟!.. أم القصد منها افتعال الزوبعة السياسية وبالمقابل تكون خارجة عن الشأن الديني.. لذلك يجب علينا أن ننتبه لمفهوم الفتوي الجديد، كما ذكرنا بالأمس؛ في تعميمها لعبودية الهوس المصلحي تجاه الدولة والتي تسوق شعارات خلابة في مظهرها و(خربة) في جوهرها، وتحاول أن تتجاوز التاريخ والواقع من خلال خلط المفاهيم وتزييف الوقائع بتأثير الهيمنة الاعلامية الموجهة بما يمثلها من تمهيد وتهديد لوجود (الدولة) ومقوماتها، بدون الرجوع للقاعدة. وافتعال الأحداث والانفعال بها للتغطية على أحداث يراد (لها!!) أن تمرّ تحت ضباب الافتعالات والانفعالات المبرمجة على إيقاعات المصلحة السياسية والمتاجرة بحقوق الناس.‏وهنا نتساءل: هل تغيرت العقيدة أم تغيّرت السياسة وأدواتها، بفعل أدوار صناع الأكاذيب والضلال، الذين اتخذوا من الاسلام شعاراً وستاراً ومن الأحقاد سلوكاً وهوية للإحتقان الذي يصيب أهلهم قبل أي جماعة أخرى؟!.. فهل نرفع عن جماعة (الهيئة والانتباهة) الملام، علي قول الشيخ بن تيمية في رسالته الشهيرة (رفع الملام عن الأئمة الأعلام). فتوي (الهيئة!) و منبر المتشوع الطيب مصطفي، هي نموذج للفتاوى التي تعبر بجلاء عن روح (التضليل والتطبيل!) معاً، والغارق في الظلامية والآحادية، المسكون بهواجس المؤامرة وخرافة المواجهة، المعبّأ بالكراهية والتعالي... بماذا يمكن أن نصف تلك الفتاوى التي تحرض على مجافاة واقعيتنا الدينية والفكرية المختلفة؟!.. والفتاوي التي تشجع على الكذب و تفتي بتحريم قيام التلميذ لأستاذه في حجرة الدراسة أو أداء الجندي التحية العسكرية لقائده ، وبالتالي لم يعد غريباً صدور فتاوى [منع استنشاق الأكسجين، وتحريم أكل الزلابية] رغم أنها مجرد حلويات أساسها الدقيق والسكر. كما ذكر الكاتب فريد أحمد حسن، أو ارتداء الرجل للـ(كرفيتة)، أو ارتداء السيدات للـ(بنطلون)، أو تحريم استخدام المرأة لشبكة الانترنت، وتحريم تعلم اللغة الانجليزية، ومطالعة (الأبراج) التنجيمية، والتزين والاكتحال والماكياج للسيدات. والحجاب وأنواعه وحدوده، وصولاً لفتوي منع وعدم جواز سفر المشير البشير!! هذه الفتاوى كلها لا تجيد سوى لغة التحريم فقط بعيدا عن واقع الأشياء!!.خلاصة القول: يجب أن يتفهم كل من أراد لنفسه الدخول في مجال الإفتاء أن الأمور أصبحت في (ديناميكية) متطورة. فالمشكلة القائمة الآن تكمن في تسييس القيم الروحية وإخضاعها لمشيئة ورغبات الأفراد، المتعارضة والمتناقضة مع اتساع العلاقات النفعية، بحيث أصبحت الانتهازية هي المبدأ ويروج لها بجميع الوسائل المتاحة وحتى غير المباحة، في إطار الدعاوى والفتاوى التضليلية التي تعصف بالعقول.. كعادة هولاء الذين هم وعاظ السلاطين الذين يسعون إلى القفز فوق قوانين معادلة الواقع، فتلك الممارسات العنيفة وغير الأخلاقية هي التي تدفع نحو التطرف في الرأي، وممارسة المزيد من التضليل من أجل تحقيق ذلك الهدف (المنفعي) الضامن للمصلحة غير المشروعة، فتلك الفتاوى هي مدفوعة الأثمان!..رغم افتراء (الجماعة) فالرئيس نفسه خالفهم، وخابت ظنون المفتون ـ والفتوى طارت وطيري يا (طيارة)..!.  

 

آراء