خبر اختطاف

 


 

د. حسن بشير
5 November, 2009

 

من الذي اختطف مراكز التسجيل؟ معظم سكان العاصمة بما فيهم أساتذة الجامعات و العاملين بها يجهلون مواقع مراكز التسجيل الخاصة بهم. علي الاقل هذا ما توصلت اليه باستطلاعي لعدد كبير من الناس في العمل و السكن و بالاعتماد علي بعض التقارير الصحفية مثل ما جاء "بالصحافة" الغراء بتاريخ 2 نوفمبر للصحفي الواضح الرؤية القذافي عبد المطلب ، كذلك من شكاوي المواطنين و من التلفونات المستفسرة و المقارنة للأحوال. بسؤالي لعدد من الاشخاص في مجمعين سكنيين يضمان اكثر من مائة شقة سكنية لاساتذة جامعات ( اكثر من ستين شقة بالمجمعين ) و عدد من شاغلي الوظائف القيادية بوزارة الزراعة و غيرهم أجابوا بأنهم لا يعرفون أين يقع مركز التسجيل الخاص بمربعهم الكائن بالمعمورة ( اركويت مربع 71). نفس الحال بجامعة النيلين فقد سألت أساتذة من الخرطوم و الحاج يوسف و ام درمان عن مواقع مراكز التسجيل الخاصة بسكنهم فلم يستطع أي منهم تحديد الموقع الذي من المفترض ان يسجل به. اليوم ، عند كتابة هذه السطور هو الثالث من نوفمبر أي اليوم الثالث من بداية التسجيل الذي من المفترض ان يستمر حتي عطلة عيد الاضحي المبارك الواقعة في نهاية الشهر و معظم الناس لا يعرفون اين تقع مراكز التسجيل. يشمل ذلك اهم قطاعات المجتمع. كيف يمكن للناس ان يستعدوا للانتخابات و ان يدخلوا في أجوائها و هم لا يستطيعون التسجيل ؟ نتمني ان تكون تحركات أحزاب المعارضة مفيدة في هذا المجال ، اذ ان معظم ما تقوم به يضيع في ضجة الصراع بين طرفي الحكومة الاقوي ، المؤتمر و الحركة و تضيع نداءات المعارضة في الجلبة التي تحدثها حدة الصفعات التي يوجهها كل من طرفي نيفاشا للآخر.

  لا يمكن ان تكون هناك جدية في الانتخابات دون سجل انتخابي، كما لا يمكن الاعتماد علي أي بيانات اخري غير البيانات الرسمية بالسجل لاعتمادها كأساس للاقتراع ، تلك البيانات التي من المفترض ان تبني علي وثائق ثبوتية سارية المفعول و ان تشتمل علي جميع المعلومات المطلوبة للتثبت و للطعون. يدخل البيانات المرفوضة ، تلك الصادرة من دوائر حكومية بيانات اللجان الشعبية باعتبارها جهات غير منتخبة بشكل حر او مشكوك في موثوقيتها ،  حتي تكون لبيانات التسجيل مرجعية يعتد بها.

   في هذه الانتخابات سيتم اختيار رئيس الجمهورية و المجالس التشريعية الاتحادية و الولائية و لجنوب السودان و اختيار الولاة . كيف يمكن قبول اضطراب في مثل هذه الحالات؟ هل يمكن التلاعب بمصير وطن بحاله؟ من المعروف لكل شخص ملم بالعملية الانتخابية ان السجل الانتخابي يشكل اهم مراحل العملية الانتخابية و أكثرها خطورة علي نزاهة الانتخابات. بذلك من المفترض ان يكون هذا السجل شاملا و نزيها و دقيقا و الا انهارت العملية الانتخابية من أساسها.

  علي الجميع في الحكومة و المعارضة و الجهات الرسمية المسئولة عن الانتخابات التعامل بالجدية المطلوبة و احترام عقول الناخبين و وقتهم و الإعلان بشكل واضح و صريح  و لا يقبل الجدل حول مراكز الانتخابات. ذلك بالإعلان المكثف عنها في وسائل الإعلام المختلفة التي تمتلئ بالثرثرة غير المفيدة و نشر المواقع بالصحف و تعليق اليافطات التوضيحية بها. اذا لم يتم ذلك فورا فسنقتنع فعلا بان ما تم اختطافه ليس مراكز التسجيل فحسب و إنما العملية الانتخابية برمتها.

 

Dr.Hassan.

hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]

 

آراء