خطاب البرهان لا جديد وخطاب (ابو مازن) حديد في حديد !!..

 


 

 

كم ظلمك الناس يا ( ابو مازن ) وقالوا عنك ظلما وبهتانا انك عميل للصهاينة وضد اهلك الفلسطينين وانت تكظم غيظك وتتذرع بحبال الصبر وتسدي النصح بين وقت وحين لقادة فتح بأن لا ينجرفوا وراء الحماس الزائد وان يزنوا الأمور بميزان العقل فالتهور دائما يدفع ثمنه الشعب الممثل في الأطفال والنساء والشيوخ وبه يعم خراب البنية التحتية وتصبح اللوحة أكثر قتامة مع النزوح والتشرد ونقص الغذاء والدواء وماء الشرب وتفشي الأمراض والأوبئة ويزداد الحال سوءاً بكثرة المعاقين جسديا ونفسيا وانسداد الأفق بتوقف عجلة التعليم وعجلة الإنتاج والعالم يري بأم عينيه المأساة ويظل اخرسا لا تتحرك شفتاه إلا بالإدانة والشجب والتعبير عن القلق وفي المقابل ينال المعتدي ارفع الجوائز علي ما اقترفت يداه ويشجع علي مزيد من التنكيل فلا يشبع من سفك الدماء ولا هدم الدور علي رؤوس ساكنيها !!..
يقول رجل دين شيعي لبناني محللا أخبار الغزو الإسرائيلي للبنان أنه لا ( مع ولا ضد ) ولكنه طالما أنه يري الحقائق تمشي علي الارض جاز له أن أن يلتزم الحياد ويعلن علي رؤوس الأشهاد أن إيران أصبح لها وجهان ولسانان ... تخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة بلسان ناعم عبر رئيس جمهوريتها مسعود بزكشيان وأنها مع السلام والتفاوض والدبلوماسية وعدم جر المنطقة لحرب شاملة وعدم التصعيد من اين نوع وفي المقابل يشجع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وهو يشغل أيضا منصب القائد العام للجيش حزب الله علي الصمود ومواصلة القتال ويتخاطب معهم رأسا متخطيا الدولة اللبنانية وكأنها في طور العدم ولايترحم علي القتلي بالمئات والجرحي بالالاف ولايكاد يري الخراب الذي عم الضاحية والبقاع وبعلبك والذي وصل إلي بيروت العاصمة والشعب اللبناني يري حرباً عبثية مسرحها بلاده ولاينالهم إلا التهجير والضنك والعيش غير الكريم .
قال هذا المحلل أن إيران باعت حزب الله وباعت حسن نصرالله وانخرطت في مفاوضات مع الامريكان طمعا في مزيد من رفع العقوبات وان تسلم مفاعلاتهم الذرية من الاذي بحيث لا يصيبها أي مكروه ... واضاف بأن إيران تحارب باذرعها المنتشرة في الدول العربية بحيث يكون الوطن الأم إيران بعيدا من الخراب والتدمير ومواطنها ينعم بالأمن والأمان والطمأنينة ونوم العافية ...
الآن حزب الله بقيادة الشيخ حسن نصرالله هذا الشيخ الذي منذ أن ضربه زلزال الهجمة الإلكترونية الشرسة التي أتلفت خمسة آلاف جهاز بيجر واتصال وقتلت وجرحت في دقيقتين ما يعادل كتيبة كاملة صار يتلفت يمنة ويسري ولايجد إلا مزيداً من الفقد وسط قادته الكبار من الصف الاول ومنهم من مات دفعة واحدة ويقال إنه تم اختراقهم وقيل أكثر من ذلك أن إيران هي التي رتبت المجزرة للصهاينة وكشفت للأعداء عن موعد الاجتماع وتمت الضربة القاضية ولحقتها ضربات وضربات ...
كان ( أبومازن ) يقول إن هجمة السابع من أكتوبر أعطت الذريعة لإسرائيل لتهجم بضراوة علي غزة وقد فعلت الافاعيل في هذا القطاع الصغير ولم يتردد ( أبومازن ) وأعلن قوله هذا علي رؤوس الأشهاد في مؤتمر القمة العربية الاخير في الرياض ورد عليه جماعة حماس وقالوا له أن الصهاينة لايحتاجون الي ذريعة أو مبرر لأن شغلهم الشاغل هو إبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم كما ينادي بذلك سموتريش وابن غفير وغلاة اليهود ... وفعلا بعد الفتك بغزة توجهت جحافل الأعداء للضفة الغربية ومازال العرض مستمرا والعالم يشاهد ويصفق وامريكا تنفق علي الدويلة العبرية انفاق من لا يخاف الفقر ...
يقول هذا الشيخ اللبناني أن حزب الله بمساعدة إيران اختطف الدولة وحولها كلها الي ثكنة عسكرية والسلاح مخزن في أقبية العمارات السكنية وإسرائيل تضرب مقر هذا السلاح وتقتل النساء والأطفال والشيوخ وتحول بيروت باريس الشرق الي ماتم كبير ...
خطاب ( أبومازن) رغم ماتعرض له أهله من تقتيل وتدمير بسبب حماس التي لم تقدر قوة إسرائيل واندفعت من غير بعد نظر وجرت القطاع المسكين لنكبة ثانية هي أشد من الأولي بمراحل... المهم ( أبومازن) لم يهاب امريكا وقال إنها سبب كل البلاوي وأنها استخدمت حق النقض ثلاث مرات حتي لا تحصل هدنة وتقف الحرب وكشف عن كذب نتنياهو الذي ادعي أمام الكونغرس الأمريكي في يوليو الماضي أنه لايقتل الاطفال والشيوخ والنساء... كان هذا الزعيم الفلسطيني المعتق المتمرس صادقا وهو يقول إنه ضد قتل المدنيين من اي جهة كانت وأنه يعترف بإسرائيل وتساءل لماذا لا تعترف اسرائيل بنا وأنه مع حل الدولتين ووجه النقد اللاذع لأمريكا لأنها كانت من الدول التي عارضت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وقال لماذا نحن بالذات نحرم من هذا الشرف الذي تنعم به ١٩٤ دولة في العالم مع العلم بأن بلدنا فيها العلماء وفيها كل مقومات الدولة ...
وطلب من الأمم المتحدة أن تساعده في زيارة أهله بغزة وقال ذلك بكل شجاعة ولم يدع بطولة زائفة فهو يعرف حدوده وإمكانياته ويعرف أن نتنياهو سيعرقل هذه الزيارة ورحب برئيس أي دولة يمكن أن يصاحبه لزيارة القطاع... وشكر كل الدول التي تساند فلسطين ووجه التقدير والاحترام لشعوب امريكا وأوروبا التي تظاهرت تضامنا مع فلسطين...
كان ( ابو مازن) رائعا وكان علي قدر المسؤولية وكان يتحدث بألفاظ واضحة ونبرة قوية وتأكيد وعزم لايفله الحديد وقد أوصل الرسالة دون أن يدعي اي بطولة أو عنتريات وبسط القضية الفلسطينية ومايجري هذه الأيام من حرب عبثية بكل شجاعة وصدق وكان صوته يعلو ويهبط وينفعل مع كلماته التي كانت تخرج قوية مثل الرصاص ولكن بروية وعقل متزن وفهم للقضية... وقد عشنا مع الخطاب بكل اهتمام وجلسنا نستمع إليه من ألفه الي يايه فقد كان رائعا ووضع النقاط فوق الحروف.
أما خطاب البرهان فقد كان كما توقع له الكثيرون مكرراً مملا ولا نزيد علي ذلك حتي لا يزعل منا سعادة الجنرال!!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء