خطاب التخليط والتغبيش !!
د. مرتضى الغالي
9 July, 2022
9 July, 2022
الشعب لا ينتظر معروفاً ولا منّة ولا جميلاً وتفضّلاً من الانقلاب..! الشعب يطالب بإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة المدنية في فترة الانتقال..والسلام عليكم..! فالانقلاب ليس أهلاً للحديث عن الفترة الانتقالية (أو الانتخابات..!) حتى ينصّب نفسه حَكَماً على القوى السياسية والانحشار في محاولات عقيمة لاستبدال الحاضنة السياسية بمجموعات الإنقاذيين وأعداء الثورة و(أصحاب السوابق).. وفوق أنها محاولة عقيمة فهي مجرّبة وفاشلة.فكم من المرّات لجأ الانقلاب وقبله المكوّن العسكري والمليشيات المتحالفة معه إلى إقامة الحوليات و(الرحمتات) لتجميع فلول الإنقاذ ومعهم بعض (طواقي وشالات) بإسم الإدارات الأهلية مع موتوري بعض الحركات المسلحة وشلة من النصّابين القادمين من الخارج وأصحاب البقالات وجماعة (نثريات الدوحة)..!! فعن ماذا يحدثنا البرهان وهو يقرن اسم الجيش السوداني بمليشيا الدعم السريع..يملأ بها فمه في حين كان يجب أن يكون مهموماً بتوحيد الجيش الوطني وحفظ تراتبيته وتقاليده تحت نظام الضبط والربط والمهنية الصارمة بدلاً من هذه السابقة الشاذة فادحة الشذوذ التي تجعل جهات أخرى غير الجيش تمنح الرتب العسكرية بداية من اللواء وربما صاعداً...هذا لم يحدث في تاريخ الجيش السوداني منذ أيام (قوة دفاع السودان) تحت الاحتلال..ولا يجب أن يندهش أحد إذا تخطى الأمر رتبة المشير..!!
من أين للبرهان أن يرسم ملامح الانتقال ويحدد كيف يجري وكيف يتم..فهو لم يترك هذه المهمة حتى لمجلس السيادة الانقلابي..! وكيف لقائد الجيش أن يفارق الحياد بين قوى الشعب ويناصر فئة الذين عزلهم الدستور المتفق عليه لإدارة الانتقال ويعلن كل مرّة انه يريد أن يكسر عنق الوثيقة والدستورية وعنق العهد الذي تم توقيعه بين قوى الشعب السياسية وبين المكوّن العسكري على استبعاد المؤتمر الوطني المُجرم وجماعة انقلاب المخلوع من المشاركة في الفترة الانتقالية..!! هل يريد البرهان أن يرتدي مسوح الوعظ وكأنه يريد فعلاً توحيد الشعب بينما هو بسعيه هذا يضع القتلة في ذات الحافلة التي تحمل المقتولين..!
لو أتيح لكل كلمة في خطاب البرهان أن تتصرّف كما تشاء لهربت كلمات خطابه كل كلمة في اتجاه..لأن كل جملة من خطابه تناقض الجملة التالية والسابقة..! والغرض الذي دفع إلى هذا التناقض يكاد يفضح نفسه بين السطور..إنها حالة مند تغبيش الموقف وإطلاق الأوصاف على غير موصوفاتها..! والهدف هو إلغاء الصلاحية السياسية القانونية الدستورية التعاهدية التعاقدية لقوى الحرية والتغيير وإعادة (خبوب الإنقاذ) إلى الواجهة..! عدا ذلك فما قاله في خطابه لا يخرج عن استعداء شباب الثورة وإنكار مسؤولية الجهة التي حصدت أرواحهم..فقد أفتى بأن القوى السياسية هي التي قتلهم...! هذه الكلام الملتوي هو نفس الكلام الذي اعتدنا سماعه من جماعة الإنقاذ التي أعيتها كل حيلة وأصبحت تلوك الحديث عن تباينات السياسيين وتستنكر سعى الأحزاب للسلطة..!! ما هو الغريب يا شيخنا في تباين مواقف السياسيين تجاه بعض القضايا..؟! ولماذا ينصّب البرهان نفسه حكماً بين القوى السياسية..إن منصب قيادة الجيش الوطني يلزم بالتزام أمانة المسؤولية بدلاً من هذا الغرق العميق في ممارسة السياسة في أكثر صورها حزبية وموالاة لفريق دون فريق..وهذا لا يليق بقادة الأجهزة النظامية القومية المنصوص على واجباتها بحماية البلاد وأهلها لا الدخول في هذه (المداقرة) الصريحة والانحياز ضد الشعب لصالح فئات مدانة بالإجرام والقتل ونهب موارد الوطن الضحى الأعلى...!
هل يظن البرهان بهذا الخطاب أنه يحمل مبادرة تستوجب الترحيب كما هو شأن مبادرات الإنقاذ الملغومة طوال تاريخها المشؤوم..تقوم بتأزيم المواقف ثم تطرح مبادرة (يلعن وجهها قفاها) وتطلب من الناس أن يرحبوا بها ..ترفع أسعار البنزين والكهرباء والرغيف بزيادات جسيمة ثم تعلن عن تخفيض الزيادة قليلاً لإشعار الناس بالانفراج...! انه صورة (طبق الأصل) لقصة اليهودي الفقير الذي كان يعيش في غرفة واحدة مع زوجته وأولاده السبعة وحماته ووالدها..فذهب يشكو إلى الحاخام من الضيق الذي يعانيه..فنصحه الحاخام بأن يدخل خنزيراً معهم إلى الغرفة.. ففعل الرجل..وأصبح الوضع فوق الاحتمال من الفوضى التي يثيرها الخنزير...وعاد الرجل للحاخام وهو في كرب عظيم..قال له الحاخام: الآن اخرج الخنزير..! وأخرج الرجل الخنزير من الغرفة..ومضى أسبوع وقابل الحاخام الرجل وسأله عن حاله فقال له الرجل شاكراً: الحمد لله نحن الآن في راحة عظيمة..!! لماذا يصر البرهان على إدخال الفلول مع راكبي الطرماج..؟!
murtadamore@yahoo.com
من أين للبرهان أن يرسم ملامح الانتقال ويحدد كيف يجري وكيف يتم..فهو لم يترك هذه المهمة حتى لمجلس السيادة الانقلابي..! وكيف لقائد الجيش أن يفارق الحياد بين قوى الشعب ويناصر فئة الذين عزلهم الدستور المتفق عليه لإدارة الانتقال ويعلن كل مرّة انه يريد أن يكسر عنق الوثيقة والدستورية وعنق العهد الذي تم توقيعه بين قوى الشعب السياسية وبين المكوّن العسكري على استبعاد المؤتمر الوطني المُجرم وجماعة انقلاب المخلوع من المشاركة في الفترة الانتقالية..!! هل يريد البرهان أن يرتدي مسوح الوعظ وكأنه يريد فعلاً توحيد الشعب بينما هو بسعيه هذا يضع القتلة في ذات الحافلة التي تحمل المقتولين..!
لو أتيح لكل كلمة في خطاب البرهان أن تتصرّف كما تشاء لهربت كلمات خطابه كل كلمة في اتجاه..لأن كل جملة من خطابه تناقض الجملة التالية والسابقة..! والغرض الذي دفع إلى هذا التناقض يكاد يفضح نفسه بين السطور..إنها حالة مند تغبيش الموقف وإطلاق الأوصاف على غير موصوفاتها..! والهدف هو إلغاء الصلاحية السياسية القانونية الدستورية التعاهدية التعاقدية لقوى الحرية والتغيير وإعادة (خبوب الإنقاذ) إلى الواجهة..! عدا ذلك فما قاله في خطابه لا يخرج عن استعداء شباب الثورة وإنكار مسؤولية الجهة التي حصدت أرواحهم..فقد أفتى بأن القوى السياسية هي التي قتلهم...! هذه الكلام الملتوي هو نفس الكلام الذي اعتدنا سماعه من جماعة الإنقاذ التي أعيتها كل حيلة وأصبحت تلوك الحديث عن تباينات السياسيين وتستنكر سعى الأحزاب للسلطة..!! ما هو الغريب يا شيخنا في تباين مواقف السياسيين تجاه بعض القضايا..؟! ولماذا ينصّب البرهان نفسه حكماً بين القوى السياسية..إن منصب قيادة الجيش الوطني يلزم بالتزام أمانة المسؤولية بدلاً من هذا الغرق العميق في ممارسة السياسة في أكثر صورها حزبية وموالاة لفريق دون فريق..وهذا لا يليق بقادة الأجهزة النظامية القومية المنصوص على واجباتها بحماية البلاد وأهلها لا الدخول في هذه (المداقرة) الصريحة والانحياز ضد الشعب لصالح فئات مدانة بالإجرام والقتل ونهب موارد الوطن الضحى الأعلى...!
هل يظن البرهان بهذا الخطاب أنه يحمل مبادرة تستوجب الترحيب كما هو شأن مبادرات الإنقاذ الملغومة طوال تاريخها المشؤوم..تقوم بتأزيم المواقف ثم تطرح مبادرة (يلعن وجهها قفاها) وتطلب من الناس أن يرحبوا بها ..ترفع أسعار البنزين والكهرباء والرغيف بزيادات جسيمة ثم تعلن عن تخفيض الزيادة قليلاً لإشعار الناس بالانفراج...! انه صورة (طبق الأصل) لقصة اليهودي الفقير الذي كان يعيش في غرفة واحدة مع زوجته وأولاده السبعة وحماته ووالدها..فذهب يشكو إلى الحاخام من الضيق الذي يعانيه..فنصحه الحاخام بأن يدخل خنزيراً معهم إلى الغرفة.. ففعل الرجل..وأصبح الوضع فوق الاحتمال من الفوضى التي يثيرها الخنزير...وعاد الرجل للحاخام وهو في كرب عظيم..قال له الحاخام: الآن اخرج الخنزير..! وأخرج الرجل الخنزير من الغرفة..ومضى أسبوع وقابل الحاخام الرجل وسأله عن حاله فقال له الرجل شاكراً: الحمد لله نحن الآن في راحة عظيمة..!! لماذا يصر البرهان على إدخال الفلول مع راكبي الطرماج..؟!
murtadamore@yahoo.com