خطبة الجمعة كانت عن مونديال قطر

 


 

 

خطبة الجمعة كانت عن مونديال قطر وهذا تطور يشير إلي التطبيق العملي والقدوة الحسنة في الدعوة مع مجاراة العصر !!..

عندما شرع أمام وخطيب مسجد الشيخ يوسف ابراهيم النور في الملازمين بأمدرمان في إلقاء خطبته أمس الجمعة ٢٠٢٢/١٢/٨ وسمعت فيها شيئا عن مونديال قطر ظننت أن الشيخ سيصب جام غضبه علي هذا العرس العالمي علي أساس أنه لهو فارغ ومضيعة للوقت وصرف بذخي وان القائمين عليه من الغافلين المخدوعين بحطام الدنيا الفانية !!..
ولكن المفاجأة التي الجمت لساني وجعلت كل حواسي ( Stand by ) ترهف السمع لنوع جديد من الخطب مواكب للعصر ما عرفناه من قبل وقد تعودت آذاننا علي الشيوخ التقليديين الذين يتحاشون بقدر الإمكان تبصير الناس بما استجد من أحداث في زمنهم الحاضر وابداء راي الدين فيها لان ديننا صالح لكل زمان ومكان وحتي اسلوب الدعوة يحتاج الي مراعاة تغير الظروف والاحوال ولا بد من توظيف ادوات التطور الحاصل واستخدامها بالقدر الذي يفهمه الآخر مع التركيز علي القدوة والمثال اي التطبيق العملي وتسخير كافة الإمكانيات الجاذبة للغير ليري ما عندك من مثل واخلاق وتسامح وصداقة واستعداد للتعاون في سبيل رفاهية الإنسان ومد يد العون له ونبذ الفرقة والشتات وكل ما يعكر صفو الأمن والسلام والإخاء !!..
رحب الشيخ بمونديال قطر واثني علي حسن إعداده وترتيبه ولفت النظر إلي أن هذا التجمع العالمي الكبير تم افتتاحه بآيات من الذكر الحكيم وهذه سابقة تحدث لاول مرة في مثل هذا النوع من المهرجانات وقد كانت رسالة واضحة للضيوف القادمين من شتي بقاع العالم أن هذا الحدث يقام في دولة إسلامية لن تسمح بأي إخلال يمس عقيدة المسلمين !!..
وجاء في الخطبة أن طائرة حطت في مطار الدوحة كانت تحمل شعار ( المثليين ) وبها عدد منهم فما كان من السلطة المختصة إلا وارجعتهم ادراجهم في حزم وقوة وتنبيه للجميع بأن هذه الممارسة الخارجة عن الدين والذوق السليم والأخلاق الفاضلة لن يكون لها موضع قدم في هذا البلد المسلم !!..
واستمرت الخطبة تحكي عن الضبط والربط الذي لازم هذه الفعالية من ضربة البداية وعدم السماح بالخروج من حدود اللياقة والذوق والتقيد بالحسن من الأخلاق والحميد من التصرفات !!..
ونحن من متابعتنا للمونديال رأينا كيف أن ضيوف قطر من شتي شعوب الأرض تم توفير كل أساليب الراحة لهم في كرم عربى نبيل وقد كانت فرصة طيبة لهذه الشعوب أن تري وتلمس عن قرب كثيرا من أوجه الثقافة العربية عموما والقطرية علي وجه الخصوص وتزينت هذه الشعوب بالعقالات والبشتات محاكاة لاهل البلاد وكانوا في قمة الفرح والسرور وتذوقوا الطعام العربي والخليجي ورأوا ماراوا من الفنون الشعبية والرقصات المتنوعة لشعوب المنطقة وتسوقوا في المراكز التجارية التي وفرت لهم من البضائع الكثير المتنوع والجميل !!..
بمونديال قطر وماتحقف فيه من عكس عملي لديانة واخلاق أهل البلاد من غير تنظير وخطب رنانة وان البيان بالعمل والجميع جاءوا لمحفل عالمي لكرة القدم فوجدوا تراثا وثقافة جديدة عليهم فهامموا بها وعشقوها وتمازجت شعوب الأرض في قطر كلهم كانوا علي قلب انسان واحد يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويستمتع باللهو البريء واللعب النظيف بعيدا عن العداوة والبغضاء والقلاقل !!..
شكرا لمولانا أمام وخطيب مسجد الشيخ يوسف ابراهيم النور الذي استهل لنا خطبا من الجمع مواكبة لروح العصر مفتحة الذهن للحاضر وماطرا عليه من مستجدات وحل المشاكل عمليا بعيدا من التنظير والاسراف في الحديث !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء