خطبة بمسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور

 


 

 

كانت الخطبة بمسجد الشيخ يوسف إبراهيم النور عن (القرآن الكريم) ورأينا الأستاذ محمود يوسف الإنسان الفقيه الزاهد من خلال ابنه الدكتور محمد الذي ام المصلين يوم الجمعة التاسع من شهر رمضان الكريم .

الخطبة حوت الكثير من العظات والعبر والإرشاد والتوجيه في شؤون القرآن الكريم وكيفية التعامل الصحيح مع كتاب الله تعالى هذا الكتاب الذي لا ريب فيه والذي هو هدي للمتقين .
من المسائل المهمة الجوهرية التي أثارتها الخطبة هل حفظ القران عن ظهر قلب ولكن دون التدبر في آياته وفهم معانيه وعدم العمل به هل مثل هذا التعامل مع كتاب الله تعالى دستور الأمة يفيد المسلم في دنياه واخراه ليظفر بسعادة الدارين ويكون من الهداة المهتدين ام ان عليه ان يجتهد في مجالسة العلماء ويعرف بقلب خاشع وعقل واعي مراد الله تعالى من كلامه الذي هو خير الحديث علي الاطلاق الذي يملأ النفس حكمة وعلما وهداية وسعادة لا تحدها حدود .
فهمنا من الخطبة إن ( الخلوة ) بمعناها الإيجابي تعني الانقطاع لعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد وان المعني الثاني ل ( الخلوة ) هو الوقوع في حبايل الشيطان الرجيم والاستسلام له في انقياد تام مما يؤدي إلي التهلكة وسوء المصير وهي خلوة سلبية شرها مستطير ولا نفع من ورائها البتة .
ولا توجد خلوة خلاف هاتين الذين ذكرا آنفا ، أما الخلوة التقليدية لتحفيظ القران الكريم فقد كانت من بنات افكار المستشرقين وقصدوا ان تكون مهملة مقارنة بالمدرسة التي تؤسس احسن تأسيس وتوفر لها كل المعينات ويكون التلميذ بها محل عناية واهتمام أكثر من رصيفه بالخلوة التي تخرج فقط حفظة وليس أكثر من ذلك لدرجة إن الخريج فيها يعجز عن فهم ابسط القواعد الفقهيه.
كان هذا القصور في زمان مضي وفي يومنا هذا قامت مدارس قرآنية محاطة بالرعاية والاهتمام وحسن التاثيث يعمل بها خيرة المعلمين وكم نتمني إن تعني هذه المدارس بشكلها الجديد بالإضافة للحفظ إن تدرس علوم القران الكريم ليتخرج الطالب وآلة قلبه متمكنة من فهم معانيه متدبرا إياها جاهزا للعمل بمقتضاها مطبقها في نفسه وغيره ليعم السلام المجتمع وتزدهر الطمأنينة ويكثر الخير والنماء .
أشارت الخطبة بوضوح الي عدم التكسب بتلاوة القرآن وان لا يعطي القارئ اجرا علي تلاوته وقال الإمام بصريح العبارة :
( علينا ان لا نتخذ من التلاوة عملا نجعله مصدرا للرزق ) .
إن هذا القرآن فيه الدواء والشفاء والعلم النافع وخير اوقات التلاوة ساعات السحر وفي الدعاء عند السجود يكون العبد اقرب الي الله العلي القدير وأنها مناجاة مع المولي الكريم قيوم السماوات والأرض.
تحذرنا الخطبة من وضع المصحف الشريف في السيارة لأن ساعة غسلها ربما يكون الغاسل غير طاهر وربما يمسح بالخرقة التي يستخدمها لنظافة الاطارات ربما يضعها علي المصحف وهذا الإثم يتحمله صاحب السيارة بدرجة كبيرة فلماذا نرمي أنفسنا في الشبهات وكان الأولي اتقاءها وابراء الذمة منها مخافة الوقوع في المحظور والاثام والشرور .
رأت الخطبة إن الحاكم الذي يلجأ لإغلاق الجسور والطرق يرتكب معصية كبيرة إذ إن في هذا الصنيع تعطيل لمصالح البلاد والعباد كما ان الخطبة لم تؤيد مايسمى بالتتريس لأن فيه أيضا تعطيل لمصالح البلاد والعباد .
طالبت الخطبة بعدم الركون لاغاثات الخارج وعندنا من الأراضي الواسعة الشاسعة الخصبة مايكفي حاجتنا وحاجة غيرنا وخير لنا ان نكون يدا عليا بدلا من هذا التذلل للغير وان الزارع هو الله سبحانه وتعالي ونحن الحارثون .
رحم الله تعالي استاذنا وقدوتنا محمود يوسف الإنسان الفقيه الزاهد الذي افني زهرة شبابه يبذل العلم لتلاميذه الكثر وعند التقاعد لزم مسجد الثورة الحارة السادسة إماما ومعلما يدرس اصول الفقه والدين الي ان رحل من دنيانا الفانية ولم تشغله الدنيا غمضة عين.
جعل الله تعالى البركة في أهله ومعارفه وتلاميذه الذين يسدون عين الشمس وفي ابنه الدكتور محمد الأستاذ الجامعي النابه الذي اتحفنا بهذه الخطبة القيمة والتي أضافت لنا الكثير من العظات والعبر والإرشاد والتوجيه .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء