خلافات المدنيين وخلافات العسكر

 


 

د. زاهد زيد
27 July, 2022

 

يبدو أننا مقبلون على فترة طويلة من عدم التوافق يقودها للاسف فريق من الناس الذين لا يهمهم شيء سوي ذواتهم .
وبكلمات بسيطة لن يتفق المدنيون على شيء ابدا هذا واضح تماما وهو الشرط الذي يتمسك به الجنرال البرهان .وهو شرط يشبه تماما المستحيلات العربية الثلاثة .
الوضع في البلد لا يتحمل الانتظار ففي كل يوم تلتهب منطقة وتقع مجازر يشيب لها الولدان كما حدث في النيل الازرق من مآسي دامية .
و الحياة شبه متوقفة في البلد فمنذ الخامس والعشرين من اكتوبر تسير البلد بلا حكومة (بالبركة) .
كل مرة تخرج المظاهرات حتى اصبحت روتينا عاما وخبرا من سطرين في وسائل الاعلام العالمية .
الي متي سيستمر هذا المشهد الغريب .
هذا السؤال هو الذي يتردد على السنة العاقلين ، إلى متى ؟
وهل ستصمد البلد حتي يقيض الله لها حلا ام تنزلق الي هاوية سحيقة .
الكل لا يملك رؤية للخروج من الازمة حتى البرهان لم يستطع ان يمضي في انقلابه للنهاية تراجع خطوات كثيرة وكان الجميع يرى انه سيقوم بالاستيلاء الكامل للسلطة ويعلن حكومته وفترة انتقالية تكون الانتخابات في نهايتها او يستمر على نهج السيسي فينصب نفسه رئيسا .
ولكن الضغوط الداخلية و الخارجية اجبرته علي عدم السيرقدما بفي هذا الاتجاه فاصبح في منتصف الطريق وادخل البلد في نفق ضيق .
المفروض ان يستيقظ السياسيون من سباتهم وان يتوحدوا خلف ميثاق واحد وهذا يتطلب قدرا هائلا من الوطنية والتجرد .
واستشعار خطورة الموقف لكن الكل متمترس وملتف حول ذاته حتي الجيش عاجز عن استيعاب الحركات المسلحة وتكون جيش واحد وكان المفروض على البرهان وحميدتي وجبريل ومناوي والحلو العمل على توحيد القوات و تكون جيش واحد محترف وهذه فرصى لهم للتقدم خطوة للامام بدلا من طلب توحد المدنيين فان كان المدنيون بطبعهم الخلاف فان توحيد القوات المسلحة منوط بقادة تلك الفصائل .
نحن كمواطنين لا يهمنا الان توحيد السياسيين بقدر ما يهمنا توحيد من بيدهم السلاح فخلافات الساسة بالكلمات وخلافات المسلحين بالبندقية ولا خطر من خلافات الساسة فستحسمه الانخابات اما العسكر فلا يعرفون الا الرصاص ان استفحل الخلاف بينهم .

zahidzaidd@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء