خلف الأبواب المغلقة: الطاقة الجنسية الزائدة لدى المرأة
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com
أثارت سلسلة المقالات التي تناولت فيها موضوع الضعف الجنسي لدى الرجل والمرأة إهتمام العديد من القراء الذين ما فتئوا يكتبون لي الكثير من الرسائل الهامة عبر البريد الإلكتروني وعبر مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفيس بوك. واليوم استوقفتني رسالة من قارئة كريمة تؤكد فيها على أهمية الموضوع وأنها قرأت المقالين السابقين بتمعن وعمق وتساءلت في رسالتها عن موضوع الشبق لدى المرأة خاصة إذا كانت المرأة تتمتع بطاقة جنسية عارمة فماذا تفعل؟ وقالت أن الرجل الذي يمتلك مثل هذه الطاقة يمكنه الزواج مثنى وثلاث ورباع لكن ماذا تفعل المرأة؟؟!!
قبل أن أباشر في الرد عليها أرسلت لي مرة أخرى وقالت في رسالتها الثانية:
الموضوع الذي طرحته لك يحمل أبعاداً كثيرة ألخصها في ما يلي:
أولاً: يمكن للزوجة أن تطلب الطلاق وتتزوج برجل آخر لكن لا يوجد ضمان لأن الزواج مثل البطيخة المقفولة فإما أن تصيب وإما أن تخيب، كما أن أبغض الحلال عند الله الطلاق. ولي صديقة تزوجت أربعة مرات لكنها تسمى في المجتمع السوداني امرأة مزواجة!
ثانياً: يمكن للمرأة أن تلجأ للعادة السرية لتنفس عن طاقتها المكبوتة لكن هذا الفعل إذا امتد طويلاً قد يفقد الزواج حيويته كما تفقد المرأة رغبتها في الجماع مع زوجها لأنها لا تصل معه للنشوة المطلوبة.
ثالثاً: أن تستحضر الزوجة صورة معينة إلى ذهنها تثير فيها الرغبة وتجعلها أكثر تفاعلاً مع الزوج.
رابعاً: أن تلجأ للزنا ولكن الزنا من الكبائر ويقول المولى عز وجل: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رافة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين. ويقول أيضاً: الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين - صدق الله العظيم.
خامساً: أن تصبر على وضعها هذا لقوله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين وقوله أيضاً: يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين - صدق الله العظيم. وأنا شخصياً أقف مع الخيار الأخير هذا وأرجو أن تتناول الموضوع في مقالك الأسبوعي بجريدة الأهرام اليوم كل ثلاثاء وأقترح تسمية هذه السلسلة من المقالات (خلف الأبواب المغلقة) ولك وافر الشكر والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى.
أنتهت رسالة هذه القارئة العزيزة والتي أثارت فيها تساؤلات هامة وأجابت على بعضها من منظورها الخاص، لكن بلا شك الرسالة تقترح مناقشة مواضيع تعتبر من المسكوت عنها لحساسيتها الشديدة لكنها في نفس الوقت تهم الفرد في حياته الأسرية ولها أثر في الحياة السعيدة بين الأزواج وتمثل دعامة وركيزة أساسية في عافية العائلة وخلوها من المؤثرات النفسية التي تسبب الضيق والمعاناة وقد تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.
لعل التساؤل الأول هل الشبق والرغبة الجنسية تتفاوت بين الرجل والمرأة وهل هي أكثر لدى الرجل لذا أباح له الشرع تعدد الزوجات؟ وهل الحكمة من التعدد يدخل بين دوافعها الطاقة الجنسية الزائدة لدى الرجل؟ وهل يمكن للمرأة أن تكون لها رغبة وطاقة جنسية جامحة لا يستطيع الزوج كبحها حتى وإن كانت زوجته الوحيدة! فما بالك بوجود زوجات أخريات؟
وحيث أننا نتحدث عن الطاقة الجنسية الزائدة لدى المرأة لا بد وأن نتحدث أولاً عن أسبابها وهل هي أمر صحي أم مرضي وهل يحدث كثيراً أم أنه في الأغلب ما يكون حدثاً عارضاً لدى النساء وذلك قبل أن نتناول الحلول التي استعرضتها القارئة الكريمة في رسالتها أعلاه.
من المعروف علمياً أن الطاقة الجنسية لدى الرجل تتفوق على تلك التي عند المرأة بسبب زيادة هرمون التستستيرون لديه، بالإضافة إلى أن المرأة تتعرض لاختلال في الهرمونات ونقص الحديد وبالتالي فقر الدم بسبب خسرانها لكميات من الدم مع الدورة الشهرية مما يقلل من الرغبة الجنسية لديها مقارنة بالرجل. لكن تفوق الطاقة الجنسية لدى الرجل على المرأة يتعرض لتغيرات دائمة خاصة في هذا العصر بسبب ضغوط الحياة والعمل ودرجات الإحباط المختلفة مما يجعل المرأة في أحيان كثيرة تتساوى مع الرجل في الرغبة الجنسية بل وتتفوق عليه فيها.
وفي الأحوال العادية تكون رغبة الرجل قوية في فترة المراهقة وتقل في مرحلة الشباب لكن تطول فترة الممارسة لديه ثم تقل مع تقدم العمر، لكن المرأة تزداد رغبتها الجنسية عادة بعد فترة الطمث - وعلى عكس الرجل - تظل الرغبة قائمة لدى المرأة ولا تتأثر بتقدم العمر. أيضاً من أسباب زيادة الشبق لدى المرأة هو ما يعانيه الرجل من ضعف جنسي بسبب أمراض كالسكري أو ضغط الدم وخلافه كما تحدثنا عنه سابقاً. هناك أيضاً حالات استثنائية لزيادة الرغبة الجنسية لدى المرأة مثل تعرضها لمرض مانيا وهو أيضاً يصيب الرجل. مانيا هو مرض نفسي تزداد فيه الرغبة الجنسية بصورة عارمة ودائماً ما تتميز المصابة بهذا المرض بالمفرح الزائد وعلامات المرح والسرور. ونواصل..
مدخل للخروج:
في كفك المزدان نوراً هل شوقي واستضاء.. هجرت عصافير النوى حقل المواجع واستطاب الوعد من هجر البقاء.. إني استبقت رحيل صمتي في عيونك وانتظرت البدء أن يهب اللقاء.. أواه يا حقل النخيل توهجت فيك الأماسي وازدهى البرق احتفاء.. إسراء كان براق لحظك يمتطي طيف الهوى صبحاً إليك يهل عصراً بالعشاء..