خلف الأبواب المغلقة: الطاقة الجنسية الزائدة لدى المرأة (2)
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com
نواصل الحديث اليوم عن ما ورد في المقال الخاص بزيادة الشبق لدى المرأة، أسبابه ومقترحات لمعالجته استعرضتها إحدى القارئات الكريمات. ولعلي اعود اليوم لتلك المقترحات وأبرز وجهة نظري حولها من الناحية الخاصة ومن الناحية المعروفة علمياً علها تساعد في جزء ولو يسير من المعرفة فيما يختص ببعض المسكوت عنه.
في تلخيص لما ورد سابقاً قلنا أن الطاقة الجنسية لدى الرجل تتفوق على تلك التي عند المرأة بسبب زيادة هرمون التستستيرون لديه، بالإضافة إلى أن المرأة تتعرض لاختلال في الهرمونات ونقص الحديد بسبب خسرانها لكميات من الدم مع الدورة الشهرية مما يقلل رغبتها الجنسية مقارنة بالرجل. وذكرنا أن تفوق الطاقة الجنسية لدى الرجل على المرأة يتعرض لتغيرات دائمة خاصة في هذا العصر بسبب ضغوط الحياة والعمل ودرجات الإحباط المختلفة مما يجعل المرأة في أحيان كثيرة تتساوى مع الرجل في الرغبة الجنسية بل وتتفوق عليه فيها. كما أن الطاقة الجنسية لدى الرجل تقل مع تقدم العمر وفي وجود بعض الأمراض التي تحدث الوهن الجنسي بينما تظل ثابتة لدى المرأة وتتفوق على الرجل في الحالات الواردة أعلاه لذلك تساءلت القارئة في رسالتها عن ماذا تفعل المرأة في هذه المواقف في ضوء عدة اقتراحات تناولتها.
في البدء تحدثت عن امكانية طلب الطلاق في حالة ضعف الزوج والبحث عن زوج آخر لكنها استثنت هذا الإقتراح لأنه ليس من ضمان في فحولة الزوج الجديد وقد يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. أنا أتفق معها على أن هذا الحل لا يصلح لمجتمعاتنا لأن الدين والمجتمع لا يسمح بالمعاشرة والتجربة قبل الزواج كما يحدث في المجتمعات الغربية حيث يتم الزواج في معظم الأحيان بعد التأكد تماماً من التوافق الكيميائي بين الإثنين.
ثم أشارت إلى إمكانية اللجوء للعادة السرية لكنها تعتقد أن العادة السرية قد تفقد الزواج حيويته كما تقلل من رغبة المرأة في الجماع مع زوجها لأنها لا تصل معه للنشوة المطلوبة. حقيقة أن للعادة السرية لدى المرأة رد فعل سلبي أكثر من ذلك بعضه نفسي وبعضه عضوي من التهاب في الأعصاب وخلافه.
من ضمن ما اقترحته القارئة في رسالتها هو أن تستحضر الزوجة صورة معينة إلى ذهنها تثير فيها الرغبة وتجعلها أكثر تفاعلاً مع الزوج. وفي رأيي أن هذا الفعل يمثل انحرافاً سلوكياً قد يؤدي على عواقب وخيمة وهو أمر بالتأكيد غير مقبول ويجب عدم اللجوء إليه في كل الأحوال. أما اللجوء للزنا فهو أمر محرم دينياً وأخلاقياً وقد أسهبت القارئة في الحديث عن حرمته.
وأخيراً وجدت الكاتبة الحل في الصبر لقوله تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين وقوله أيضاً: يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين - صدق الله العظيم.
على العموم تبقى مسألة الشبق لدى المرأة في حالة تفوقها على زوجها أمراً هاماً يؤثر بالتأكيد على الحياة الزوجية السعيدة وكل المقترحات أعلاه يمارسها البعض في سبيل تخطي هذه المشكلة لكنها تتفاوت بين شخص وآخر حسب معتقداته وقدراته النفسية وقوة شخصيته وعمق إيمانه. نلاحظ أن كل ما اقترحته القارئة يختص فقط بالمرأة نفسها ويستبعد الطرف الآخر من المشكلة وهو الزوج، فكيف تجرب الزوجة زواجاً آخراً أو تمارس العادة السرية أو تتخيل حبيباً تشتهيه أو تزني أوحتى تصبر دون أن تحل مصدر المشكلة إن كانت فيها أو في زوجها. فإن كان الشبق الزائد بسبب مرض بها فلا بد من طلب العلاج وزيارة الطبيب، أما إن كان بسبب الزوج فالحل يبدأ بالمصارحة والحديث بين الزوجين طلباً للحل. إن كان الزوج يعاني من البرود الجنسي أو الوهن فطرق العلاج موجودة ومتنوعة وصارت الحياة أكثر انفتاحاً مما يتيح فرصاً أكبر للعلاج، لكن من المهم أن يتحدث الزوجان بصراحة عن هذه المشكلة التي تخصهم في الغرف المغلقة. أما إن كان الحديث بين الزوجين بعيد كل البعد عن الصراحة والأريحية لابد من إستشارة طبيب ولعلها تبدأ بأحد الشريكين الذي يرغب حقيقة في العلاج ثم تمهيد الجو المناسب والوقت الأمثل لإشراك الطرف الآخر.
زارتني في العيادة مريضة تعاني من صداع متزايد بدأ معها بالتدريج ثم أصبح أكثر حدة. بعد أخذ تاريخ المرض المفصل وإجراء الفحوصات اللازمة اتضح أنها لا تعلاني من صداع أولي مرتبط بالمخ أو حتى صداع ثانوي نتيجة لمرض آخر إنما هو صداع التوتر. قبل أن أصف لها أحد العقاقير المناسبة حدثتها عن هذا المرض الناشيء من ضغوط مختلفة في الحياة وأنني على استعداد لمساعدتها إن لم يكن هناك سبباً غير تقليدي لضغوط الحياة أو تحويلها لطبيب نفسي لكن عليها أن تحدثني بصراحة عن أي سبب قد لاحظته ارتبط بالصداع. بعد محاولات عديدة للتعبير وبعد تهيئتها نفسياً للحديث كلمتني بكل صراحة عن سبب الصداع وأنه ارتبط بنوع من الإكتئاب وتأنيب الضمير يصيبها بعد فشل بلوغها النشوة مع زوجها واستخدامها للعادة السرية كحل لمشكلتها، ودائماً ما يأتي الصداع بعد ممارسة العادة السرية وهي امرأة مؤمنة وتخاف الله لكنها لا تدري ماذا تفعل. المهم تم علاج هذه الفتاة بعد أن استمعت لنصيحتي وأفلحت هي في التحدث مع زوجها بكل صراحة فخضع لعلاج طبي تمكن بعده من إشباع رغبة زوجته التي اكتملت سعادتها وزال عنها الصداع.
مدخل للخروج:
رأيت النساء يشتهين من الفتى خصالاً لا تكون فى الرجال تدومُ.. شباب ومال وانفراد وصحة ووفر متاع فى النكاح يدوم .. ومن بعد ذا عجز ثقيل نزوله وصدر خفيف فوقهن يعوم.. ويبطئ لإهراق لأنه كلما أطال أجاد الفعل فهو يدوم.. ومن بعد إهراق يفيق معجلاً ليأتى بإكرام عليه يحوم.. فهذا الذى يُشفى النساء بنكحه ويكون قدره عندهن عظيم..