خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
بثينة تروس
17 December, 2023
17 December, 2023
من رعونة قادة الجيش انهم يتبارون في التصريحات التي تضيّق الخناق عليهم دولياً، وتفقد ثقة المواطن فيهم، وتؤكد ان البلاد في رحمة من لا يخاف الله فيهم ولا يرحم! فها هم يجنون ثمار تصرفات ياسر العطا، رئيس هيئة الأركان للجيش، الهوجاء وتصريحاته المبطنة للحرب مع دول الجوار والإقليم، والتي تؤجج للصراع الداخلي، وهو الذي هجر الخرطوم، عاصمة بلده ومركز قيادة جيشه، بعد ان فشل في حمايتها، فالإخوان المسلمون طوال فترة حكمهم، موفقون في عدم التوفيق، يصطنعون العداوة مع المجتمع الدولي اعلامياً، وفي الواقع يبيعون لهم ثروات البلاد، خيراتها واراضيها، ويهاجرون اليها، لتعليم الأبناء ويذهبون للسياحة والاستشفاء، يشترون فيها العقارات مستمتعين بأمنها، وبمدنيتها التي حالوا بينها وبين شعبهم المغلوب على أمره، إذ أن عدد كبير من وزراء حكومتهم يحملون الجوازات المزدوجة.. وتلك الدول تعلم انهم حفنة من الخونة لا خير فيهم لأوطانهم، وقد ردت دولة تشاد للعطا الصاع صاعين، فطردت الدبلوماسيين السودانيين العاملين فيها باعتبار انهم (شخصيات غير مرغوب فيها) وطالبتهم بمغادرة أراضيها خلال ثلاثة أيام.. وهكذا خسروا تشاد ودفعوا بها دفعاً للتعاون مع الدعم السريع، شاءوا ام أبوا!
ولأن قيادة الجيش مستلبة وقد أضحت تتلقي اوامرها وخططها العسكرية من عيال كتائب البراء بن مالك، المصاحبين للقادة في بورتسودان. فقد حدثت البرهان نفسه ان ينافس العطا في عنترياته المتخيلة، بدلا من ان يعتذر عنها لما سببته من ربكة واحراج مع دول الجوار والإقليم، فذهب الي شندي يشد على ايدي رجال الخنادق، في صورة دونكوشوتية ساخرة، تحكي انقياده لأوهامهم في إحياء ماضي خنادق المسلمين في حربهم مع الفرس والروم! ظهر البرهان ليشجع المزيد من المستنفرين من الشباب الايفاع على الموت، في الحرب التي اسماها بنفسه (حرب عبثية) مما يعني أن قتلاها ليسوا بشهداء.
ولم يكتفي بذلك بل صرح ان مدني هي معاقل المستنفرين لنصرة الجيش، وهو تصريح يجافي حقيقة البغض الاخواني لأهل الجزيرة فقد كانوا خلف خراب مشروع الجزيرة، وشقاء المزارعين، ولم يكف المخلوع البشير عن قول (ان مزارعي الجزيرة تربية شيوعين) (يأكلوا الحكومة بالتهرب من الضرائب.. وان مشروع الجزيرة عالة على الاقتصاد السوداني) ذلك حين قرروا نهبه وسرقته. وهنا نشهد رعونة قوات الدعم السريع التي تجاري استفزازات البرهان وأجهزة الفلول، في استهداف المدنيين، ليتواصل مد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا والنازحين، في حرب الشائعات والاستفزازات المتبادلة، والتسابق لكسب الصف الإعلامي بين المعسكرين.
وفي هذه الأثناء يتواصل ترويع المواطنين والنازحين من المعارك التي تدور رحاها بين الجيش والكتائب التي تسانده في جانب والدعم السريع في الجانب الآخر، وقد توسعت رقعة هذه المعارك لتشمل مدينة ود مدني وضواحيها وقرى شرق الجزيرة، وتنتقل معارك (المكبراتية) لتلك المناطق وغيرها.. وطبعا لا يهم الجيش او الدعم السريع، وكلاهما تربية اخوانية بحتة، ولا يعنيهما اعداد المواطنين الذين نزحوا الى تلك المنطقة فرارا من العاصمة وقد بلغوا ما يقارب (500) الف في مدينة مدني تحديدا، وها قد وجدوا انفسهم مجبرين مرة أخرى علي النزوح الي مناطق سنار وما حولها، ولا يعلمون الي متى سوف يستمر هذا النزوح، وللأسف فإن اشتعال الحرب في تلك البقعة يعني توقف المنظمات الإنسانية التي كانت عونا لهؤلاء النازحون في جحيم الحرب الذي أدخلهم فيه تنظيم الأخوان المسلمين.
وتتواصل ملهاة دراما غيبوبة البرهان، فهو ليس بأفضل من العطا في فقدان البوصلة، اذ صرحت الحكومة الكينية انه قد غير موقفه من لقائه بقائد الدعم السريع، وانه لن يواجه عدوه وجها لوجه في نيروبي! هؤلاء رجال لا يملكون مقومات النصر الميداني ولا حتى الإعلامي.. انها حالة من الفوضى تثير الرثاء، اذ لا يعلم أحد لماذا يصرحون ومن الذي يدفع اليهم بهذه القرارات، ومن هم الذين يهددونهم فينسحبون عن اقوالهم والتزاماتهم المشهودة، غير عابئين بالموت الجماعي والدمار الذي أحدثته حرب عبثية دخلت شهرها التاسع، ولا حل غيران تضع الحرب أوزارها.
tina.terwis@gmail.com
///////////////////
ولأن قيادة الجيش مستلبة وقد أضحت تتلقي اوامرها وخططها العسكرية من عيال كتائب البراء بن مالك، المصاحبين للقادة في بورتسودان. فقد حدثت البرهان نفسه ان ينافس العطا في عنترياته المتخيلة، بدلا من ان يعتذر عنها لما سببته من ربكة واحراج مع دول الجوار والإقليم، فذهب الي شندي يشد على ايدي رجال الخنادق، في صورة دونكوشوتية ساخرة، تحكي انقياده لأوهامهم في إحياء ماضي خنادق المسلمين في حربهم مع الفرس والروم! ظهر البرهان ليشجع المزيد من المستنفرين من الشباب الايفاع على الموت، في الحرب التي اسماها بنفسه (حرب عبثية) مما يعني أن قتلاها ليسوا بشهداء.
ولم يكتفي بذلك بل صرح ان مدني هي معاقل المستنفرين لنصرة الجيش، وهو تصريح يجافي حقيقة البغض الاخواني لأهل الجزيرة فقد كانوا خلف خراب مشروع الجزيرة، وشقاء المزارعين، ولم يكف المخلوع البشير عن قول (ان مزارعي الجزيرة تربية شيوعين) (يأكلوا الحكومة بالتهرب من الضرائب.. وان مشروع الجزيرة عالة على الاقتصاد السوداني) ذلك حين قرروا نهبه وسرقته. وهنا نشهد رعونة قوات الدعم السريع التي تجاري استفزازات البرهان وأجهزة الفلول، في استهداف المدنيين، ليتواصل مد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا والنازحين، في حرب الشائعات والاستفزازات المتبادلة، والتسابق لكسب الصف الإعلامي بين المعسكرين.
وفي هذه الأثناء يتواصل ترويع المواطنين والنازحين من المعارك التي تدور رحاها بين الجيش والكتائب التي تسانده في جانب والدعم السريع في الجانب الآخر، وقد توسعت رقعة هذه المعارك لتشمل مدينة ود مدني وضواحيها وقرى شرق الجزيرة، وتنتقل معارك (المكبراتية) لتلك المناطق وغيرها.. وطبعا لا يهم الجيش او الدعم السريع، وكلاهما تربية اخوانية بحتة، ولا يعنيهما اعداد المواطنين الذين نزحوا الى تلك المنطقة فرارا من العاصمة وقد بلغوا ما يقارب (500) الف في مدينة مدني تحديدا، وها قد وجدوا انفسهم مجبرين مرة أخرى علي النزوح الي مناطق سنار وما حولها، ولا يعلمون الي متى سوف يستمر هذا النزوح، وللأسف فإن اشتعال الحرب في تلك البقعة يعني توقف المنظمات الإنسانية التي كانت عونا لهؤلاء النازحون في جحيم الحرب الذي أدخلهم فيه تنظيم الأخوان المسلمين.
وتتواصل ملهاة دراما غيبوبة البرهان، فهو ليس بأفضل من العطا في فقدان البوصلة، اذ صرحت الحكومة الكينية انه قد غير موقفه من لقائه بقائد الدعم السريع، وانه لن يواجه عدوه وجها لوجه في نيروبي! هؤلاء رجال لا يملكون مقومات النصر الميداني ولا حتى الإعلامي.. انها حالة من الفوضى تثير الرثاء، اذ لا يعلم أحد لماذا يصرحون ومن الذي يدفع اليهم بهذه القرارات، ومن هم الذين يهددونهم فينسحبون عن اقوالهم والتزاماتهم المشهودة، غير عابئين بالموت الجماعي والدمار الذي أحدثته حرب عبثية دخلت شهرها التاسع، ولا حل غيران تضع الحرب أوزارها.
tina.terwis@gmail.com
///////////////////