خواطر سودانية (11) … بقلم: أحمد جبريل علي مرعي

 


 

 

 

gibriel47@hotmail.com

 

الفسالة

 

في صبيحة أحد الأيام، وأنا مستلق على السرير، سمعت قمرية ذكرتني بأيام الزراعة. وتعجبت كيف من الله على الطيور بلغات ومنطق كما قال سيدنا سليمان (وعلمنا منطق الطير). فقد تذكرت أيام الصبا وكيف أن  أمهاتنا كن يقلن أن هذه القمرية مظلومة (ظلم الحسن والحسين) وأنها تشكو لطوب الأرض كيف ظلمها نسيبها قائلة بلسان الطير (نسيبي فسل بكتلني كتل عشان الأكل).

 

وفي ذات اللحظة مر بخاطري مسلسل( الفسالة ) الذي انتهجته حكومة الإنقاذ في أيامها الأولى وحرمت الجميع تقريبا من كل خيرات السودان واستأثرت بها وحدها. وكنا كهذه القمرية المظلومة.

 

وحتى بعد توقيع حكومة الإنقاذ اتفاقية الخزي الشامل مع شريكها الأطرش لم تخفف يدها على الناس. فقاما بقسمة السلطة والثروة بينهما وكأن هذا السودان ملكهما وحدهما وليس به قوم آخرون يستحقون العيش فيه.

 

كيف يعقل أن تكون مثل هذه التصرفات من أناس يدعون الإسلام!!! والله ما كنا لنتعجب لو كان ذلك المسلك من قوم لا صلة لهم بالإسلام ولا الإنسانية والرحمة. ولكن ممن ملأوا الدنيا زعيقا ونعيقا (هي لله هي لله ولا للجاه). فأين هذا الهتاف من هذه الفسالة؟!!!

 

يتخرج الخريجون من جامعات (الثورة التعليمية) السودانية الواهية أنصاف متعلمين وشبه أميين. هذه الثورة التعليمية التي أضاعت هيبة العلم والجامعات الراقية المعتبرة دوليا وانحدرت بنا إلى مصاف جامعات محلية عربية وافريقية لا لون لها ولا رائحة ولا طعم. 

 

وأصبح الدكاترة أكثر من الهم في القلب. فلا تسمع ولا ترى في وسائل الإعلام وكل نواح الحياة إلا دكاترة أشبه بالأميين. يتحدثون خطأ ويكتبون خطأ ولا يستحون. وأصبحت شهادات الدكتوراه والبكالوريوس المزيفة في كل مكان وقصرت رقابنا في جميع أنحاء العالم. وحتى الدول العربية أصبحت تشك في شهاداتنا!!! فبعد أن كانت جامعة الخرطوم تحتل الرقم 11 في جامعات العالم قاطبة انحدرت إلى الرقم 4371 عالميا.

 

وأصبح خريج جامعات (الثورة التعليمية) أي كلام بعدما عانى الأمرين في سني الدراسة ودفع والداه (الوراهم والقدامهم) في انتظار تخرج فلذة كبدهم. وعندما تخرج هذا الخريج التعيس اصطدم بجدار الفسالة  الذي شيدته حكومة الإنقاذ والذي يشبه كثيرا جدار اليهود في الأراضي المحتلة. هذا الجدار  لا يخترقه ولا يسمح لأحد باختراقه غير أبناء ممن ينتسبون لحكومة الإنقاذ   " الإسلامية " بعد التمحيص والتزكيات وكل أساليب الفسالة التي لا تخطر على بال.

 

وفي ذات الوقت نعم أبناء المنتسبين لحكومة الإنقاذ خلال 21 عاما بالبعثات التعليمية إلى جميع الدول ومن بينها دول العالم الأول وحدهم فقط. فالسودان كدولة اعتبارية تأتيه البعثات والمنح من دول العالم. ولكن حكومة الإنقاذ اقتصرت البعثات والمنح الحكومية على بنيها فقط. واتخذتها تحفيزات ومكافآت للمنتسبين إليها. يتخرج أبناؤهم ويعودون ملء السمع والبصر. فهم السادة فقط ولا سادة غيرهم ونسوا دعوات المظلومين في الليل البهيم!!!

 

نعم أبناء المنتسبين لحكومة الإنقاذ " الإسلامية " برغد العيش في قصور آبائهم (مستجدي النعمة). وذهبوا في الإجازات الصيفية إلى المصايف العالمية واعتادوا التحدث عن تلك الدول والمصايف كأنهم ينتمون إليها. ونسوا أن آباءهم كانوا يوما ما من الطلبة الفقراء صرفت عليهم الحكومات الوطنية في التعليم وأسكنتهم الداخليات يرتعون فيها مجانا، وعالجتهم وسهرت على تنشئتهم. ولولا هذه الحكومات الوطنية وحر مال الشعب السوداني لما أكمل معظمهم تعليمه. فهل هناك رذالة وفسالة أكثر من هذا؟!!

 

قامت مجموعة من الخيرين من أبناء السودان بالخارج بإرسال وفد إلى السودان  في أوائل ثورة الإنقاذ بعد  انبثاق (الثورة التعليمية) ليقابل الرئيس ونائبه الزبير  ومايسترو الثورة التعليمية البروفسير الفسل إبراهيم أحمد عمر ليناقشوا معهم مسائل وطنية بشأن دخول أبنائهم الجامعات السودانية حرصا منهم على تشريب أبناؤهم بروح الوطن والانتماء  إليه في لاحق الأيام بعد دراستهم كل المراحل الدراسية قبل المرحلة الجامعية في الخارج.

 

قدمت هذه المجموعة الخيرة ثلاث مقترحات محددة بشأن الثورة التعليمية. ولكنها وجدت آذانا صماء من حكومة الإنقاذ آنذاك. فقد كان كبيرهم الذي علمهم السحر ورأس الفسالة ومهندس الخطط الشيطانية لا يريد خيرا لأبناء المغتربين وللسودانيين عموما. فقد أتى بحقد لا يشبه إلا حقد إبليس على أبينا آدم.

 

رجع الوفد غضبان أسفا حيث رفض اقتراحه بشأن سياسة تعليم أبناء المغتربين. وطبقت عليهم سياسة تخفيض الدرجات ( التي وضعها جزء من الوفد من رجال التعليم الكبار للوافدين من دول أوروبا وليس الخليج وغيره في سابق الأيام وطبقتها حكومة الإنقاذ خبط عشواء).

 

كانت طلبات الوفد أن يدخل أبناؤهم في جامعات الولايات التي ينتمي لها كل مغترب ليساعد في إكمال نواقص تلك الجامعات، أو أي جامعة في أي ولاية بشكل لا مركزي ويدفعوا  في هذه الجامعات السودانية ما يدفعونه  من عملة صعبة لجامعات الدول الأجنبية التي يرسلون   أبناءهم  إليها عادة. تلك الجامعات الأعرق من جامعاتنا الوليدة  والتي برغم ذلك لا تطلب  تخفيضا للدرجات أو شروطا تعجيزية وتعلم أبناءنا  ما يرغبون.

 

وكان الاقتراح الثالث أن تنشأ جامعة خاصة بأبناء المغتربين البلداء ( حسب وصف المسئولين الإنقاذيين) أو (الحناكيش) عند العامة.  أي حقد هذا وحسد وفسالة ورذالة!!!! عجبا فقد رمتنا بدائها وانسلت!!!

 

انفض سامر الخيرين بعد فشل كل المساعي وبعثوا بأبنائهم إلى شتى جامعات الكرة الأرضية وهم في سن مبكر جدا غير متزودين بسلاح اللغة واكتنفتهم بيئات خطرة للغاية. كل ذلك لم يحرك ساكنا في من ماتت قلوبهم وخلت من الرحمة. لا لشيء سوى الحسد والفسالة والرذالة.

 

واقتبس مهندس الثورة التعليمية لاحقا اقتراح القبول الخاص فقط حسب مزاجه السقيم ونكاية في المغتربين الذين كانوا سيدفعون عمله صعبة للسودان في وقت كان فيه السودان والجامعات الوليدة بحاجة ماسة للعملة الصعبة.

 

وبعد أكثر من 19 عاما لاحت في الأفق أخيرا بشائر ولادة جامعة المغتربين، فما الذي تغير بعد كل هذه الأعوام الطوال؟!!! إنها الفسالة والرذالة!!!

 

كان من بين هؤلاء الخيرين الإسلامي الغيور والعالم الدولي محجوب عبيد (رحمه الله رحمة واسعة) الذي تكفلت السعودية بعلاجه في أمريكا وحكومتنا تنظر كالغبية وكأن الأمر لا يعنيها ولا فيه مذلة ومنقصة لها.   أين المروءة بل أين الشهامة التي نتشدق بها؟!!!

 

يذكرني موقف حكومتنا هذا بموقف ود الريف(الوافد من ريف مصر وكما يقال  " ود الريف شن عيبه ما عيشته وبصلته في جيبه " )  مع التي طلقها زوجها أمامه وهو لا يعلم شيئا عن عادات وتقاليد السودانيين في موقف كهذا حيث يقال للمطلق (مرجوعة في مسماها) ولا يستطيع المطلق بعد ذلك أن يصر على طلاقه فيرجعها.

 

ففي هذه الحادثة وقف ود الريف لا ينبس ببنت شفه والمرأة مزنوقة تنظر إليها عله ينجدها حتى أفحصت عن حاجتها عندما يئست من ود الريف قائلة: ( يا قرد الطلح ما تقول حاجة).

 

كان البروفسير الفاضل  محجوب عبيد (رحمه الله رحمة واسعة) من ضمن هيئة التدريس في جامعة الخرطوم حينا من الدهر.  ولكن برغم ذلك رفضت ابنته الألمعية التي حصلت على نسبة 98% من دخول جامعة الخرطوم أيام فسالة الإنقاذ!!! وقيل أنه تعرض للتعذيب في أحد بيوت الأشباح في إحدى إجازته السنوية على يد أحد زبانية النظام الفسل.

 

الحرب يشعلها الكبار تجبرا     ويموت تحت لوائها الضعفاء

وعندما أشعلت ثورة الإنقاذ حرب الجنوب بعنتريات عساكرها الأغبياء و(ساحات الفداء والبروجي)، ساقت حكومة الإنقاذ أبناء الشعب السوداني إلى آتون حرب لا تبقي ولا تذر راح ضحيتها خيرة الشباب أمثال على عبد الفتاح ورفاقه الكرام. وضيعت فلذات أكباد أبرياء  في ريعان الشباب و أطفأت آمال آباء وأمهات!!!

 

وبعد كل ذلك أتونا وبكل (بجاحة) باتفاقية الخزي الشامل ونسوا كل شيء. نسوا مطاردة الطلاب في الأزقة داخل العاصمة وفي الجامعات وفي الحافلات (البصات) لا لشيء إلا ليزجوا بهم في  آتون حرب قذرة (لمشروعهم الحضاري) الإسلامي من صنع أيديهم. وقال كبيرهم الذي علمهم السحر بكل بساطة  عندما تآمر عليه طلابه  وأبعدوه عن سدة الحكم (راحوا فطايس) وسخر بأسلوبه السخيف من فرية (عرس الشهيد) التي ابتدعها. فأي إسلام هذا الذي تدعون؟!!!

 

نستطيع أن نفهم أن حكر الثروة على قوم دون آخرين من شئون الحكم ومن معادلات السياسة الشيطانية. إذ أن المال والسلطة وجهان لعملة واحدة.  ولا تتأتى القوة والسلطة إلا بكليهما. ولكن هذا يليق بمن لا دين له. ومع ذلك طبقه ما يسمى بسادتنا وكبارئنا وقادتنا "الإسلاميين" الذين خرجوا علينا يوما بشيخهم في ثياب الواعظين. و(مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا).

 

تولت حكومة الإنقاذ تصفية تجار السودان -كبارا وصغارا – دون تمييز اللهم إلا الذين بذلوا لها المال الكثير ومسحوا جوخ عسكرها ولعقوا أحذيتهم. فتشردت بيوت عامرة وافتقرت من حر مالها وأصابها العوز الشديد. وتفككت بيوت ومات بعضهم هما وغما وقهرا. وأزهقت حكومة الإنقاذ أرواح البعض (دون وجه حق) بفرية امتلاك العملة الأجنبية التي تاجرت فيها حكومة الإنقاذ لاحقا وأصبحت سيدتها.

 

وألحقت حكومة الإنقاذ من بقي من السودانيين، ولم يمت بهموم ثورة الإنقاذ الكثيرة ومصائبها العديدة، بما يسمى قائمة (الصالح العام)، وهي في الحقيقة قائمة (الفساد العام) التي قطعت أرزاق الناس دون وجه حق سوى جريرة عدم الانتماء للنظام الفسل.

 

وطالت ضرائب حكومة الإنقاذ الإسلامية حتى (ستات الشاي) وساوم زبانيتها المسكينات على شرفهن لاسترداد (عدة الشغل) المهترئة أو العمل كمحطات توزيع مخدرات للزبائن. فانحرفت من كانت المقاومة فوق طاقتها المهدودة وسعيها لتوفير لقمة العيش للصغار الجياع (والجوع كافر) وأكلت من ثدييها. وكانت الحرة  فيما مضى تموت ولا تأكل من ثدييها.  ورغم هذا فحكومتنا إسلامية تحض على مكارم الأخلاق!!!

 

واكتسبت الطالبات في الجامعات من شدة الجوع والفقر عادات وتقاليد رذيلة مثل (المساكنة)  و(الزواج العرفي) والتحقت بعض الطالبات بقطيع الآكلات من أثدائهن. ونحن تحت ظلال دوحة دولة "إسلامية" كما يزعمون!!!

 

وشر البلية ما يضحك. فقد قامت حكومة الإنقاذ في أيامها الأولى بتصفية من قاموا بانقلاب.  أحلال عليكم وحرام على الطير من كل جنس؟!! ففي رمضان وفي العشر الأواخر منه أزهقت أرواح 28 شابا لا لشيء سوى طموحهم لاعتلاء سدة الحكم كما فعلت الإنقاذ!!! أيعقل أن يقدم حتى الحجاج بن يوسف الثقفي على ذبح مسلم في العشر الأواخر من رمضان!!! ومع ذلك فحكومتنا إسلامية!!!

 

عانى المغتربون الأمرين من حكومة الإنقاذ بضرائبها التي لا نهاية لها وزكاتها المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تبرع بتبريرها وتحليلها إسلاميون دوليون كادوا أن يأتوا بدين جديد. وأقحمت حكومة الإنقاذ في الشأن السوداني كل من هب ودب وفتحت السودان على مصراعيه للمأفونين والمتشنجين والمتطرفين الذين يدعون الإسلام والذين أحدثوا المذابح في المساجد وفي ليالي رمضان. وتعرض الشعب السوداني  لحصار قاتل من قوى الاستكبار وذاق الأمرين بسببهم.

 

وعندما قررت الإنقاذ مص المزيد من دم المغتربين باعتهم قطعا سكنية  في أطراف العاصمة ومشاريع تافهة (كمشروع سندس) بمبالغ طائلة. واضطرتهم لدفع دم قلبهم في قطع سكنية في  أماكن اعتبرتها مميزة.

 

وفتحت حكومة الإنقاذ (بيوت الأشباح) وعذبت بكل أساليب التعذيب من طالته أياديها السوداء وساقه حظه العاثر إلى بيت من بيوتها. فضاعت مجموعات من المعارضين من بينها مجموعات يسارية واشتراكية. وأزهقت أرواح ودفنت أجساد في قبور لم تعرف أماكنها حتى الآن. وحذت حذو حكومة مايو (سبة الدهر) التي يقال بأنها ألقت جثمان الشيخ محمود محمد طه من طائرة هيلكوبتر في البحر الأحمر.

 

وتبرع بعض الأطباء عديمي الذمة والمروءة  من المنتسبين لحكومة الإنقاذ بكتابة تقارير الوفيات زورا وبهتانا وضمنوا أسباب وفيات مزيفة منها الملاريا وغيرها في مشارح الطب الشرعي بكل ضمير مرتاح!!!!

 

كان من ضمن إفراز اتفاقية الخزي الشامل  اندلاع الحرب في شرق وغرب السودان وتنامي الغضب في الشمال والوسط. وقام وزير دفاعنا الهمام بتنفيذ إستراتيجية (ما عاوزين أسير) بلسانه الأعجم في دارفور المكلومة والمظلومة وقصف قراها المبنية بالقش والعامرة بنيران القرآن بالطائرات العسكرية. أتاح هذا الفعل المشين الفرصة للتدخل الدولي وتجهيز قائمة شملت كبار المجرمين.

 

ولأول مرة نرى فيها عسكري يرقى إلى رتبة أعلى بعدما سقطت بناية كاملة في جامعة الرباط جراء الفساد ويحظى بطبطبه من رئيسه المباشر. فلتذهب آلاف البنايات وليبق الوزير الهمام مثلما  قالوا حين ذهبت (بيارة السوكي) في سابق الأيام  أيام انقلاب مايو  (حارسنا وفارسنا) فلتذهب بيارة السوكي ولتبقى الحقيقة. ولكن المؤسف ذهبت بيارة السوكي  ولم تبق الحقيقة ولا يحزنون.

 

وبعدما تمايزت الصفوف وضاق الحيران بشيخهم البايخ ضيقا شديدا، ضحوا به.  وبدأت المراجعات المتأخرة كالعادة. وسلكت حكومة الإنقاذ مسلكا شابه قدر من الاعتدال. إلا أنها أبقت على أجندة شيخها السابق في كثير من شئونها.

 

طلع البترول والذهب والموارد الكثيرة وازدهرت تجارة تصدير الأغنام والجمال والأبقار. ولكن برغم ذلك لم يذق الشعب السوداني طعما لهذا الثراء ولم ينعكس نعمة على حياته. وظل محاسيب حكومة الإنقاذ هم المتنعمون الوحيدون! ويا لها من فسالة "إسلامية " !!!

 

ولجأ دهاقنة الاقتصاد ممن كانوا يحتفظون بإقاماتهم في دول الخليج في التبشير بالخصخصة التي لم تبق ولم تذر. فخصخصوا كل شيء حتى المشاريع الحكومية الناجحة لصالح الإنقاذيين. وأتوا بالخليجيين والماليزيين وغيرهم لشراء المصانع والمشاريع الحكومة الناجحة والتي كان لهم فيها نصيب الأسد.  فقضوا بذلك على كل موارد الدولة الحديثة. واكتنزت جيوبهم بالمال الحرام ونبت لحمهم من السحت!!!

 

بعد ذلك انتبهت حكومة الإنقاذ لاستحقاقات اتفاقية الخزي الشامل وأن الانتخابات قادمة. فنظمت صفوفها وبدأت بحركة تنمية محمومة شملت الطرق والجسور والترويج لحكومتها وتنفيذ المشاريع لاستغفال الشعب السوداني الذي انطلت عليه الحيل بخدمات الطرق والجسور بعدما كثر نبيح وعواء كلب محكمة العدالة الدولية. ( والعيار الما يصيب يدوش)!!!

 

وليعلم الإنقاذيون الذين لا يشبهون أهل السودان الشرفاء  أن السودانيين لن يسلموا لا أقول (كديسه ) زي ما قال  أخونا البشير ولكن لن نسلم أي شيء لأشي شيء في أي شيء وبأي شيء.  دعك عن رمز سيادتنا مهما كان. وهذه ليست بعنتريات من نوع عنتريات حكومة الإنقاذ ومنتسبيها الرذلاء الذين كانوا سيفعلونها بلا حياء. وما أدل على ذلك من  هروب أسامة بن لادن عند استيقن من أفعالهم وعندما سلموا المناضل ونصير الشعوب المستضعفة كارلوس لفرنسا.

 

وبرغم أن لكل قاعدة شواذ إلا أن  الشعب السوداني شعب  أصيل قليل مثله في هذه الفانية وقد تبين لكم وقوفه مع البشير في أحلك الأوقات. وليتكم تفهمون الدرس!!!!

 

ورسالة شكر أوجهها لحواء السودان ولمن غفل عنها في مهرجان الاحتفال الأخير بفوز البشير في أرض المعارض ببري. ليتكم انتبهتم لمغزى وقوف ابنة عم البشير وزوجه فاطمة أمام زوجها وابن عمها مؤازرة بشموخ واعتداد بنات الرجال طوال خطابه. وديل أخوات نسيبة الحقيقيات وكفانا جعجعة!!!! وهمسة في أذن الرئيس (يالبشير البعرفك من زمن  عزبة عزيز كفوري وكوبر العتالة وكوبر العماية ما تبيعه بالرخيص.)

وقديما قال ود النعيسان :

يوم الموت مكشر والدرق مكـــجوج

والفوج بالسيوف البيض مقابل الفوج

يوم قدر المتمة القاسي هرس السـوج

بنات أولاد جعل ضربن غزير المـــــوج

 

نصيحة أخيرة

نصيحة أسديها لحكومة الإنقاذ الجديدة بعد الانتخابات التي كسبت بها شرعية جديدة ألا تعتقد بأن الشعب السوداني أختاركم لكفاءتكم – وإن كان ذلك صحيح جزئيا. ولكن لأن (الساحة فاضية) وهذا من نعم المولى على الشعب السوداني بعدما انقرض قادة الأحزاب الديناصورية القديمة  أو أوشكوا على الانقراض.

 

ولا تغتر حكومة الإنقاذ المنتخبة كثيرا (فلو دامت لغيرك لما آلت إليك). وسيأتي يوم تندمون فيه ندامة الكسعي وتزرفون الدمع غزيرا في العاجلة أو الآجلة التي نسيتموها!!!  كما أرجو – وأخشى ما أخشى ألا تفهموا لغة الرجاء -أن تختفي بعض الوجوه الكالحة اللئيمة من الصف الأول في المؤتمر الوطني في هذا العهد الجديد والتي تحدث الغم في نفوس السودانيين وتذكرهم بالأيام السوداء الماضية متى ما طالعتهم وبكثرة عنترياتها الزائفة وجعجعتها وقبحها ولؤمها. وصحيح (الأختشوا ماتوا)!!!

 

فهذه الوجوه القبيحة هي وجوه كله فلتحرص يا رئيس الجمهورية المنتخب على إخفائها فهي (أينما توجهها لا تأتي بخير).

 

ووطنوا يا أهل المؤتمر الوطني أنفسكم على العمل الجاد واعتذروا للشعب السوداني عن ما اقترفتموه أيام شيخكم الذي علمكم السحر. واغسلوا قلوب السودانيون بالكلمة الطيبة إن كنتم ترغبون الفوز في الانتخابات القادمة. والحمد لله الذي تقبل دعاء بعض الأئمة في المساجد من غير الإنقاذيين وسلط الظالمين (الإنقاذيين) على الظالمين (قادة الأحزاب المنقرضة) وأخرج السودانيين من بينهم سالمين.

 

آراء