داحس والغبراء!!

 


 

 

الصباح الجديد –
ما تزال العاصمة الخرطوم حبيسة الأنفاس تترقب اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أي وقت فالبرغم من تأكيدات قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو بأن الحرب بينهم والجيش مستحيلة إلا أن الفلول ما زالوا يصبون الزيت في النار ويتوهمون أن الحرب ستعيدهم إلى السلطة من جديد.
ساعد انتشار هذه الشائعات في اشعال هشيم الوضع الهش تحركات عسكرية مريبة أثارت مخاوف المواطنين، وذلك بعد انتشار وتحرك سيارات عسكرية مسلحة تابعة للجيش وناقلات جند، بجانب تجول مركبات ومدرعات صغيرة تابعة لمليشيات الدعم السريع أمس الأول بالخرطوم.
ورصد شهود عيان تجول سيارات مدججة بالأسلحة لقوات الدعم السريع في أم درمان والخرطوم، وكانت تلك السيارات تسير بسرعة كبيرة ما اضطر أصحاب المركبات للنزول من الطريق حتى تعبر تلك القوات.
بدت على السيارات العجلة حتى كاد يؤدى ذلك لاصطدام بعضها ببعض في منطقة الخرطوم شرق، كما ظهرت ضمن المركبات سيارات مدرعة صغيرة كانت قوات الدعم السريع قد حصلت عليها من دولة الإمارات.
تمت إعادة تموضع بعض القوات، وتغيير أخرى موجودة وسط العاصمة. وتأتي هذه التحركات التي أثارت مخاوف المواطنين، وسط خلافات بين القادة العسكريين بمجلس الانقلاب، وقضية تكوين الجيش الواحد ودمج القوات الموازية، وإصلاح المؤسسة العسكرية.
ما يدور من مخاشنة بين الجيش والدعم السريع جعل كثير من المواطنين يرون وقوع الحرب في أية لحظة وكلهم أمل بأن لا تبلغ التوترات مداها بالحل، أما الفلول فهم الوحيدون الذين يرون أنه لا بد من الحرب ليصلوا إلى غاياتهم لا يهمهم حتى ولو أبيد نصف الشعب السوداني.
كما أسلفا في تحليل سابق الوعي الذي تنامى في أوساط الشباب لن يسمح بالانقلاب أو استقطاب مليشيات جديدة سواء كان ذلك في البطانة أو غيرها، والدليل على ذلك أن من تصدى لجيوش القبائل هم شبابها المنضوين تحت لجان المقاومة.
نجح الفلول في بث الرعب وسط المواطنين من خلال الشائعات السوداء التي يطلقونها صباح مساء فبالأمس سارع كثير من المارة في قلب الخرطوم للاحتماء داخل البيوت والأزقة عندما سمعوا دوي المدافع ناحية القيادة العامة وظنوا أن المعركة قد بدأت، وبعد أكثر من نصف ساعة تنفسوا الصعداء عندما تقينوا ان الصوت مصدره ألعاب نارية تم إطلاقها من القيادة العامة.
كانت هذه الألعاب النارية بمثابة بالونة اختبار أكدت أن كيف وصل مدى التوتر وإلى درجة تم الشحن، فالفلول ظلوا يرابطون منذ أيام في (السوشيال ميديا) مرجحين المعركة وانتصار الجيش فيها وكأن المحصلة النهائية ستكون لصالح الوطن ..
وفي المقابل يجب على القوات أن تكف عن الاستعراض العسكري لمظاهر القوة ففي مثل هذه الأجواء المشحونة يمكن لطلقة طائشة أن تفتح الباب أمام داحس وغبراء تقضي على الأخضر واليابس في السودان.
الجريدة

 

آراء