دارفور تنزف دم ومناوي يغرد كالعصفور

 


 

حيدر المكاشفي
27 November, 2021

 

(دارفور تنزف دم..وينو السلام وينو)، كان هذا أحد أقوى الشعارات التي حملها متظاهرو مليونية الخميس وأعلى الهتافات التي رددوها، منددين بالمجزرة التي شهدتها منطقة جبل مون غربي دارفور وغيرها من مناطق متفرقة بدارفور الأبية، حيث شهدت منطقة جبل مون وقوع مجزرة بشرية راح ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء العزل وأضعافهم من الجرحى والمصابين، كما تم حرق عددا كبيرا من القرى أحيلت الى رماد بواسطة مليشيا قبلية مدججة بأعتى أنواع الاسلحة والمتفجرات، هذا غير جرائم أخرى وانتهاكات ضد الانسانية شملت حملة اعتقالات واسعة واغتصابات وتعذيب واختفاء عشرات الأطفال، الأمر الذي تسبب في نزوح قرابة الخمسة الاف شخص فر الكثيرون منهم إلى شرق تشاد،ويأتي هذا الهجوم الغادر القذر الممنهج بحسب بعض التقارير، بهدف السيطرة على منطقة الجبل الغنية بالموارد المعدنية و الأراضي الخصبة فضلا على الأهمية العسكرية لموقعها، ولم يتوقف هذا العنف الممهنج والمخطط له بعناية عند جبل مون، بل انداح وتمدد الى مناطق أخرى شملت محليات طويلة ودار السلام وسورتوني وكبكابية بشمال دارفور، وخلفت كذلك خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وسبل كسب العيش..
لقد ظل هؤلاء الثوار من الشباب والشابات يؤكدون يوما بعد يوم أنهم الأكثر وعيا والأكثر وطنية وأكثر من يحملون هم البلد من أقصاها الى أقصاها ويتفاعلون مع كافة قضاياها، ولهذا كانت وستظل دارفور حاضرة عندهم لا تغيب، بينما غاب للأسف من يدعون تمثيل دارفور من قادة الحركات الذين استعصموا بالخرطوم بعد أن توهطوا في مناصبهم ونالوا محاصصاتهم ومخصصاتهم باسم السلام المفترى عليه، وقد صدق الثوار (وينو السلام وينو ودارفور تنزف دما)، لم يفتح الله على أحد فيهم بالتوجه الى مناطق المجازر ولو على سبيل تقديم العزاء، ولكنهم للخزي ظلوا في خرطومهم عاكفين وكأنهم من (أولاد نمرة اتنين) ولا تعنيهم دارفور في شئ، بل حتى حاكم دارفور بوضع اليد مني مناوي الذي يفترض أن يكون حضورا في قلب الأحداث، لم يحرك ساكنا ولم يفعل شئ غير أن يغرد كالعصفور على تويتر، وقد صدق المخلوع البشير الذي لم يصدق في شئ مثل وصفه لقادة الحركات، فقد سبق للصحفيﺍﻟﻘﻄﺮﻱ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻬﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺗﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﺗﻜﺸﻒ ﻓﻀﺎﺋﺢ ﻭﻓﻈﺎﺋﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ، أن بث ﺗﺴﺮﻳﺒﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ البشير ﻳﺴﺨﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻜﺮﺍﺕ، ﻓﺒﺤﺴﺐ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﻩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﺏ(ﺗﻮﻳﺘﺮ‏)، أﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﺮﺓ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ بـ(ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺕ)، ﻣﻀﻴﻔﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺎﺗﻴﺔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻗﺒﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺨﻔﺎﻳﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﺍﺑﺘﺪﻭﺍ ﻳﻌﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ (ﺍﻟﻠﻬﻲ ﻧﻜﺮﺍﺕ)..ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺜﻼ والكلام مازال للمخلوع (ﻣﺎﻑ ﺯﻭﻝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺳﻤﻊ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺍﺳﻤﻮ ﻣﻨﻲ ﺃﺭﻛﻮ ﻣﻨﺎﻭﻱ، ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ)، ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ‏(ﻣﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺗﻤﺮﺩ ﻣﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ)، ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺎﺗﻴﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ ﻳﺨﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ..بينما الأهل في دارفور لا يطلبون سوى السلام والأمن والامان والطمأنينة والتحرك والتنقل بحرية وسلام وعدالة تطال المتفلتين من قتلة المليشيات المسلحة ومخربيها ولجم انشطتهم الاجرامية..
الجريدة

 

آراء