درامــا تذويب المجتمعــات 2-2

 


 

 

ســارب بالنهار

 

 

ذكرت سابقاً أن المسلسلين السوريين اللذين أري تأثيرهما مجتمعياً هما مسلسل: (زمن العار) و(قاع المدينة).ذُهلت لإجابة النجم (جمال سليمان) عندما سأله الإعلامي (طوني خليفة) في برنامجه (لماذا) والذي يُبث علي القناة الوليدة في رمضان (القاهرة والناس)، إذ سأله ماهي مساحة الحرية الممنوحة للدراما السورية ؟ فأجاب النجم بأنها 50% !وللحق فهي إجابة شفافة فلم يسع النجم الي التلميع أو القول بأنها 99,9% مثلاً كما عودتنا نسب التصويت في القضايا الحساسة في العالم العربي .عودة الي المسلسلين والمعالجة القريبة الشبه بينهما لشرائح المجتمع المطحونة من قاع المدينة المتهالك أصلاً والذي يُوشك علي الإنهيار بفعل شريحة أخري أقل عدداً وأكثر نفوذاً وسيطرة تمارس فعل أنيابها علي ضعاف قاع المدينة بشراسة ، إضافة الي قضايا أخري عالجها هذان العملان. وما أريد التركيز عليه أن معالجة قضايا هذه الشرائح والتي هي منتشرة في معظم مجتمعاتنا العربية ومتشابهة تفاصيلها الي أبعد الحدود ،معالجتها وفق منظومة درامية ذات نظرة أحادية ينتهي بنا غالباً لتبني حلول مشاكل إجتماعية تخص المجتمع السوداني مثلاً، ربما لا يتوافق مع تفردنا كمجتمع يحمل ملامح أخري مغايرة، ولكن هذا التدفق الدرامي في مواجهة دراما معدومة لا بد وأن يُغرقنا فنضطر الي الأخذ والإقتباس والمقارنة ومن ثم تبني حلول مشاكل مجتمع سوري خالص لمجتمعات سودانية قحة!

تأثير الفن والشخوص علي حيوات الأفراد قوي جداً .أما العمل الدرامي الثاني :(زمن العار) فهو يشرح قهر المرأة من قبل سلطة الأب والأشقاء فيحولها الي مخلوق مستهلك ومُستهلك، لا يُحس بوجوده مُطالبة دائماً بالوجود في البيت لرعاية والدتها المريضة. وإن كنت شخصياً أري بعض المبالغة في معاملة الأب بهذه الطريقة لإبنته ، لذا ينتفي محاولة إسقاط تشابه في هذه الحالة لأن مجتمعنا مثلاً لا يصل في معاملته للمرأة هذه الحدّ. ولكن الإستغراق في الحضور القوي لهذه الأعمال يجعلنا أقرب الي تذويب مشاكلنا والأخذ بأسباب الحلول لبعض عثراتنا حتي ولو علي مستوي السؤال.

 

 

zizetfatah@yahoo.com

 

 

آراء