دروس وعبر ومواقف

 


 

 



كلام الناس

الموت حق والحياة باطلة وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على الة حدباء محمول، فالحياة رحلة قصيرة مهما طال أمدها لكن الفراق محزن خاصة فراق الأقربين من الأهل والأحباب.

عزاؤنا أن الحياة لاتتوقف عند محطة واحدة وأننا لانكتفي بالعمل من أجلها وإنما نتزود للدار الاخرة بما يحقق لنا القبول والسعادة الأبدية عند الرحمن الرحيم اللطيف بعباده.
أكتب هذا بمناسبة حادث الحركة المؤسف الذي راح ضحيته أربعة أطفال ثلاثة منهم أبناء السيدة الأسترالية اللبنانية ليلى جعجع عبدالله وهم أنطوني وانجيلينا وسيينا ومعهم إبنة خالهم فيرونيك الأمر الذي شغل الناس وأعاد للأذهان أهمية تطبيق القوانين الصارمة ضد السائقين السكارى، وتفاعل الأستراليون مع الام المكلومة والأسرتين وشاركوا في الصلاة على جثامين الأطفال.
من ناحيتها قدمت الأم المكلومة ليلى جعجع نموذجاً إنسانياً في الغفو والتسامح وهي تعلن في تصريحات إبان مراسم دفن الأطفال أنها عن نفسها سامحت السائق المخمور على أن تاخذ العدالة مجراها.
قالت الأم انها حزينة وقلبها مفطور لكنها تشعر بأن اطفالها انتقلوا بسلام إلى رحاب الرحمن الرحيم وأنها تشعر باأهم لم يفارقوها وأن أرواحهم تحلق فوق رؤوسهم الان.
في بيروت كلف الرئيس اللبناني ميشال عون قنصل لبنان بسدني شربل معكرون لنقل تعازيه للسيد داني عبدالله وزوجته في فقد أطفالهم وتعزية أسرة الطفلة الرابعة، وفي كانبرا بعث رئيس وزراء أستراليا الفيدرالي اسكوت موريسون تعازيه لأسرتي الاطفال وصلاته على أرواح الضحايا الأربعة.
هكذا يجئ الموت ليذكرنا بالقيم النبيلة الباقية رغم طغيان الحياة المادية التي شغلتنا حتى عن أنفسنا وليقدم لنا الدروس والعبر التي نامل أن يتعظ بها الاحياء ويحي فينا مشاعر التراحم والتعاضد عند الملمات لمواساة الاخرين في مصابهم.
تعازينا الحارة للأسرتين سائلين المولى عز وجل أن يتقبل الاطفال خير سلف للأرستين وأن يلهمهم الصبر وحسن العزاء، وأن يتم تكثيف عمليات مراقبة ومعاقبة السائقين المخمورين لمحاصرة مثل هذه الحوادث المؤسفة.
//////////////////

 

آراء