دعونا نستريح من الدانات لنعود للزمن الجميل

 


 

 

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
دعونا نستريح من الدانات لنعود للزمن الجميل خاصة في الرياضة و ( ابو الفنون ) و ( الفن السابع ) والجمعيات الأدبية في المدارس والمذاكرة ب ( الرتاين ) ولقيط القطن وطق الصمغ وتصفح بشير محمد سعيد ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني وقفشات الفاضل سعيد واستكتشات بلبل !!..
نعت أخبار البرازيل أسطورة كروية ثانية بعد بيليه وقد رحل اليوم عن عمر ناهز ال ٩٢ عاما زاجالو الذي ساهم في حصول بلاده علي كأس العالم مرتين لاعبا ومدربا علي التوالي في العامين ٥٨ و٦٢ .
ولم يقتصر نبوغه الكروي علي البرازيل بل عمل في الخليج ودرب الهلال السعودي ونجح نجاحا مذهلا وتم تصعيده ليدرب الفريق الوطني .
اذكر في الثمانيات من القرن الماضي كان اللقاء بين الفريق القومي السوداني والفريق الوطني السعودي وكان زاجالو وقتها المدرب المسؤول عن الاخضر كما يحلو للجماهير هنالك إطلاق هذه الصفة عليه .
الجدير بالذكر أن المنتخب السعودي حتي لحظة بداية صافرة هذه المباراة لم يكن من قبل قد الحق أي هزيمة بمنتخبنا المغوار وكانت دائما كفتنا راجحة لعبا ونتيجة .
في مدينة جدة تحلقت مع الأسرة ومعنا الجيران شيبا وشبابا رجالا ونساءا واطفالا حول التلفزيون نشجع بقوة فريقنا الذي كان كبتنه اللاعب الخلوق المهذب طارق احمد آدم الذي أجاد فن القيادة داخل الميدان بحسن توجيهاته للاعبين وانضباطه وقوة شخصيته وأدبه الجم .
لفت نظرنا من لاعبينا فتي أعدته مدينة الثغر ليكون من فرسان هذه المعركة الحامية الوطيس خاصة وأن من يدرب الخصم كان زاجالو بلحمه وشحمه بكل تاريخه الناصع في دنيا المستديرة .
معظم الشوط الأول كان طارق وإخوته قمة في النشاط والرشاقة وتناقلوا الكرة مثل السحرة وبنفس طريقة أسياد اللعبة البرازيليين وكانت الكرة عندما تعبر المنتصف وتدخل خط ١٨ لم يكن زاجالو يملك غير شد شعره في عصبية واضحة ويتنفس الصعداء بعد أن تنتهي الهجمة بسلام.
في ذلك اليوم الذي كان عصيبا علينا بعد أن كنا قاب قوسين أو أدني من النصر كالعادة فإذا بشايع النفيسة وهو لاعب سريع قد استغل ضعف الاستوبر واحرز الهدف الاول أعقبه بهدف اخر وبنفس الطريقة وعن طريق نفس اللاعب جاء الهدف الثاني الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير وحدث الانهيار وختم الأسطورة ماجد عبدالله الأهداف لننال ٣ / صفر في هذه المباراة العجيبة التي حقق فيها المنتخب السعودي الوطني أول نصر علي السودان وكانت فرحة زاجالو عارمة وقد أدرك بحكم خبرته ومهنيته أن المنتخب السوداني شديد المراس وان النصر عليه يستحق الفرحة والبهجة والسرور والاحتفال وجماهير السعودية خرجت في اليوم التالي في مواكب بالسيارات تظللهم الإعلام واقواس النصر وهم يهزجون في فرحة لا تحدها حدود بمناسبة نصرهم علي الفريق السوداني البطل الذي جعل مذيع المباراة رغم أنه كان سعودي يتغزل في جمال الكرة السودانية الذي قال إنها عريقة وقد دخلت للسودان مع الإنجليز !!..
نتمني قبل أن تعود الكرة السودانية الي سابق عصرها الذهبي وقبل أن يعود كل شيء جميل فقدناه نتمني أن تضع الحرب اللعينة العبثية أوزارها وان نعود لبلادنا الحبيبة سالمين غانمين سعيدين فرحين مسرورين مستورين بحول الله وقوته وعظمته وجبروته ( آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء