دكتاتور شعور!!

 


 

 

ينتابني فضول عجيب عن حساسية العسكر تجاه شعر الشباب هو إنتهاك كاد يرتقي لعادات وتقاليد عسكرية, ففي كل إنتهاك عسكري نسمع عن حلاقة الشعر ليس آخرها بالطبع غزو داخلية الوسط بواسطة كتيبة من جيش العسكر بعد يوم واحد فقط من الإنقلاب العسكري الذي يقودة البرهان وحميدتي, بعد دخولهم توزعوا على المجمعات واخرجوا الطلاب من غرفهم بالضرب، بعض العساكر كانوا يحملون عصى، وآخرين خراطيش، وقاموا بجمع الطلاب في الساحة الرئيسية في طابور وصفوف وتم التعدي بالضرب على الطلاب بالعصي والخراطيش، وبعدها أمروا الطلاب بالرقود على الأرض وتم حلق شعر الطلاب، وضربوهم حتى تسلّخت ظهورهم مع توجيه أشد الإهانات لهم.
حتي تحت حماية الدولة المدنية في اكتوبر 2020 لم يتخل العسكر عن فرض ذوقهم حيث نشرت الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي:” لاي زول داير احلق وخايف من التكلفه و داير توفر قروشك الشرطه العسكريه والدعم السريع في الخدمة لمساعده المواطن حلاقه جوردن مجاني “. حيث نفذت الشرطة السودانية حملات حلاقة للشباب أصحاب الشعر الكثيف وذلك في منطقة الحاج يوسف المايقوما (شرق الخرطوم).
وبالطبع لا أحتاج لتذكيركم عن حوادث إنتهاكات الشعورفي عهد ماقبل الثورة, ففي العام 2018 مثلا كانت بعض القوات العسكرية تجوب شوارع الخرطوم بحثًا عن شبان كثيفي الشعر بغرض إذلالهم وإجبارهم على الجلوس أرضًا لحلاقة شعرهم، بالسكين أو غيرها من الأدوات الحادة، دون مراعاة لحقوق الإنسان إلى جانب أبسط معايير السلامة الشخصية. وغيرها من الحوادث.. فهي إنتهاكات لا تحصي ولا تعد.. فما جات على الشعور فالعسكر منذ إستقلال السودان شقالين يحلقو في خيرات السودان لمن خلوهو قرعة..
و على سيرة الحلاقة يحكى أنَّ أستاذنا الصحفى المخضرم أحمد الأمين زمان في السبعينيات في الزمن الزين و الشعر المغطى الإضنين كان يعمل في صحيفة الأيام الغراء, و كان متجدع و مربى شعرو "هيبز" فطلب منو رئيس التحرير يجهز نفسو عشان كانوا ماشين يعملوا حوار مع نميري, وأول ما وصلوا مجلس الوزراء لقو نميري يتجول فى الصالة, وإتجه عليهم طوالى و ابتسم ابتسامة "غريبة" قبل أن يدفن يده في شعر أستاذنا أحمد الأمين و يضغط بقوته التى إشتهر بها, حتى إستسلم الأستاذ بالجلوس و التأوه و قال له نميرى: "عامل هيبز"!! ولم تخرج كل هذة القصة عن إطار الدعابه..لا
بعد الموقف ده طوالي قال رئيس التحرير للأستاذ حكاية شعرك مع الرئيس دي هي أوامر رسمية انو لازم تحلق شعرك! و أصدر رئيس التحرير بصرف مبلغ من المال للحلاقة, لكن إعجاب الأستاذ بشعره جعله يراوغ قليلاً; مما أدى لغضب رئيس التحرير و سخطه ومناقشة الموضوع في الإجتماع الصباحي للجريدة! و لانو كان في جدول الاعمال لقاء آخر مع نميري فكانت التحانيس وغمتو ليهو تانى في جيبو, وبين هذا وذاك قام أستاذنا حلق شعرو "مكرهاً اخاك لا بطل"!! ولمن حضروا تاني يوم لمقابلة نميري في مبنى الإذاعة و التلفزيون كان محاط بالوزراء و أول ما شاف الأستاذ ابتسم إبتسامة عريـضة و ترك الحديث مع وزرائه و قال للأستاذ و "كمان لابس بنطلون جينز حسب الموضة"!! في اللحظة دي الأستاذ عمل رايح لمن لقى الجماعة انشقلو في مواضيع تانية كب الزوغه! فالموضوع بقى خطير!! خصوصاً إنو الحكاية الدورة دي جات على البنطلون!!!
ibrahim.humam14@gmail.com

 

آراء