دلالة انسحاب اللواء الركن احمد الطيب قائد الفرقة الأولى في مدني ومحاكمته

 


 

 

فوجئ الكثيرون-باختلاف مواقفهم من الحرب- بانسحاب الجيش من مدينة ودمدني عند هجوم الدعم السريع عليها؛ مما تسبب في سقوطها دون مقاومة. وكما هو متوقع، فإن أكثر الدين فوجئوا هم الإخوان المسلمون واتباعهم من الجيش إبتداءً من قائده البرهان. وقد جاء في الأخبار أنه تم ترحيل اللواء الركن أحمد الطيب قائد الفرقة الأولى في ود مدني من سنار إلى سنجة لمحاكمته على الانسحاب.

ما حدث في فرقة ودمدني، ومن قبلها في فرق وحاميات أخرى حسب بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، يدل على أن بعض ضباط القوات المسلحة وجنودها قد اقتنعوا بأن هذه الحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأنها بين تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي يسيطرعلى قيادة الجيش وبقية القوات النظامية وصنيعه قوات الدعم السريع. ولذلك رأوا أنه لا داعي للتضحية بأرواحهم من أجل هذا التنظيم المجرم لإعادته لحكم الوطن ثانيةً. وأنهم قرروا الانسحاب طواعيةً.

وقد أصدر اللواء الركن احمد الطيب قائد الفرقة الأولى مشاة في مدني بياناً بتاريخ ٢٠/١٢/٢٠٢٣ مفاده ما يلي:
أولاً، اختلافه الواضح مع مليشيات الإخوان المسلمين المتطرفة ككتائب البراء و"بعض العناصر الإسلامية" حسب تعبيره، ومخالفته لأوامر كرتي مما يعني مخالفته لأوامر البرهان الذي ياتمر بأوامر كرتي.
ثانياً: كنتيجة منطقية، يختلف أيضاً مع جهاز المخابرات العامة، وقد ذكر ذلك صراحةً في بيانه، والذي يسيطر عليه الاخوان المسلمون أيضاً.
ثالثاً: كشفه عن مخطط جهاز المخابرات ومليشيات الاخوان المسلمين المتطرفة وبعض العناصر الإسلامية لاشعال نزاع عرقي في المنطقة.
رابعاً: كشفه عن مخطط لضرب العلاقة بين المدنيين والجيش.

بناءً على ما تقدم، فإني أرى أن اللواء الركن أحمد الطيب هو اول من جاهر من الضباط الشرفاء بشق عصا الطاعة على الإخوان المسلمين ومليشياتهم ومطيتهم البرهان. وأتوقع أن تتسبب محاكمته في اعلان ضباط آخرين مساندته. وهناك مؤشرات لذلك. إذ ورد احتجاج بعض الضباط وتذمرهم في خبر ترحيله من سنار إلى سنجة تمهيداً لمحاكمته بالهروب من ميدان المعركة بود مدني. وفي الخبر ايضآ أنهم طالبوا أن تطال المحاكمة القائد العام للجيش البرهان ونائبه كباشي لذات الأسباب التي يحاكم بها اللواء أحمد الطيب؛ باعتبار أنهما هربا من القيادة العامة إلى بورتسودان. وقد يتطور تذمر هؤلاء الضباط وأمثالهم لمحاكمة اللواء أحمد الطيب ويقود إلى انقلاب ضد البرهان ولجنته الأمنية واستلامهم لقيادة الجيش. هذا الاحتمال يكون وارداً خاصةً إذا تحقق اللقاء الذي رتبته الإيقاد والاتحاد الإفريقي بين البرهان وحميدتي في عنتيبي يوم ٢٨ من الشهر الجاري وفشل في اتفاق لوقف إطلاق النار ولو بصورة مؤقتة.

ateirab@yahoo.com

 

آراء