دماء السودانيين في أعناقكم..!

 


 

 

أي مذبحة تقع في السودان هي من صنع الكيزان..! فهم الذين أتوا بالدعم السريع وأحاطوه بما يشبه القداسة ..وهم الذين يرفضون وقف الحرب.. جفت الأقلام وطويت الصحف..!
ومحاولة تبرئة الكيزان من الضلوع في الحرب كطرف رئيسي ثالث (مع عساكر الانقلاب والدعم السريع) والزعم بأن الطرف الذي أشعل الحرب هو الحرية والتغيير نكتة (غير مضحكة) بل هي نكتة باردة ثقيلة الدم.. إلا أنها في خفة وزن الريشة..بل في خفة ذرات الرماد والهباب...!
ولك يا صديقي أن ترثى لناشطين من غلاة البلابيس المتلونين (المتحورين) الذين يظهرون في الشاشات في ثياب مثقفين بربطات عنق (معووجة) نتيجة لمحاولات الولوج القسري من البداوة الفكرية إلى دنيا المدنية وهندامها..بما يجعلهم في هيئة مضحكة مثل الذي يرتدي عراقي وطاقية مع (بدلة ردنجوت)..!
هذا علاوة على الحوَص و(الرمد الربيعي) و(الذقن المحنوفة) التي تناقض شروط التغذية المدينية...!
نقول ذلك توصيفاً لحالهما..وليس قدحاً في الريف والبادية وأهلها..أو انتصاراً للبندر وأهله..فالريف كما يقول عالمنا الجليل (التجاني الماحي) من صنع الرحمن..في حين أن البندر من صنع الإنسان..!
إنها المنفعة الذاتية العمياء والميل مع رياحها حيثما مالت..علاوة على العقد النفسية عند بعض المتعلمين (ولا نقول المثقفين) فهذا درب زلق..!
وإحدى هذه العقد النفسية المثقفاتية المستعصية اسماها كاتب لبناني ظريف (عقدة المرآة) وقدّم شرحاً لها بأن صاحبها يتطلع إلى صورته (في المراية) فيرى فيها سيرة غراب يمضى أيامه في النعيق..! يرى حقلاً زاهراً من القمح فينعق..ويرى بحيرة جميلة فينعق..ويمر بسرب رائع من البجع وهو يتهادي نحو الغدير فلا يعرف كيف يلقي عليه التحية فينعق ..الله لا كسّبكم..!
ظهر من هؤلاء (ثنائي) لا تستطيع أن تفرز أيهما يبوء بأي من الصفتين اللتين يتضمنهما المثل الشعبي السوداني الشهير؛ عن اجتماع صنف التعساء مع صنف الذين لا يُنتظر منهم رجاء..! وخلاصة حديث هذا الثنائي أن قوى الحرية والتغيير (قحت) هي الطرف الثاني الذي أشعل الحرب...!
إنهما يكرران ذلك بتأكيد عجيب يبرئ الكيزان من أي مسؤولية عن إشعال هذه الحرب؛ ويرمى بوزر إشعالها على قحت...! وذه نكتة ثقيلة الدم فعلاً إلى درجة الغثيان الذي يهيج المصران الغليظ...! وهي من أسخف النكات التي مرت على تاريخ البشرية وعلى (عالم الكوميديا) من حيث السماجة و(درجة البياخة) التي تنم عن (تخانة الجلد) والبلادة التكويمية الهيولية (نسبة إلى الهيولى وهي المادة الخام العمياء) والغباء الهلامي البجح..عريض القفا ثقيل الأرداف..!
الكيزان لم يشعلوا الحرب وقحت هي التي أشعلت الحرب من اجل السلطة..والكيزان لا دخل لهم بالحرب رغم إنهم منخرطين فيها الآن بلا مواربة..بل هم الأشد إصراراً ودعوة واستنفاراً على مواصلتها..!
الاخونجية يعلنون ذلك جهاراً نهارا هم وأبواقهم.. ويشتمون ويلعنون سنسفيل من يدعو إلى إيقافها..بل يتهمونه بالخيانة العظمى ويطالبون بإعدامه..وقد فعلوا ذلك تطبيقاً..!
ولكن نجمي البودكاست يبلغ بهما التنطع والجرأة في مناصرة الفلول إلى حد الادعاء تحت ظلال الميكرفونات والكاميرات بأن قحت هي التي أشعلت الحرب..وأنها تؤيد الدعم السريع لأنه سيأتي إليها بالسلطة في مكانها..بل أن الدعم السريع لم يشارك في هذه الحرب اللعينة والمقتلة العظمى إلا من اجل أن يضع قحت في كراسي السلطة..!
أي مخبول من (مجانين الخانكة) يمكن أن يصدق مثل هذه الفرية الغبية..!
قحت تقول للدعم السريع: لا بد أن تشعل الحرب وتأتي لي بالسلطة.. فيقول لها الدعم السريع: سمعاً وطاعة..!!
ألم يقم البرهان بأمر الكيزان والدعم السريع بالانقلاب على الحرية والتغيير..؟!
ألم يشعل الكيزان هذه الحرب من أجل وأد الثورة والعودة للسلطة...؟!
إذا كانت الحرية والتغيير تتواطأ مع الدعم السريع لماذا تنادي بوقف الحرب وتقطع الطريق على انتصارات الدعم السريع المتوالية على الفلول وعساكر البرهان..؟!!
هل هذه الحرب حرب الجيش بضباطه وجنوده الشرفاء الذين انتموا إلى هذه المؤسسة الوطنية من أجل حماية وطنهم وبلادهم وأهليهم..؟!
لا والله..إنها حرب كرتي وأسامة عبدالله وعلي عثمان وأحمد هارون ضد مليشيا صنعوها بأيديهم..وضد الشعب والوطن وثورته..!
ولن تفلح (المواشط أو الماشطات) مهما استخدمن من إكسسوارات أو "بودكاستات" في تزيين هذه الوجوه العكرة..!! الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com

 

آراء