دمعة حزن على عبد الله الطيب …. بقلم: د. خالد محمد فرح
15 September, 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
(مرثيّة)
خالد محمد فرح/طرابلس
Khaldoon90@hotmail.com
النيل غاض ووجه الأرض قد عبسا
الله أكبـر بـاد العـلم واندرسـا
والزهر صوّح والنـوار قد يبسـا
والروض أقفر والأطيار قد صمتت
ممـا تكابـده من لوعـة وأسـى
والنخل سـاهمة الأبصـار واجمة
وحطّ فيهـا غـراب البين مبتئسـا
بانات رامة قـد بانت بشـاشتـها
توشـحت بسـواد يشبـه الغلسـا
والجامعـات ودور العـلم قاطبـة
فلسـت تسمـع تصخابا ولا جرسا
قد جلّل الصمت والإشفاق ساحتها
صنّاجة العرب والسودان قد رمسـا
قضى الإلـه بأمـر لا مـردّ لـه
العالم الثبت فخـر الأمـة (الكلسا)
قد غيب الموت عبد الله واحزنـا
دياجـر الجهـل لمّا ليلهـا دمسـا
قد غيب الموت نبراسا أضاء لنـا
أو اصطبـارا أراه ثمّ منبجســا
فما لدمعي إذا مـا رمـت كفكفة
إني أراها لعمـري بعـده خرسـا
من للمنابـر بعد اليـوم والهفي
فما تلجلـج في يـوم ولا احتبسا
كان ابن بجدتها طـرا وفارسها
الباحـث الناقـد الفهّامة الندسـا
الشاعر الناثر المحمود مذهبـه
من الجواهر عقـدا سائغا سلسـا
من للإذاعـة والتلفـاز قلّدهـا
من الخرائد وشيا رائعـا وكسـا
من للصحافة تكسوها يراعتـه
إذا ازدراه دعـي عاب أو نفسـا
من للتراث تراث العرب ينصفه
في شرحه مذهبا أضحى لنا قبسـا
ومن لتفسيـر قـول الله إنّ له
إني رأيتـك ثكلـى نيـّر غمســا
يا بنت عدنان فابكي فقده زمنا
فما ونى منه عــزم قطّ أو يئسـا
ستون عاما قضاها ثمّ في نصب
فسوف يلقى رضا المولى بما غرسا
يعلّم الجيل بعد الجيل محتسبـا
حاشـاه ما كان قطّابـا ولا شكسـا
طلق المحيّا ضحوك باسم أبـدا
يلقاك بالبشـر والترحـاب ملتبسـا
جمّ التواضع إما جئت تقصـده
فيستفيـد علومـا مازجـت أنسـا
تعدي بشاشتـه من أمّ مجلسه
لم يلف ثمّـة خـوّارا ولا نكسـا
صلب الشكيمة إمّا خاض نازلة
من المصائب داءا أعجز النطسـا
فكم تحمّل في صبر وفي جلـد
فخصّهـا بعميـم غـدوة ومسـا
يا هامي المزن إمّا زرت تربته
يغدو بها في نعيم الخـلد منغمسـا
والله نسأل أن تغشاه مغفــرة
آيات ربك أو ما دارس درســا
ثمّ الصلاة على المختار ما تليت
خالد محمد فرح- طرابلس 23/6/2003