دولة عظيمة وسفارة فوق العادة (3) … بقلم: جمال عنقرة

 


 

جمال عنقرة
30 March, 2010

 

          علاقتي بالفريق أول عبدالرحمن سرالختم قبل مجيئه للقاهرة سفيراً  للسودان كانت في حدود المعرفة العامة فقط. وما سمعته عنه كان حمال أوجه يحتمل كل شيء، وقد لايختلف ما سمعه عني عما سمعته عن شخصه. ولكن كلانا اتبع السنة النبوية الشريفة وافترض الخير في الآخر حتي يثبت العكس. وكان السفير سرالختم قد بدأ خطابه برؤية متطورة للسفارة في مصر، فأعلن أن سقف مهمته الذي عاهد عليه الرئيس البشير أن يحقق وحدة شاملة. وبشر بوحدة شعوبية أعطي دورها الأكبر للمجتمع المدني، وجعل الثقافة والفنون أهم آلياتها ووسائلها.

وعندما وصل الفريق للقاهرة كان ذلك في أوائل شهر رمضان المعظم وكنا قد بدأنا إعداداًُ مبكراً مع المستشار الثقافي الدكتور إبراهيم محمد آدم ليوم السودان الثقافي بدار الأوبرا ضمن ليالي الأوبرا الرمضانية. وكان من إعدادنا لهذا اليوم أن نوسع فيه مشاركة الفنانين السودانيين في مصر. ورعي السفير إدريس سليمان مبادرة تكوين رابطة لهؤلاء الفنانين أسوة بما تحقق للرياضيين. فشرعنا في ذلك ليكون حفل الأوبرا أول عمل لهؤلاء الفنانين متحدين. ومن أجل إضافة بعد نوعي لهذا اليوم اقترحت أن يتضمن فقرة تكريمية، يقوم فيها السفير الجديد بتكريم بعض رموز العلاقات السودانية المصرية من السودانيين والمصريين معاً، ثم تقدم الفعاليات السودانية في مصر درع ترحيب بالسفير الجديد يكون عربوناً لعطاء متبادل وتعاون بلا حدود. واخترنا من مصر المرحوم الدكتور طلبة عويضة أشهر رئيس لجامعة القاهرة فرع الخرطوم وأكثر من أعطي للتعليم العالي السوداني من مصر، والمرحوم الدكتور فؤاد عمر مؤسس إذاعة وادي النيل وابن الخالة الكابتن مصطفي الكيلاني المعلق الرياضي المشهور (ياخبر أبيض) ومن السودان اخترنا الفنان الشامل الرقم الذي لاتخطئه عين الأستاذ السر أحمد قدور، والغزال الكابتن عمر  النور أشهر لاعب سوداني عرفته الملاعب المصرية، والكابتن المتجدد صديقنا المهندس عبدالمنعم مصطفي (شطة) واشتركت كل الروابط والجمعيات السودانية في مصر في تقديم درع الترحيب بالسفير عبد الرحمن سرالختم، وحشدنا للحفل جمعاً غفيراً فاق كل التوقعات ولبس اليوم حلة زاهية أسعدت الجميع وكان السفير أكثر الناس سعادة.

وتعالي إيقاع السفير الداعي للتواصل السوداني المصري. ولقد وجدت نفسي فيما يعمل. وأتاح لي مساحات واسعة للتحرك، هذا فضلاً عن التعاون الكبير الذي وجدته من أكثر أركان حربه، ويأتي علي رأس هؤلاء طاقم المستشارية الإقتصادية السمتشار بشير الجيلي صاحب الحضور الأخاذ وساعده الأيمن الدكتورة الوقورة الإيجابية بلاحدود مريم الإمام، والساعد الثاني عبد الحفيظ الحافظ لكل الألواح. أما المستشار اللواء علي محمد علي فهو حالة خاصة، وفكره في العمل يختلف عن أكثر الذين سبقوه في هذا الموقع. وهو صاحب مبادرات داعمة وراعية في كل الإتجاهات. ولقد سبق أن تحدثت عن علاقتي بالمستشارية الثقافية ومستشارها الدكتور إبراهيم محمد آدم. أما الإعلامية فالمهنة تجعلني معهم في سرج عطاء واحد، فلم ينقطع وصلنا واتصالنا، الستشار عبد الملك النعيم، والدينمو نادية موسي، والفاعل في صمت المجود لعمله والمخلص فيه محمد آدم.. وأشهد أن القنصل العام جون صمويل إيقاعه الأقرب من غيره لإيقاع السفير المدهش عبد الرحمن سرالختم الذي أفلح في أن ينقل عدوي الإيقاع السريع المنتظم لكل أفراد السفارة. وإن كان للناس ملاحظة عليه فهي صعوبة العثور عليه لكثرة مشغولياته ومتابعته الشخصية لكل شارة وواردة، ومرافقته لكل من ينزل مصر من مسئولي السودان ــ وما أكثرهم ـــ هذا فضلاً عن أن جواله غالباً غير متاح، وكذا جوال مدير مكتبه الهمام هيثم المأمون، وهو بالفعل مأمون. وكشأن غالب الذين جاءوا إلي قسم الجوازات في السفارة فكل الطاقم يعمل بإيقاع واحد كل شيء موقع فيه، حتي الإعتذار يكون في مكانه الصحيح وبلطف يسعد المعتذر له. ولا يمكن أن نختم قبل أن نذكر طاقم التأمين الذي يمتاز بخلق رفيع وكفاءة عالية لدرجة أني سألت مرة أحدهم (من أين أتيتم) فكأنهم من المدينة الفاضلة. وهذه السفارة بهذا الشكل الفريد وبقيادة السفير المدهش هي التي جعلتني أعطي بلا حدود، وهو العطاء الذي جعل السفير عبدالرحمن سرالختم يقول أن جمال عنقرة هو ساعده الأيمن في مصر، يغتاظ العوازل ويموت البعض كمداًُ.

 

Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]

 

آراء