د. أماني الطويل ودقة التحليل

 


 

 

هممت أن اكتب عما أدلى به وزير الصناعة السابق إبراهيم الشيخ للجزيرة مباشر اليوم ١٩ ديسمبر ٢٠٢١م. حول اللغة السياسية الواقعية التي تحدى بها المجرى العام لخط الخطاب النافي للحوار مع العسكر. وانعكاسات ذلك على حالة "النزق الثوري" الذي يتسيد المشهد الكلي بين الفاعلين السياسيين.
غير أن استضافة د. أماني الطويل بعده في ذات البرنامج، أجبرتني على التركيز في حديثها لما فيه من منطقة يدل على معرفة معمقة بالواقع السوداني من منظور أكاديمي تخصصي... فقد أجابت عن سؤال المذيع احمد طه الذي افترض غياب البرهان عن السلطة كنتيجة لمظاهرات اليوم وظهور حميدتي كقائد بديل له في السودان...
قالت د. الطويل بلغة الخبير، ودون أن تتردد في شأن بلد تعرف ثقله التاريخي، ووزنه الإقليمي، وكيانه الإنساني أن ذلك سيكون (تقزيماً للسودان).والمعنى واضح لا يحتاج لتفسير.
كما أنها من جهة أخرى قالت وبلهجة تقريرية "حميدة" ومن واقع كثافة الخروج الجماهيري في ذكرى الثورة أن التظاهرات كانت بمثابة "إعلان وفاة" لإتفاق حمدوك- البرهان.
فإذا كان تحليل دكتورة الطويل حول امكانية "تقزيم السودان" دقيقاً ومفهوماً لدى العامة والخاصة من خلال إستحالة أن يركب على ظهره من سيقزم قامته في محيطه الإقليمي بالنظر لطول قامة الشعب السوداني وعراقة أصله وكريم محتده وعظم تاريخه... يبقى أن الإتفاق بين حمدوك والبرهان لا ينتظر شيئاً سوى نظرة ألمعية من حمدوك بإلتقاط الرسالة الجماهيرية وإعلان خبر الوفاة رسمياً.
د.محمد عبد الحميد

 

آراء