د/حمدوك برغم الفات كن البطل الحي ما مات
عمر الحويج
8 January, 2024
8 January, 2024
بقلم /عمر الحويج
عذراً أعيد هذا المقال للنشر مرة أخرى لتَّدخل الكيبورد الذي تصرف بمزاجه وراكم أخطاء مطبعية غير مقبولة والأفدح حذف فقرات كاملة من بعض أجزائه سقطت من النص وإن لم تُخِّل بمضمون المقال وربما لم يلحظها القاري ولكن قصقصت أطرافه لخلل فيه لم إنتبه له .
فأصبحت إعادته ضرورة لي وللقارئ الكريم .
هذه رسالتي الثانية إلى د/حمدوك ، وذلك بعد إتضاح رغبته في إتخاذ قرار عودته الثالثة ، بشرط أن يكون "إتحزم وإتلزم" فالمعركة طويلة وشاقة وحازمة ومصيرية لوجود البشر والأرض ، أو لا وجود ، نكون أو لانكون ، وعودته جاءت بدعم من الحرية والتغيير في نسختها الجديدة المسماة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وسّوق التسميات ليس عليه حرج أو جمرك ، وهو المفتوح الباب على ضلفتيه ومصراعيه للدخول فحومل !! ، ولكن العبرة بالمواقف والمبادئ والثبات عليها ، بل العض عليها بالنواجذ ، فهل أنتم مستعدون وجاهزون رفاق الثورة في قحت أو "تقدم" بقيادتك ومسؤوليتك د/ حمدوك ؟؟ .
بداية أنا لا أنتقد مركزية الحرية والتغيير سابقاً ولا "تقدم" المنبثقة عنها حالياً بذات قادتها وصفات تحالفاتها "وهذه أول درجة نزول إلى أسفل تؤخذ على مسعاكم" بمسماكم الجديد ، ونقدي لم يكن يوماً ، سابقاً وحالياً ، ناجم عن عداوة ، كما الفلول وذلك الإنصرافي البذئ النزق ، الذي سوف تطالب الثورة العائدة وناجحة وراجحة بحراك الثوار ، بمحاكمته بالداخل ، ويفضل إرساله إلى لاهاي لاحقاً ، برهطه وأقرانه من القتلة السابقين واللاحقين ، وذلك إسوة بما قام به المجتمع الدولي تجاه أبواق حملة دعاة الإبادات الجماعية للبشر في العالم ، الذين أساوا للتاريخ البشري بما إقترفوه من جرائم حرب في حق الإنسانية ، أمثال "غوبلز" الذي أسهمت دعايته التحريضية الإعلامية في قتل الملايين وتشريدهم من ديارهم وأوطانهم وأجسادهم أجمعين ، وكان من المخططين للحرب النازية على العالم ، وقد مات منتحراً بعد يوم من انتحار قائده هتلر ، الذي أوصى بتعيينه مستشاراً لألمانيا قضى في هذه الوظيفة الساحرة له !! ، يوماً واحداً قبل تسميم أطفاله الستة ، ومن ثم انتحاره وزوجته من بعدهما في اليوم الثاني من إنتحار قائده المجنون !! .
وذاك الآخر البوق العنصري المدعو "الكَنِزي" الرواندي الذي بصوته الأجوف ودعايته الإعلامية المتنوعة المقرؤة والمرئية والمسموعة ، والذي حرض على قتل الآلاف من قبيلة التوتسي ، ذات الأقلية السكانية الثانية في رواندا بعد التوتسي ، وهذا المجرم بالذات المخالف للخلق والأخلاق ، كان يدعو من الراديو والتلفزيون والصحف ، بقراءة القوائم بأسماء المطلوب إعدامهم ، حيث يجلبون واحداً إثر آخر ، ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم ، ولتعطل ضميره المفترض وجوده كواحد من بني البشر ، كان يشارك بنفسه وبيديه في عمليات الإعدام ، بل كان يشارك حتى باغتصاب نساء التوتسي المجلوبات له ولغيره ، وهذا فعلياً ما يمارسه الإنصرافي في دعوات خياله المريض ، حتى في ذكره لقائمة الأسماء كما "الكنزي الرواندي" الموعودين بالإعدام على يدي محكمته الربانية وقع الحافر على الحافر ، غير أولئك الذين "حيوديهم لي الله" بالجملة دون تفويض رباني إنما بالوكالة غير المرخص له بإدعائها بالباطل . وإسهابي قليلاً في ذكر النموذجين "جوبلز والكنزي" واللذين لقيا عقابهما على الجرم المرتكب ، الأول بانتحار الهزيمة المر ، عبر تحالف عسكر العالم ضده وغزو بلاده ، والثاني بالحكم المؤبد وإن خففته المحكمة الجنائية إلى السجن خمسة وثلاثون عاماً ، هي المؤبد ذاته ، ولكما ذلك الثنائي المحرض-الإنصرافي الربيع " وهذا الأخير سأوفيه حقه فيما سيأتي عنه من حديث" وجاري الحكي عنهما على منوال إياك أعني وأسمعي ياجارة الجرم المشهود .
والربيع هذا هو المعادل الموضوعي العكسي والنقيض للإنصرافي ، في الطرف الجنجويدي ، وهوالمتوج ناطقاً فعلياً للدعم السريع فهما "شبهينا وإتلاقينا" في الدعاية الإعلامية القاتلة المؤدية لطريق الإبادة الجماعية .
كما يجب أن تطالب الثورة المجيدة بعد نصرها النهائي الذي نثق في حدوثه ، لثقتنا في قدرات شعبنا وانتفاضاته المتوالية ضد الدكتاتوريات العسكرية والمسلحة وإستبدادها ، ولَمَ شمل كل منتهكي حقوق الإنسان بمحاكمتهم برفقة الشقيين"الانصرافي- الربيع" الناطقين بإسم تنظيمهما الواحد المنشطر إلى نصفين متصارعين على السلطة ، فصيلي القصر والمنشية بعد التعديل ، وأن يحاكم كليهما ، وكل القتلة الأشرار ، منذ الإنقلاب الإسلاموي المشؤوم في صباح جمعة 30 يونيو عام 89م حتى تاريخ نهاية هذه الحرب العبثية اللعينة ، التى حتماً لها نهايتها ، وقريباً جداً ، ويرونها بعيدة ونراها قريباً ، قبل إندلاع حربهم العنصرية القبلية التي يدعوان لها بدعاوى المقاومة الشعبية ، التي يوزعان لها السلاح ، من فضل مال الشعب المنهوب ، هكذا تقول كل المعطيات السياسية والعسكرية الحاضرة والمنظورة ، ولتنتظروا نهاية الحرب ياهؤلاء المغيبون عن الواقع والحقيقة .
أما عن قحت الإسم ، الذي شوهته لهم الثورة المضادة ، وحولته إلى مَسبة ، بسبب خطاياهم في نظرها ، وأخطاء فقط -وإن كانت مميتة في نظر الثورة- يمكن التراجع عنها ومن ثم معالجتها وإصلاحها ، وكما قلت في حقها قبلاً ، نقدنا لها دائماً كان وسيكون بمحبة ، كما قال عن النقد بمحبة ، عن إحسان جدواه وفوائده راحلنا ، عبقري الرواية العربية والعالمية الطيب صالح طيب الله ثراه . ولن يكون كذلك مجاملة ، لأنها مركزية الحرية والتغيير بجماهيرها أولاً ، ثم بقياداتها ثانياً ، كانت جزءً من الثورة "القرنعالمية" التي أدهشت عالمنا المعاصر وما سيأتي من عوالم قادمة ، أقول قياداتها التي لن أفتي وأقول عنها الخائنة ، كما ترغي بسهولة فارقة أبواق الشر ، ودعاة الحرب ، وإن كانوا لا يعنون قحت بذاتها ، إنما المقصود من خلفها ، كل قوى الثورة بجميع فصائلها ومفرداتها وشخوصها شاباً وشابة ، شيخاً كهلاً ، أو حتى طفلاً غريرا ً ، فقط نقول أن قحت تلبثتها نزعة التريث والإبطاء ، وتلفحت بالإنكفاء والإسترخاء وتَقبُل إحتواء العسكر لها ، وتمترست حسب فكر وتكتيكات طبقتها ذات النفس القصير الغير ناشد للتغيير الثوري الجذري ، تبعاً لمصالحها الخاصة ، القريبة و البعيدة أوالحزبية الضيقة ، وفارقت بفعلها الثورة وشعاراتها ، وقد صدق من قال ، بأن الثورات حين لا تكمل مسيرتها تقف محلك سر ، نصف ثورة ، يقضى أعداؤها على النصف المنجز منها ، حيث تصبح وبالاً وفتكاً ومجازراً لمن فجروها وأشعلوا نيرانها ونشروا ضيائها ، كما شهدنا ذلك منذ انتصارها الأول ، الذي نجحوا في إبطاله باللجنة الأمنية الموالية لنظامهم ، ثم بإنقلابهم المقبور دون فاعلية ، ثم حربهم الحالية .
والآن لست بصدد مناقشة قحت ، وإنما أريد التحدث مع "تقدم" الموسعة عدداً ، وليس تنوعاً -وإن وجدت بعض لافتات وهمية محشوة بداخلها-"فتقدم" بمسماها الجديد وقائدها العائد د/حمدوك ، وعسى نأمل هذه التسمية "تقدم" المختصرة ، تتواكب مع تسميتها الجديدة ، الدالة على المستقبل ، المتجه ألى القادم التقدمي وليس القديم المتهالك ، وأتمنى أن تكون التجارب القاسية والمريعة والبشعة ، التي عاش كارثتها هذا الشعب العملاق الذي دائماً ما يتصدر حكمه الأقزام ، كما وصف حاله الشهيد محمود محمد طه ، موعظة لما سيأتي من جهتكم قادم الأيام ، وأهمها بأن تنأوا بأنفسكم ومسيرتكم وفعلكم بعيداً عن التأقزم المهلك للبلاد والعباد .
وهاهي "تقدم" وبذات مواصفات ، قحتها بإنفراديتها وإقصائيتها المتصلة والمتواصلة للثورة وقواها الحية ولجان مقاومتها الأشاوس أصحاب الجلد والرأس المبعدين المنهوبين ، وكما وَقعَّت ووقَعَت في المحظور أيام الوثيقة الدستورية ، التي أدت إلى إنقلاب 2o25م المشؤوم ، هاهي تجد نفسها وحمدوك ، متطوعة هذه المرة ، في ذات السيناريو بعد الإطاري مقطوع الطاري ، ففي الموقف الأول ، أقدمت وهي عارية من ورقة التوت ، لتلتقي بالإخوة الأعداء ، حين كانوا الممثل الشرعي الوحيد للنظام ، وهاهي تعيد للتاريخ نفسه مرتين ولكنا نتمني أن تكون خطوتها الجرئية هذه المرة ، فيها خيراً وسعداً ، قادماً لهذا الشعب المنكوب ، إذا نجحتم في إيقاف الحرب ،التي تضرر منها شعبنا حتى العظم ، فحاولوا أن تصلوا مع الطرفين المتحاربين . في حرب ، لو لم يجدا نفسيها دأخلها لإخترعاها ، حتى دون مسوغ غير حبهم المحموم للسلطة ، فعليكم بالوصول معهم إلى إتفاق بوثيقة نافذة مع ضماناتها لوقف الحرب اللعينة ، ويكفينا ذلك منكم ، ويكون ألف كتر خيركم ، ودعوا الباقي لثورتكم ، فلا تتردوا ، فلا أظن أحداً سيعترض على محاولتكم الثورية لجلب السلام ، رغم أن "تقدم" ، وفي مقدمتها أنت د/حمدوك ذهبتم إلي هذه المحاولة أيضاً ، وأنتم لازال ، ظهركم مكشوفاً للسهام ، وأنتم تعون أن الطرفين مدججين بالسلاح ، وأنتم لا تقلون عنهم قوة ، إن لم تفوقوهم . وفي يدكم ، أعني ("تقدم" وحمدوك ) سلاحكم الأقوى والأبقى ، وهي قوى الثورة بكل معانيها بفصائلها الحزبية والنقابية والمهنية والمنظمات المجتمعية والمدنية ، وكافة لجان المقاومة .
ولكي ينجح مسعاكم النبيل لوقف الحرب ، لا أرى أي معني أن يهف لبعضكم الإنحياز لأحد الطرفين ، فكلاهما أشعلا الحرب ، وإن سبق أحدهما في إطلاق الرصاصة الأولي ، ورد عليه الآخر برغبته في إيجاد فرصة الإنتصار ، وإحتكار السلطة لصالحه ، وأشترك مع الآخر في إيقاد سعير الحرب ، كما أتمنى من "تقدم" ومنك د/حمدوك ، أن تتفهموا طبيعة الصراع بين هذين الطرفين المتحاربين ، فالأول الذي يتبنى إسم الجيش إنتحالاً ، للحرب بإسمه ، ومن خلف ظهره ، كما أقول عنهم (إسلاموكوز) فالآخر ما هو إلا الفصيل المنشق عنه ، في مفاصلة القصر- المنشية عام إنكشاف عوراتهم للملأ عام 99م ، وأسميتهم وهم الطرف الثاني (جنجوكوز) وأعني مستشارية المنشية ، التى تبنت كجناح مسلح لها ، جند الجنجويد المنفلتين ، دون الإلتفات لعقيدتهم المرتبطة فقط بالقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب وما شابهها من خصائص منفرة ، تلك المستشارية التى إستثمرت أحلام قائدها حميدتي في تولي رئاسة حكم السودان في مقابل رغبة الآخر في تحقيق حلم أبيه ، وفي صراع الأفيال هذا ، وعلى "تقدم" ود/حمدوك" أن تنظرا إلى أبعد مما هو ظاهر للعيان ، ذلك أن هناك صراع مستتر ، من المرجح ظهوره ، حتى أثناء معركة مبادرتها الحوارية التفاوضية أو بعدها ، الذي وقع داخل الدعم السريع وقد بدأت طلائعه بالظهور ، بعد إحساس أطراف فيه بانتصارهم الباهر ، كما يعتقدون على الجيش ، وقدرتهم على تعميم هذا الإنتصار على كامل تراب السودان ، وعليه أصبحوا يتنادون بمواصلة الحرب حتى تحقيق طموحاتهم التي تتلخص في : إما تفكيك دولة 56 بمفهومها العنصري الإنفصالي ، وتحقيق النتائج التي يطمحون أن تكون هديتهم نهاية لحربهم المقدسة ، التي فقدوا فيها الآلاف من أبنائهم الأشاوس كما يرددون : وإما حكم السودان كاملاً ، يتصدره أبناء غربه وإنهاء حكم نخب الشمال الممتد طويلاً . وفي حالة فشل هذا الطموح : يتم إعلان قيام دولة الزرقة في غربه وجنوبه ، دون شماله وشرقه ووسطه ، وكأن الآخرين بيض الوجوه ، رضعوا من صدر القمر ، كما قال الشاعر وتغنى بها مغنيها .
ومن شاهد أحد فيديوهات عبدالمنعم الربيع الراتبة ، أمس بتاريخ الثاني من يناير ، وأنا أكتب مقالي في اليوم الثالث منه . وهو الناطق الفعلي ، غير المعلن رسمياً من قبل الدعم السريع ، طيلة تسعة أشهر الحرب اللعينة ، والذي كان يتشدق فيها يومياً دون كلل أو ملل أو حتى دون حياء ، أنهم يحاربون الفلول من أجل الديمقراطية والدولة المدنية كذا ضربة لاذب ، ولكنه في هذا اليوم خالف نفسه ، وأخرج بلا مواربة حلمه المستخبي ، وقد ركل الشعارات الترابية الثعلبية ، التي منّوا بها حميدتي لرئاسة حكم السودان عن طريق الديمقراطية المحمية بسلاح الجنجويد المنفلت ، وأطلق مواقفه المبدئية التي لن يتراجع عنها ، طالما في رئتيه بعض نفس
كما يقول ، وأولها أعترافه بإسلامويته المتأصلة فيه عمره بكامله ، حيث كان من أبطال الميل 40 ، والتي ساقته منضماً إلى
فصيل المنشية الترابية عند المفاصلة ، ومعاداته للمؤتمر الوطني . ألم أقل لكم أنها حرب بين الفصيلين للفوز بالسلطة ، ولا ناقة أو جمل فيها لشعب السودان الضحية .
ثم تواصلت إعترافاته بنفض الغبار عن مواقفه المبدئية كما يردد ، أنه ضد ثورة ديسمبر مطلقاً ، من أولها إلى آخرها ، ولايوجد شئ حقد عليه في حياته مثل ما حقد علي ثورة ديسمبر وزاد عليها ثورة اكتوبر وإبريل فجميعها كما قال من صناعة الأنظمة الديكتاتورية ، ترتبها لإنقاذ نظامها المتهالك ، الآيل للسقوط ، أما كراهيته لديسمبر فلأنه يعرف أن من رتبها هو جهاز أمن النظام الذي يعاديه ، إلا أنه إضطر للعمل معه ، وساند المؤتمر الوطني في كل خطواته ضد الثورة ، خاصة فيما يقول الغاء وشطب وإزالة لجنة إزالة التمكين من الوجود .
وأخطرها في إعترافاته ، هو رفضه الجازم ، واعتراضه الحاسم ، لوقف الحرب ، لأن وقف الحرب لايحقق له ولا لهم طموحاتهم في حكم السودان ، ويُطَّعم حديثه ويشكله ويلونه ، بعنصرية فاقت في مفرداتها ومعانيها كل عنصري تصورناه موجوداً بيننا ، وفي حديثه تحريض واضح وصريح لجند الدعم السريع ، فقد كان يدلي بأقواله وكأنه يغازل طموحات هذا الجند الجنجويدي وعقيدتهم في كسب الغنائم المشروع لهم ، والقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب ، وذلك بالإتكاء على التهميش والإضطهاد الذي لاقوه كما يقول لهم ، من النخب الإستعمارية الشمالية كما قال .
ومن هنا أهمس في أذن حميدتي ومستشاريته إذا كانوا لا زالوا مع خططتهم الموسومة بثعلبية ترابية ، أقول لحميدتي خاصة ، أن جند دعمك السريع الجنجويدي ، على شفى حفرة من وقوع التشظي شذر مذر وسطهم وتابعيك ، وكما تقول قواميس اللغة العربية "شذر" تعني الإقبال عليك ربما من ناحية مستشاريتك ترابية الهوى ، والتي هي الأقرب لك بعرضها البراق ، بتنصيبك رئساً على دولة السودان .
وآخر هذه الإشراقات التي تصورها وصورها في ذلك الفيديو ، كانت موجهة لقحت والتسمية الجديدة لها "تقدم" فكال لها من السباب المستلف من بذاءة الإنصرافي ، وختمها بقوله إذا أردتم السلطة ، اخلعوا بدلكم
وكرفتاتكم ، وأنزلوا الميدان بالكاكي وأنتزعوها.
وقد سبق واقترحت علي هذه المستشارية الترابية من قبل ، حين نفض حميدتي يده عن إنقلاب 25 أكتوبر ورفضه علناً . ونصحتهم إن كانوا صادقين في وعدهم لقائدهم حميدتي ، أن يبادروا بتكوين حزب سياسي يؤمن بالديمقراطية الحقة دون سلاح الجنجويد المنفلت ، حيث لن يتمكنوا من السيطرة على أطرافه وقت الحارة ، حتى لو تم إقرار السلام ، ليصلوا حتى بقائدهم حميدتي إلى السلطة ، إذا رغبوا في ذلك ، وفي الديمقراطية بانتخاباتها الحرة والنزيهة متسع لهكذا حزب ، وفيها الحشاش يملأ شبكته .
أما ما قالت به القواميس في معنى "مذر" فهو الإبتعاد عنك ، وقد تعني جندك ، ومن هو في شاكلة عبد المنعم الربيع وآخرون من خلفه ، الذين في قلوبهم بعض "دِريبات" أُخر ، أما معناها مجتمعة "شذر مذر" في وجهة التشظي ، هي أن كل شاة معلقة من نواصيها ولتقعد أنت وأسرة آل دقلو ملوماً محسوراً .
وإلى د/حمدوك وقادة تقدم ، فإن البحر من أمامكم ، وألعدو من
خلفكم : إما فوضى الجنجويد الكاسحة للأخضر واليابس وإما
حرب الكيزان الأهلية الكاسحة أيضاً ليابس السودان قبل أخضره ، أو تحققون السلام ، الذي لن يأتي لكم ولشعب السودان إلا بشرط إسناد ظهركم على أكتاف الجماهير الوفية ، بقواها الثورية الحية ، الآتية من كل فج وصوب ثوري عميق .
وللحرب لا والثورة مستمرة والردة مستحيلة .
***
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////
عذراً أعيد هذا المقال للنشر مرة أخرى لتَّدخل الكيبورد الذي تصرف بمزاجه وراكم أخطاء مطبعية غير مقبولة والأفدح حذف فقرات كاملة من بعض أجزائه سقطت من النص وإن لم تُخِّل بمضمون المقال وربما لم يلحظها القاري ولكن قصقصت أطرافه لخلل فيه لم إنتبه له .
فأصبحت إعادته ضرورة لي وللقارئ الكريم .
هذه رسالتي الثانية إلى د/حمدوك ، وذلك بعد إتضاح رغبته في إتخاذ قرار عودته الثالثة ، بشرط أن يكون "إتحزم وإتلزم" فالمعركة طويلة وشاقة وحازمة ومصيرية لوجود البشر والأرض ، أو لا وجود ، نكون أو لانكون ، وعودته جاءت بدعم من الحرية والتغيير في نسختها الجديدة المسماة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وسّوق التسميات ليس عليه حرج أو جمرك ، وهو المفتوح الباب على ضلفتيه ومصراعيه للدخول فحومل !! ، ولكن العبرة بالمواقف والمبادئ والثبات عليها ، بل العض عليها بالنواجذ ، فهل أنتم مستعدون وجاهزون رفاق الثورة في قحت أو "تقدم" بقيادتك ومسؤوليتك د/ حمدوك ؟؟ .
بداية أنا لا أنتقد مركزية الحرية والتغيير سابقاً ولا "تقدم" المنبثقة عنها حالياً بذات قادتها وصفات تحالفاتها "وهذه أول درجة نزول إلى أسفل تؤخذ على مسعاكم" بمسماكم الجديد ، ونقدي لم يكن يوماً ، سابقاً وحالياً ، ناجم عن عداوة ، كما الفلول وذلك الإنصرافي البذئ النزق ، الذي سوف تطالب الثورة العائدة وناجحة وراجحة بحراك الثوار ، بمحاكمته بالداخل ، ويفضل إرساله إلى لاهاي لاحقاً ، برهطه وأقرانه من القتلة السابقين واللاحقين ، وذلك إسوة بما قام به المجتمع الدولي تجاه أبواق حملة دعاة الإبادات الجماعية للبشر في العالم ، الذين أساوا للتاريخ البشري بما إقترفوه من جرائم حرب في حق الإنسانية ، أمثال "غوبلز" الذي أسهمت دعايته التحريضية الإعلامية في قتل الملايين وتشريدهم من ديارهم وأوطانهم وأجسادهم أجمعين ، وكان من المخططين للحرب النازية على العالم ، وقد مات منتحراً بعد يوم من انتحار قائده هتلر ، الذي أوصى بتعيينه مستشاراً لألمانيا قضى في هذه الوظيفة الساحرة له !! ، يوماً واحداً قبل تسميم أطفاله الستة ، ومن ثم انتحاره وزوجته من بعدهما في اليوم الثاني من إنتحار قائده المجنون !! .
وذاك الآخر البوق العنصري المدعو "الكَنِزي" الرواندي الذي بصوته الأجوف ودعايته الإعلامية المتنوعة المقرؤة والمرئية والمسموعة ، والذي حرض على قتل الآلاف من قبيلة التوتسي ، ذات الأقلية السكانية الثانية في رواندا بعد التوتسي ، وهذا المجرم بالذات المخالف للخلق والأخلاق ، كان يدعو من الراديو والتلفزيون والصحف ، بقراءة القوائم بأسماء المطلوب إعدامهم ، حيث يجلبون واحداً إثر آخر ، ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم ، ولتعطل ضميره المفترض وجوده كواحد من بني البشر ، كان يشارك بنفسه وبيديه في عمليات الإعدام ، بل كان يشارك حتى باغتصاب نساء التوتسي المجلوبات له ولغيره ، وهذا فعلياً ما يمارسه الإنصرافي في دعوات خياله المريض ، حتى في ذكره لقائمة الأسماء كما "الكنزي الرواندي" الموعودين بالإعدام على يدي محكمته الربانية وقع الحافر على الحافر ، غير أولئك الذين "حيوديهم لي الله" بالجملة دون تفويض رباني إنما بالوكالة غير المرخص له بإدعائها بالباطل . وإسهابي قليلاً في ذكر النموذجين "جوبلز والكنزي" واللذين لقيا عقابهما على الجرم المرتكب ، الأول بانتحار الهزيمة المر ، عبر تحالف عسكر العالم ضده وغزو بلاده ، والثاني بالحكم المؤبد وإن خففته المحكمة الجنائية إلى السجن خمسة وثلاثون عاماً ، هي المؤبد ذاته ، ولكما ذلك الثنائي المحرض-الإنصرافي الربيع " وهذا الأخير سأوفيه حقه فيما سيأتي عنه من حديث" وجاري الحكي عنهما على منوال إياك أعني وأسمعي ياجارة الجرم المشهود .
والربيع هذا هو المعادل الموضوعي العكسي والنقيض للإنصرافي ، في الطرف الجنجويدي ، وهوالمتوج ناطقاً فعلياً للدعم السريع فهما "شبهينا وإتلاقينا" في الدعاية الإعلامية القاتلة المؤدية لطريق الإبادة الجماعية .
كما يجب أن تطالب الثورة المجيدة بعد نصرها النهائي الذي نثق في حدوثه ، لثقتنا في قدرات شعبنا وانتفاضاته المتوالية ضد الدكتاتوريات العسكرية والمسلحة وإستبدادها ، ولَمَ شمل كل منتهكي حقوق الإنسان بمحاكمتهم برفقة الشقيين"الانصرافي- الربيع" الناطقين بإسم تنظيمهما الواحد المنشطر إلى نصفين متصارعين على السلطة ، فصيلي القصر والمنشية بعد التعديل ، وأن يحاكم كليهما ، وكل القتلة الأشرار ، منذ الإنقلاب الإسلاموي المشؤوم في صباح جمعة 30 يونيو عام 89م حتى تاريخ نهاية هذه الحرب العبثية اللعينة ، التى حتماً لها نهايتها ، وقريباً جداً ، ويرونها بعيدة ونراها قريباً ، قبل إندلاع حربهم العنصرية القبلية التي يدعوان لها بدعاوى المقاومة الشعبية ، التي يوزعان لها السلاح ، من فضل مال الشعب المنهوب ، هكذا تقول كل المعطيات السياسية والعسكرية الحاضرة والمنظورة ، ولتنتظروا نهاية الحرب ياهؤلاء المغيبون عن الواقع والحقيقة .
أما عن قحت الإسم ، الذي شوهته لهم الثورة المضادة ، وحولته إلى مَسبة ، بسبب خطاياهم في نظرها ، وأخطاء فقط -وإن كانت مميتة في نظر الثورة- يمكن التراجع عنها ومن ثم معالجتها وإصلاحها ، وكما قلت في حقها قبلاً ، نقدنا لها دائماً كان وسيكون بمحبة ، كما قال عن النقد بمحبة ، عن إحسان جدواه وفوائده راحلنا ، عبقري الرواية العربية والعالمية الطيب صالح طيب الله ثراه . ولن يكون كذلك مجاملة ، لأنها مركزية الحرية والتغيير بجماهيرها أولاً ، ثم بقياداتها ثانياً ، كانت جزءً من الثورة "القرنعالمية" التي أدهشت عالمنا المعاصر وما سيأتي من عوالم قادمة ، أقول قياداتها التي لن أفتي وأقول عنها الخائنة ، كما ترغي بسهولة فارقة أبواق الشر ، ودعاة الحرب ، وإن كانوا لا يعنون قحت بذاتها ، إنما المقصود من خلفها ، كل قوى الثورة بجميع فصائلها ومفرداتها وشخوصها شاباً وشابة ، شيخاً كهلاً ، أو حتى طفلاً غريرا ً ، فقط نقول أن قحت تلبثتها نزعة التريث والإبطاء ، وتلفحت بالإنكفاء والإسترخاء وتَقبُل إحتواء العسكر لها ، وتمترست حسب فكر وتكتيكات طبقتها ذات النفس القصير الغير ناشد للتغيير الثوري الجذري ، تبعاً لمصالحها الخاصة ، القريبة و البعيدة أوالحزبية الضيقة ، وفارقت بفعلها الثورة وشعاراتها ، وقد صدق من قال ، بأن الثورات حين لا تكمل مسيرتها تقف محلك سر ، نصف ثورة ، يقضى أعداؤها على النصف المنجز منها ، حيث تصبح وبالاً وفتكاً ومجازراً لمن فجروها وأشعلوا نيرانها ونشروا ضيائها ، كما شهدنا ذلك منذ انتصارها الأول ، الذي نجحوا في إبطاله باللجنة الأمنية الموالية لنظامهم ، ثم بإنقلابهم المقبور دون فاعلية ، ثم حربهم الحالية .
والآن لست بصدد مناقشة قحت ، وإنما أريد التحدث مع "تقدم" الموسعة عدداً ، وليس تنوعاً -وإن وجدت بعض لافتات وهمية محشوة بداخلها-"فتقدم" بمسماها الجديد وقائدها العائد د/حمدوك ، وعسى نأمل هذه التسمية "تقدم" المختصرة ، تتواكب مع تسميتها الجديدة ، الدالة على المستقبل ، المتجه ألى القادم التقدمي وليس القديم المتهالك ، وأتمنى أن تكون التجارب القاسية والمريعة والبشعة ، التي عاش كارثتها هذا الشعب العملاق الذي دائماً ما يتصدر حكمه الأقزام ، كما وصف حاله الشهيد محمود محمد طه ، موعظة لما سيأتي من جهتكم قادم الأيام ، وأهمها بأن تنأوا بأنفسكم ومسيرتكم وفعلكم بعيداً عن التأقزم المهلك للبلاد والعباد .
وهاهي "تقدم" وبذات مواصفات ، قحتها بإنفراديتها وإقصائيتها المتصلة والمتواصلة للثورة وقواها الحية ولجان مقاومتها الأشاوس أصحاب الجلد والرأس المبعدين المنهوبين ، وكما وَقعَّت ووقَعَت في المحظور أيام الوثيقة الدستورية ، التي أدت إلى إنقلاب 2o25م المشؤوم ، هاهي تجد نفسها وحمدوك ، متطوعة هذه المرة ، في ذات السيناريو بعد الإطاري مقطوع الطاري ، ففي الموقف الأول ، أقدمت وهي عارية من ورقة التوت ، لتلتقي بالإخوة الأعداء ، حين كانوا الممثل الشرعي الوحيد للنظام ، وهاهي تعيد للتاريخ نفسه مرتين ولكنا نتمني أن تكون خطوتها الجرئية هذه المرة ، فيها خيراً وسعداً ، قادماً لهذا الشعب المنكوب ، إذا نجحتم في إيقاف الحرب ،التي تضرر منها شعبنا حتى العظم ، فحاولوا أن تصلوا مع الطرفين المتحاربين . في حرب ، لو لم يجدا نفسيها دأخلها لإخترعاها ، حتى دون مسوغ غير حبهم المحموم للسلطة ، فعليكم بالوصول معهم إلى إتفاق بوثيقة نافذة مع ضماناتها لوقف الحرب اللعينة ، ويكفينا ذلك منكم ، ويكون ألف كتر خيركم ، ودعوا الباقي لثورتكم ، فلا تتردوا ، فلا أظن أحداً سيعترض على محاولتكم الثورية لجلب السلام ، رغم أن "تقدم" ، وفي مقدمتها أنت د/حمدوك ذهبتم إلي هذه المحاولة أيضاً ، وأنتم لازال ، ظهركم مكشوفاً للسهام ، وأنتم تعون أن الطرفين مدججين بالسلاح ، وأنتم لا تقلون عنهم قوة ، إن لم تفوقوهم . وفي يدكم ، أعني ("تقدم" وحمدوك ) سلاحكم الأقوى والأبقى ، وهي قوى الثورة بكل معانيها بفصائلها الحزبية والنقابية والمهنية والمنظمات المجتمعية والمدنية ، وكافة لجان المقاومة .
ولكي ينجح مسعاكم النبيل لوقف الحرب ، لا أرى أي معني أن يهف لبعضكم الإنحياز لأحد الطرفين ، فكلاهما أشعلا الحرب ، وإن سبق أحدهما في إطلاق الرصاصة الأولي ، ورد عليه الآخر برغبته في إيجاد فرصة الإنتصار ، وإحتكار السلطة لصالحه ، وأشترك مع الآخر في إيقاد سعير الحرب ، كما أتمنى من "تقدم" ومنك د/حمدوك ، أن تتفهموا طبيعة الصراع بين هذين الطرفين المتحاربين ، فالأول الذي يتبنى إسم الجيش إنتحالاً ، للحرب بإسمه ، ومن خلف ظهره ، كما أقول عنهم (إسلاموكوز) فالآخر ما هو إلا الفصيل المنشق عنه ، في مفاصلة القصر- المنشية عام إنكشاف عوراتهم للملأ عام 99م ، وأسميتهم وهم الطرف الثاني (جنجوكوز) وأعني مستشارية المنشية ، التى تبنت كجناح مسلح لها ، جند الجنجويد المنفلتين ، دون الإلتفات لعقيدتهم المرتبطة فقط بالقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب وما شابهها من خصائص منفرة ، تلك المستشارية التى إستثمرت أحلام قائدها حميدتي في تولي رئاسة حكم السودان في مقابل رغبة الآخر في تحقيق حلم أبيه ، وفي صراع الأفيال هذا ، وعلى "تقدم" ود/حمدوك" أن تنظرا إلى أبعد مما هو ظاهر للعيان ، ذلك أن هناك صراع مستتر ، من المرجح ظهوره ، حتى أثناء معركة مبادرتها الحوارية التفاوضية أو بعدها ، الذي وقع داخل الدعم السريع وقد بدأت طلائعه بالظهور ، بعد إحساس أطراف فيه بانتصارهم الباهر ، كما يعتقدون على الجيش ، وقدرتهم على تعميم هذا الإنتصار على كامل تراب السودان ، وعليه أصبحوا يتنادون بمواصلة الحرب حتى تحقيق طموحاتهم التي تتلخص في : إما تفكيك دولة 56 بمفهومها العنصري الإنفصالي ، وتحقيق النتائج التي يطمحون أن تكون هديتهم نهاية لحربهم المقدسة ، التي فقدوا فيها الآلاف من أبنائهم الأشاوس كما يرددون : وإما حكم السودان كاملاً ، يتصدره أبناء غربه وإنهاء حكم نخب الشمال الممتد طويلاً . وفي حالة فشل هذا الطموح : يتم إعلان قيام دولة الزرقة في غربه وجنوبه ، دون شماله وشرقه ووسطه ، وكأن الآخرين بيض الوجوه ، رضعوا من صدر القمر ، كما قال الشاعر وتغنى بها مغنيها .
ومن شاهد أحد فيديوهات عبدالمنعم الربيع الراتبة ، أمس بتاريخ الثاني من يناير ، وأنا أكتب مقالي في اليوم الثالث منه . وهو الناطق الفعلي ، غير المعلن رسمياً من قبل الدعم السريع ، طيلة تسعة أشهر الحرب اللعينة ، والذي كان يتشدق فيها يومياً دون كلل أو ملل أو حتى دون حياء ، أنهم يحاربون الفلول من أجل الديمقراطية والدولة المدنية كذا ضربة لاذب ، ولكنه في هذا اليوم خالف نفسه ، وأخرج بلا مواربة حلمه المستخبي ، وقد ركل الشعارات الترابية الثعلبية ، التي منّوا بها حميدتي لرئاسة حكم السودان عن طريق الديمقراطية المحمية بسلاح الجنجويد المنفلت ، وأطلق مواقفه المبدئية التي لن يتراجع عنها ، طالما في رئتيه بعض نفس
كما يقول ، وأولها أعترافه بإسلامويته المتأصلة فيه عمره بكامله ، حيث كان من أبطال الميل 40 ، والتي ساقته منضماً إلى
فصيل المنشية الترابية عند المفاصلة ، ومعاداته للمؤتمر الوطني . ألم أقل لكم أنها حرب بين الفصيلين للفوز بالسلطة ، ولا ناقة أو جمل فيها لشعب السودان الضحية .
ثم تواصلت إعترافاته بنفض الغبار عن مواقفه المبدئية كما يردد ، أنه ضد ثورة ديسمبر مطلقاً ، من أولها إلى آخرها ، ولايوجد شئ حقد عليه في حياته مثل ما حقد علي ثورة ديسمبر وزاد عليها ثورة اكتوبر وإبريل فجميعها كما قال من صناعة الأنظمة الديكتاتورية ، ترتبها لإنقاذ نظامها المتهالك ، الآيل للسقوط ، أما كراهيته لديسمبر فلأنه يعرف أن من رتبها هو جهاز أمن النظام الذي يعاديه ، إلا أنه إضطر للعمل معه ، وساند المؤتمر الوطني في كل خطواته ضد الثورة ، خاصة فيما يقول الغاء وشطب وإزالة لجنة إزالة التمكين من الوجود .
وأخطرها في إعترافاته ، هو رفضه الجازم ، واعتراضه الحاسم ، لوقف الحرب ، لأن وقف الحرب لايحقق له ولا لهم طموحاتهم في حكم السودان ، ويُطَّعم حديثه ويشكله ويلونه ، بعنصرية فاقت في مفرداتها ومعانيها كل عنصري تصورناه موجوداً بيننا ، وفي حديثه تحريض واضح وصريح لجند الدعم السريع ، فقد كان يدلي بأقواله وكأنه يغازل طموحات هذا الجند الجنجويدي وعقيدتهم في كسب الغنائم المشروع لهم ، والقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب ، وذلك بالإتكاء على التهميش والإضطهاد الذي لاقوه كما يقول لهم ، من النخب الإستعمارية الشمالية كما قال .
ومن هنا أهمس في أذن حميدتي ومستشاريته إذا كانوا لا زالوا مع خططتهم الموسومة بثعلبية ترابية ، أقول لحميدتي خاصة ، أن جند دعمك السريع الجنجويدي ، على شفى حفرة من وقوع التشظي شذر مذر وسطهم وتابعيك ، وكما تقول قواميس اللغة العربية "شذر" تعني الإقبال عليك ربما من ناحية مستشاريتك ترابية الهوى ، والتي هي الأقرب لك بعرضها البراق ، بتنصيبك رئساً على دولة السودان .
وآخر هذه الإشراقات التي تصورها وصورها في ذلك الفيديو ، كانت موجهة لقحت والتسمية الجديدة لها "تقدم" فكال لها من السباب المستلف من بذاءة الإنصرافي ، وختمها بقوله إذا أردتم السلطة ، اخلعوا بدلكم
وكرفتاتكم ، وأنزلوا الميدان بالكاكي وأنتزعوها.
وقد سبق واقترحت علي هذه المستشارية الترابية من قبل ، حين نفض حميدتي يده عن إنقلاب 25 أكتوبر ورفضه علناً . ونصحتهم إن كانوا صادقين في وعدهم لقائدهم حميدتي ، أن يبادروا بتكوين حزب سياسي يؤمن بالديمقراطية الحقة دون سلاح الجنجويد المنفلت ، حيث لن يتمكنوا من السيطرة على أطرافه وقت الحارة ، حتى لو تم إقرار السلام ، ليصلوا حتى بقائدهم حميدتي إلى السلطة ، إذا رغبوا في ذلك ، وفي الديمقراطية بانتخاباتها الحرة والنزيهة متسع لهكذا حزب ، وفيها الحشاش يملأ شبكته .
أما ما قالت به القواميس في معنى "مذر" فهو الإبتعاد عنك ، وقد تعني جندك ، ومن هو في شاكلة عبد المنعم الربيع وآخرون من خلفه ، الذين في قلوبهم بعض "دِريبات" أُخر ، أما معناها مجتمعة "شذر مذر" في وجهة التشظي ، هي أن كل شاة معلقة من نواصيها ولتقعد أنت وأسرة آل دقلو ملوماً محسوراً .
وإلى د/حمدوك وقادة تقدم ، فإن البحر من أمامكم ، وألعدو من
خلفكم : إما فوضى الجنجويد الكاسحة للأخضر واليابس وإما
حرب الكيزان الأهلية الكاسحة أيضاً ليابس السودان قبل أخضره ، أو تحققون السلام ، الذي لن يأتي لكم ولشعب السودان إلا بشرط إسناد ظهركم على أكتاف الجماهير الوفية ، بقواها الثورية الحية ، الآتية من كل فج وصوب ثوري عميق .
وللحرب لا والثورة مستمرة والردة مستحيلة .
***
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////