ذاكرة مثقوبة … بقلم: عماد محمد بابكر
5 January, 2010
الصحف وكل أجهزة الإعلام تتحدث عن الاستقلال ورجاله- وانعم بهم من رجال في إحتفائية مكرورة وقصيرة العمر وأغلب الظن أنها إجرائية صورية عند الكثيرين - تقتنص عدسة المبدع عباس عزت –( صحيفة التيار) - صورة النصب التذكاري للبطل الشهيد عبد الفضيل ألماظ هو مليء بالاعلانات.. من محاربة سرطان .. حفلات رأس السنة ...معاهد كمبيوتر..و.و إلى آخر القائمة، كاميرا عباس عزت تكشف تشوه ذاكرتنا والنصب الشامخ عند تقاطع شارع الجامعة مع شارع عثمان دقنة يتم تشويهه بما يلصق لنسلب أحد الذين أعطوا أرواحهم لهذا الشعب ما لم نستطع أن نمنحه غيره, مجرد نصب تذكاري ..
ثقب الذاكرة يتسع فننسى أو نكاد عبد الفضيل ألماظ ورفقاءه بقيادة علي عبد اللطيف الذي لا يعرف أغلب الناس شيئاً عن مصير عائلته ويا لقسوة ما صاروا إليه.. وعبيد حاج الامين الذي يرقد في( واو) بعد أن أرسل إليها مسجوناً وخليل فرح وسيد فرج وسليمان كشه وكل اعضاء الجمعية وقبلها جمعية الاتحاد والتي رفدت اللواء الأبيض .. الثقب يتسع فلا نكاد نذكر ما أعطى وقدم أبناء السودان الذين بدأوا نضالهم مذ دخول المستعمر إلى أن انجلت الغمة. الثقب يُسقط عطاء أهل النضال جميعهم وعطاء ويتسع ليموت زعيم الأمة السيد اسماعيل الازهري بعد أن هده المرض وأعيته السجون.. الثقب يتسع حتى نكاد لا نذكر إلا مشهد رفع العلم والجموع تتقاطر والدموع العزاز تغطي وجوههم , الكل صوب قصر الحاكم العام (القصر الجمهوري). ليت هذه الذاكرة تشفى فتذكرنا مواقف الرجال وأناشيد النضال ربما نعرف حينها شيئاً من قدر هذه الأرض. فلننعش الذاكرة بما كتبه شعراء المقاومة والنضال عل هذا الفتق يرتق وعلنا نستطيع السير الى العلا. للعلا.. للعلا وابعثوا مجدنا الآفلا واطلبوا لعلاه المزيد اطلبوا لعلاه المزيد كما قال لنا خضر حمد ولنأخذ وصايا شاعرنا عبد النبي عبد القادر مرسال ولننشد خلف البنا وجماع ويوسف التني و المحجوب والمجذوب وكل القائمة.. ربما لو رتق الفتق.. لعرفنا مالنا وما علينا حتى لا نصير يوماً ما سائمة في مهمه.. ربما عرفنا ذواتنا وقيمتها.. وعرفنا من نحن: نحن ونحن الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل قوم ,قوم كفاك يا نايم شوف شوف حداك لايم مجدك ولى وشرفك ضل وامتى تزيد زيادة النيل نحن نطارد العنزة الفاردة نحن نذود مشارع النيل نحن برانا نحمي حمانا نحن نموت ويحيا النيل النيل يعاني يا سيدي الخليل وأهله كذلك يعانون.. لكن ربما يستقيم الظل، ربما يسد الثقب، ربما.......ربما
IMAD BABEKIR [imadbabekir@gmail.com]