وداعاً يابلادي

 


 

 



المنى لو استطيع ان اضع ورقة في صندوق الاستفتاء لو تنتصر هذه الورقة على بقية الأوراق على بقية الصناديق.. ورقة يسودها قلم متعب يكتب حروفاً هدها الشجن الواضح على محياها.. ورقة يكتب( لطفاً أننا بلد واحد) المنى لو نستطيع أن نغني:
عازة في هواك عازة نحن الجبال
وللبخوض صفاك عزة نحن النبال
دون أن تأخذنا العبرة ودون غُصة في الحلق.. الآن يوأد القصيد.. الآن يتقلب العطبراوي في قبره
كل اجزائه لنا وطن
إذ نباهي به ونفتخر
يابلاداً حوت مآثرنا كالفراديس فيضها منن
فجر النيل في أباطحها يكفل العيش وهي تحتضن
رقصت تلكم الرياض له وتثنت غصونها اللُدن
وتغني هزارها فرحاً كعشوق حدا به الشجن
حفل الشيب والشباب معاً وبتقديسه القمين عنوا
نحن بالروح للسودان فدىً فلتدم أنت أيها الوطن

وما أظنه يدوم فلقد ذهبوا الى الصناديق وما في الأثير حديث سوى الانفصال.. وذاك لعمري مما يندى له الجبين أن تكون بلادك قبلة أجهزة الإعلام وأن تتصدر النشرات الإخبارية لا بخير وحسن ذكر, ولكن ليكون العالم شاهداً على تقطع أوصاله. الوطن الذي عاش فيه أجدادنا وسلمنا إليه آباؤنا حراً أبيا أو كما قال زعيم الأمة «زي صحن الصيني لا فيهو شق لا طق» لكنه اتسخ واتسخ والآن ينكسر إن التاريخ لن يغفر لنا هذه الخطيئة فكلنا اسهمنا فيها:
ووداعاً يابلادي
قلب افريقيا الذي
قد كان من قبل ينادي
عالي الصوت وحراً
كل مغلول الأيادي
أن تساموا في هوى
الأوطان.. ردوا
كيد أجناد أعادي
آه من حرق تعالت
وتتالت في فؤادي
آه.. لكن
آه لا تجدي فقد ضاعت بلادي
وداعاً يابلادي إذ ليس لى الحق أن أدفع بورقة في ذلكم الصندوق اللعين الذي يقضي علينا بالتشرذم.. الصندوق الذي يقسم بلادنا لبلدين.. ولا أدري أينعمان بعد ذلك بالسلام أم أن شياطين الإنس سيسعون للفتنة ثانية.
وداعاً يابلادي نحن لسنا جديرين بك إذ لم نستطع أن نحافظ عليك ولم نعمل بوصية الجدود«جدودنا زمان وصونا على الوطن.. على التراب الغالي الماليهو تمن»
 كله ذهب مع الريح فاليوم سترسم الجغرافيا من جديد, ويكتب تاريخ جديد , ويتفرق دم أبناء الوطن الواحد الى وطنين جديدين ومن يدري إن كان هذا بداية التشظي ام لا..
الآن يموت الخليل وعازته ويموت كل شعراء بلادي ويبتلع المدى كل أجزائه لنا وطن.. والآن لا الذكريات ولا جنوبية ولا غيرها من الأغنيات الآن تتبدى لا نهايات الوجع وتسيل الدماء من جديد من صدور شهداء معركة النهر وشهداء مستشفى النهر ومن النهر.. ووداعاً يابلادي.


عماد محمد بابكر [imadbabekir@gmail.com]

 

آراء