رجل استثنائي

 


 

 


(كلام عابر)

 

وتظل الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، فلا الشمس تدرك القمر ولا الليل سابق النهار،كل في فلك يسبحون، وتظل المنطقة الشرقية هي الأجمل في المملكة ويظل مجتمعها هو الأكثر ودا وانفتاحا، ويستدعي غياب الشمس الفاقع لونها في الأفق البعيد حتى تتوارى في مياه الخليج أو في رمال الصحراء ويثير ويسترجع في النفس غروب الشمس في صحراء العتمور أو ذات الشمس وهي تلم غروبها وتسافر، كما قال أمير المبدعين هاشم صديق ، من شاطيء كرمة إلى جزيرة بدين. نظام الكون وإيقاع الحياة اليومية سيظل كما هو.

سيظل مجتمع السودانيين في منطقة الدمام بذات الود والحميمية التي تتجاوز الإنتماء السياسي والعقائدي والرياضي.. يجمعهم الفرح مثلما يجمعهم الحزن.. كلهم شيالين تقيلة وقت الحارة.
لكن الأمر ليس كما تشتهي النفس دائما..لن تظل كل الأمور على حالها..عندما يغادر الدكتور نورالجليل علي صباحي الدمام للإستقرار في أمريكا الأمر يختلف. "الفراق وجع يقهر القلوب، لسانه الدموع، وحديثه الصمت، ونظره يجوب السماء". الفراق سنة الحياة ولكن غياب نور الجليل يهزم كل قناديل الفرح دفعة واحدة. لن تكون الشرقية بعد سفره مثلما كانت في وجوده. نور رجل استثنائي حقا، يخترق القلوب ويبقى فيها إلى ما شاء الله. أنعم الله عليه بمحبة الناس.بادلهم حبا بحب ولم يبخل بعطائه السخي في كل نشاطات مجتمع السودانيين في منطقة الدمام. أحبه السودانيون وودعوه وكرموه بما هو أهل له.لم يحبه السودانيون وحدهم ولكن أحبه كذلك اهل الديار أيما حب وودعوه باحتفائية باذخة رغم حال التباعد الاجتماعي.
إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده.جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله، إذا أحب عبدا، دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه. قال فيحبه جبريل. ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء. قال ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. قال فيبغضه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال فيبغضونه. ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
نلتقي مجددا بإذن الله يا نور إن مد الله في الآجال.
(عبدالله علقم)

abdullahi.algam@gmail.com

 

آراء