رحلة الشركسي من الشيشان إلى شيكان

 


 

 


noradin@msn.com


كلام الناس

*أعلم أن قراءة الروايات الأدبية لا تصلح للحكم على الوقائع التأريخية لكنها تقدم إضاءات مهمة تعبر عن رؤية كاتب الرواية وموقفه من الأحداث التأريخية، لذلك عندما قرأت رواية "رحلة الشركسي من الشيشان إلى شيكان" لمؤلفها إبراهيم جبريل ركزت على بعض الإضاءات المهمة في وقائها التأريخية.

*الرواية تحكي بعض المشاهد البطولية التي جرت في السودان إبان الثورة المهدية التي قادها الإمام محمد احمد المهدي والمعارك التي خاضها "أنصار الله" في مواجهة الغزو الإنجليزي التركي للسودان ومعهم بعض الجنود المصريين والسودانيين الذين جمعوا قسراً ليقاتلوا الأنصار.
*في موقع اخر نقرأ في الرواية : إن خبرة التجار الذين رافقوا الحملة أكبر في التعامل مع الطبيعة من خبرة"علاءالدين" والجنرال"هكس"، وقد حاربت الأرض مع أصحابها .. كنا نسير في بادية تتكاثف فيها الأشجار كلما إتجهنا جنوباً.
*في إضاءة اخري نقرأ "نحن في مركب واحد هناك صراع بين الجنرالات في هيئة القيادة وصراع بين القيادة والاليات وصراع بين جند عرابي والمرتزقة وصراع مع الطبيعة، مع الباعوض والملاريا .. وصراع أكبر مع المهدي".
• * ...جيش المهدي عن اليمين وعن الشمال وخلفنا وأمامنا، والإمام المهدي يقول للمحاربين: إنهم كالطير ونحن كالأرض.. أثبتوا وإطمئنوا ونزلوا رواحلكم وإستريحوا فلا قدرة لهم مع قدرة الله.
• * ... إقتحم جنود كتيبة عبدالحليم مساعد الصندوق الإنجليزي من مخبئهم خلف الأشجار عكس كل التوقعات الأمر الذي اصاب الروح المعنوية للغزاة : هذه كتائب ابو قرجة وأبوعنجة وعبدالحليم مساعد فكيف تكون قوة المهدي الرئيسية؟.
• *أُبيدت حملة الغزاة ولم تجد الاف الجثث مصلياً أو دافناً بعد ان إنبعثت جنود المهدي من باطن الأرض وسط الصندوق الإنجليزي وأعملوا سيوفهم وبنادقهم ورماحهم وأطبقت عليهم من الإتجاهات .
• *... جاءت حادثة قتل الجنرال غوردون الذي فتك به أحد الجنود الأنصار خلافاً لأوامر الإمام المهدي وحزنت ملكة بريطانيا وإستشاطت غضباً وأرسلت حملة الإنقاذالنهرية التي عادت أدراجها بخفي حنين.
• *الإضاءة الأهم في الرواية تتلخص في أنه من الصعب هزيمة شعب أراد الحرية، فقد إستطاع الإمام محمد احمد المهدي جمع أهل السودان على قلب رجل واحد .. وقد صدق ونستون تشرشل في قوله : حين يعم الرخاء بلاد السودان وتنتشر المعرفة لابد من يبحث في تأريخ السودان وأبطاله أن يدون إسم محمد أحمد المهدي في الصدارة.

 

آراء