بسم الله الرحمن الرحيم
حاطب ليل
نخطي اذا ظننا ان دولة الجنوب تتفوق علينا في التفاوض لانه لديها جهاز استشاري خواجاتي كارب فتلك الدولة تتفوق علينا في سياسات كثيرة رغم تخلفها البادي للعيان في كثير من الاوجه فمن تلك الاشراقات السياسية الخطاب الذي دوره سلفاكير على 75 من البطانة الحاكمة طالبا منهم ارجاع المبالغ المختلسة والمقدرة باربعة مليارات دولار فالرجل كان امينا وواضحا مع نفسه ومع شعبه فهو يقول ياجماعة نحن سرقنا وشعبنا وهذة السرقة ماكان لها ان تتم لولا نضالنا السياسي الذي وصل قمته في استقلال جنوب السودان من المندوكورات ولكن الان حدثت تطورات معلومة للجميع واصبحت الدولة مهددة في عضمها عليه ينبغي ان نرجع ما اخذناه لان هذا اقتضته الضرورة لانه اذا ذهبت هذة الدولة او اطيح بنا فلن نجد ما نلغفه مستقبلا اذن حتى مصلحتنا الخاصة تفرض علينا ذلك اما الحافز فهو عدم المحاسبة و(نخليها مستورة) وكم كان سيكون اجمل لو ان سلفاكير بدا بنفسه واعلن انه قام بارجاع ما لغفه
ما احوج الخرطوم ان تفعل ما فعلته جوبا ولو باخراج مختلف فالسودان القديم مثله مثل الجنوب كل حاجة فيه واضحة ومكشوفة فالناس في اي مجتمع يعرفون من اغتني في قرن او في عقد او في عام او في شهر او حتى في رمشة عين يعرفون من كان يجدع الكلب بارك من الفقر وهو الان ينافس بلقيتس صاحب المايكروسفت في ثرائه فالانقاذ مثلها مثل اي نظام حكم في العالم لديها اثريائها اي طبقتها الراسمالية وان اختلفت عن الذين سبقوها في السودان بان معدلات الثراء زادت في عهدها لانها اصبحت دولة ريعية بالنفط فالمطلوب الان من اثرياء الانقاذ ان يردوا الدين لها ويقتسموا باي نسبة متفق عليها اموالهم فخزائنها المكركبة التي تحدث دويا هائلا الان سوف تتفرطق على روؤس الجميع
دعونا نفترض ان اثرياء الانقاذ كان ثرائهم حلالا بلالا من عطاءات وكموشنات واعفاءات وعقودات خاصة ومخصصات خرافية و... و... فهي ايضا منسوبة للنظام السياسي طبعا هناك اثرياء من انظمة سابقة للانقاذ ولكن ثرائهم زاد في الانقاذ بمعدلات هندسية فهؤلاء ايضا يدخلون فيمن يتوجب عليهم القسمة فدعونا نقول ان النفط ادخل على خزينة الدولة 90 مليار من الدولارات في العشرة سنوات (خارج القسمة) كما تقول بعض الاحصاءات ودعونا نفترض فرضا ان ثلثيها دخلت مشاريع تنمية وخدمات وتسيير والذي منه فمن المؤكد ان الباقي ذهب للعطاءت والكموشنات والذي منه فماذا لو ارجع نصفها للخزينة من المؤكد ان هذا سوف يحل ازمة البلاد الاقتصادية لعدة سنوات قادمة واثنائها سوف يظهر الكثير من البترول ويمكن للساقية ان تدور من جديد وبمعدلات اكبر من السابق
ما دعونا له هنا يختلف عن ما فعله الريس سلفا ويمكن ان نسميه رد الجميل وسوف نعتبر فاعليه (صحابة) جهزوا جيش الاقتصاد العاثر فالثراء المرتبط بالسياسة من طبيعة النظم الراسمالية وليس فيه ما يعيب اللهم الا اذا كانت هناك سرقة عديل عينك عينك(الاوقاف والبنوك والحج والعمرة و..)فاعرق اثرياء السودان اليوم صرف عليهم الانجليز من خزينة الدولة عديل كدا ثم في الانظمة الديمقراطية كانت وزارة التجارة تقوم بدور الاثراء وهناك اثريا النميري واثرياء عبود على قلتهم
(2 )
دون شك ان اكتشاف وتنقيب وتصدير النفط كان نقلة كبيرة تحسب للانقاذ لقد كانت هذة اول نقلة اقتصادية حدثت في السودان بعد الاستقلال فالانجليز الذين جاء يوم شكرهم قد عمروا على الاقل وسط السودان بمشروع الجزيرة والسكة حديد وميناء بورتسودان والنقل النهري وكلية غردون التذكارية اما البترول فقد حول السودان من دولة زراعية الي دولة ريعية ومن هنا اتت الطفرة .نغض الطرف مؤقتا عن اثار البترول السياسية وهل كان نعمة او نقمة فهذة قصة اخرى
صادف تصدير نفط السودان اسعارا عالمية غير مسبوقة فخمسمائة الف برميل السودان سعرها كان يساوي سعر عشرة ملايين برميل في سبعينات القرن الماضي حيث شهد الخليج العربي بداية طفرته الحالية . الانقاذ اتجهت بريع البترول لتسيير الحرب والسلام وفيما يتعلق بالتنمية لم تدعم القطاع الانتاجي الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بل اتجهت الي البنيات الاساسية من كهرباء وطرق وكباري و(الرد بالسد)
بالطبع هناك اختلاف بين الاقتصاديين ايهما له الاولوية قطاع الانتاج ام البنيات الاساسية باعتبار ان السودان كان ومازال محتاجا للاثنين معا ولكن الانقاذ انحازت دون تردد لقطاع البنيات الاساسية ونحن لسنا بصدد المفاضلة بين النظرتين ولكن تهمنا نتيجة ماحدث فلو اتجهت الانقاذ بريع البترول لقطاع الانتاج كان سوف يستفيد قطاع كبير من الرعاه والزراع فائدة مباشرة بادخال التقنيات الحديثة واللوجتستيات المتطورة ولكن التوجه الي قطاع البنيات الاساسية جعل المستفيدين فائدة مباشرة قلة من الناس وهم المقاولين وكبار التجار ووكلاء الشركات عابرة القارات .طبيعة الدولة الريعية الجديدة جعلتها في حالة ثراء ويمكن ان تخرج الاموال منها دون دورة مستندية معقدة فكثرت الشركات الحكومية الوهمية والحقيقية وعقودات التوظيف الخاصة والاغداق على المنسوبين في القطاع الدستوري وفي المناصب العليا فظهرت طبقة الموظفين الملياريين .فاصبحت المعادلة حكومة ثرية ودولة فقيرة ثم نخبة غنية واغلبية فقيرة
كل هذا الذي نريد التوسل به لاثبات ان للانقاذ اثرياؤها اما مظاهر هذا الثراء فهي معلومة لدى الجميع فالفلل التي تضارع تلك الموجودة في دبي وباريس ونيويورك و سيارات الهمر والشبح واللكزس في شوارع الخرطوم الخربة اما الاستثمارت والحسابات في البنوك الخارجية فاسكت ساكت
اها طيب ياجماعة الخير وبعدين ؟ بعدين كراع جادين فالمطلوب من هؤلاء (اثرياء الانقاذ) والذي قد يكون بعضهم غير مؤيدا لها سياسيا ان يردوا الجميل ويدعموا خزينة الدولة الفارغة بشوية مليارات مما اغتنوا به اي يجهزوا جيش الاقتصاد العاثر ويمكن ان نذكرهم بسابقة سيدنا عثمان بن عفان او فتوى العز بن عبد السلام للمملوكي سيف لدين غطس ونضيف ماحكاه ذات مرة الشيخ جلال الدين المراد من ان رجلا فقير صلي بجانب اخر غني وبعد الصلاة المفروضة قام الغني بصلاة تنفل بعد ان سلم قال له الفقير ياحاج التنفل بالصلاة حقنا نحن المساكين فانت نافتلتك في جيبك الكبير دا . فان كان في الانقاذ شباب في عمر الزهور قدموا انفسهم رخيصة للوظن فماذا تعني الدولارت ؟ فمن فضلكم افعلوها ولو بسندات دين من الخزينة العامة , بذمتكم اليس هذا بافضل من الضغط على الفقراء والتسؤل لدى العرب . ياجماعة الخير البلد دي والله العظيم غنية غناء فاحش لكن يحتاج الي ادارة
abdalltef albony [aalbony@yahoo.com]