رسالة تضامنية الي د. فاروق البدوي الناشط الاجتماعي لترقية حي الملازمين العريق !!

 


 

 

ياليت كل مثقف يترجل من برجه العاجي ويشارك برغبة صادقة وقوة فولاذية في الارتقاء علي الاقل بالحي الذي يسكنه ويساهم في إزالة الضرر والذود عنه واحاطته بالرعاية والعناية التي تجعله مكانا مثاليا يصلح للعيش الكريم والحياة الوادعة الكريمة المطمئنة .
اتفق معك تماما في أن نظافة الحي يجب أن يساهم فيها كل فرد علي حدة ولا ينتظر عمال وعربات النفايات الحكومية التي تعمل بالمزاج فتغيب أياما كما يحلو لها وعندما تطل علينا تأخذ جزءا من القمامة وتترك الكثير وتبعثر الأوساخ هنا وهنالك وتوزعها علي طول الشارع في لامبالاة عديمة النظير ولا توجد رقابة علي هذه الفوضي والاحياء تفيض كل صباح يوم جديد بتلال من القاذورات يمر بها المواطن هازا كتفيه ويردد سموفينيته المحببة :
( وانا مالي ) !!..
إذن يادكتور فاروق أن الركون الي الحكومة ممثلة في محلياتها نعترف بأنه مضيعة للوقت ومجلبة لأمراض القلب وقبل أن يكون بكل حي جمعية خاصة بالنفايات تهتم بوضعها في الصناديق المخصصة وعدم رميها علي قارعة الطريق أو أمام منازل الغير وترحيلها الي المكبات خارج المدينة بحيث تطمر بصورة جيدة لاتؤذي أحدا !!..
وهذا العمل المثالي بصورته هذه يحتاج لميزانية ضخمة يعجز عن توفيرها الأهالي في هذه الظروف الضاغطة كما أن انتظار المحليات لتقوم بواجبها في هذا الصدد فهو عين المستحيل ونحن كمواطنين الشيء الادهي والأمر ليس رمينا للقمامة كيفما اتفق وفي اي مكان بل المحزن أن منظر القذارة صار صديقا لنا لا يستفزنا ولا يجرح مشاعرنا وبتنا نتعايش معه وقد تعودنا عليه لحد الإدمان وهذا مرض سلوكي ينبغي أن تدق له الاجراس وتعلن له حالة الطوارئ ولا بد من الكشف الفوري علي اي فرد منا بواسطة بعثات طبية أممية لتري ماذا دهانا ومما نعاني وقد صرنا كالشياطين الخرس نسكت عن الحق ولا نبدي حراكا !!..
وضع النظافة في حي الملازمين وغيره وصل مرحلة القنبلة شديدة الانفجار وحاويات النفايات أصبحت اندر من الكبريت الاحمر والعربات علي قلتها تتدلل علي المواطن وتلعب بمشاعره واعصابه وتمد له لسانها وتخرجه في كثير من الأحيان عن طوره !!..
لا يوجد حل سوي ان يضطلع كل فرد بمسؤولية حمل نفاياته الي اقرب حاوية أن وجدت وان يضع هذه الأوساخ بكل نظام واهتمام داخل الحاوية وان يحرم المواطن علي نفسه وضع اكياس القمامة في ترتوارات الشارع حتي لايحرجنا أمام الأجانب وحتي لانصنف كأمة بليدة الإحساس قليلة الذوق تستحق الرثاء من الأمم المتحضرة هذه الأمم التي تضحك علينا وعلى حالنا الصحي البائس الذي هو من صنع ايدينا وما جني علينا أحد بل نحن الذين جنونا علي أنفسنا ننظر لاكوام القاذورات تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم ونسد دي بي طينة ودي بي عجينة وساقية الأوساخ تدور وليلها ليس له آخر والقذارة كالموج الزاخر !!..
الأمر ياجماعة ابسط مما تتصورون لو أن كل منا نظف يوميا الشارع أمام منزله بهذه تصبح المدينة كلها انظف من ظرف الحلق !!..
وهذه البيوت المبتلاة بغياب الصرف الصحي وتعتمد علي ( البلاعات ) يمكن التخلص من ماء الصرف هذا باليل عندما تهدأ حركة الناس في الشوارع مع رش هذه المياه برفق وعدم سكبها بقوة لتنتج منها حفر ومطبات ورش الماء بحكمة وسكينة وروية يساعد في تثبيت الغبار وعندما ينبلج الصبح تكون مياه الرش قد جفت في الشارع النظيف المعتني به علي مدار اليوم والليلة !!..
كما أن مخلفات البناء تشكل عائقا لحركة الأفراد والمركبات وتزيد الاحياء السكنية قبحا علي قبح !!..
من مشاكلنا المستعصية هذه المباني السكنية المهجورة وقطع الأراضي التي لم تشيد بعد هذه كلها سرعان ما يهجم عليها غرباء يتخذون منها سكنا عشوائيا الفوضى فيه ضاربة اطنابها وهؤلاء الوافدون ليس عندهم ماء ولا كهرباء ولا مراحيض ولكم أن تتخيلوا كم من الضيق يعاني منه اهل الحي من مثل هذه الممارسات التي لا تعرف عنها السلطات شيئا وتعتقد أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان !!..
يملأ الحزن أقطار نفوسنا عما ال إليه حال الملازمين هذا الحي الذي كان يستحق أن يكون صنوا لاجمل الاحياء في العالم العربي هذا الحي الذي جني عليه الزمان واناخ عليه الدهر بكلكله وقد كان في يوم من الايام يضم بين حناياه المجلس الثقافي البريطاني وجمع لا يستهان به من حملة الفكر والرأي وكان جميلا شوارعه مسفلتة واضاءته ناصعة وكثير من بيوته تحوي الحدائق الغناء والزهور والطيور والعطور !!..
واليوم صار الحال غير الحال ونشكر لدكتور فاروق ومن معه من الذين تصدوا لجعل الملازمين تشرق من جديد ليس بالنظافة وحدها ولكن بالعلم والآداب والفنون والفكر المستنير !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com

 

آراء