رسالة في بريد البرهان

 


 

 

عليك أن تفهم أن بهلوانياتك التي تمارسها لن تقودك إلا ذات المصير المظلم الذي يواجهه الطاغية المجرم عمر البشير وحاشيته الفاسدة على رأسهم علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع وعلي كرتي وغيرهم من لصوص وإنتهازيين أصبحوا بين عشية وضحاها تحت شعارات المشروع الحضاري أثرياء يملكون عشرات البيوت الفخمة والسيارات الفارهة والحسابات الزاخرة بالعملات الصعبة، بينما الشعب المضحوك عليه بأسم الدين الاغلبية منه تعيش في بيوت متواضعة وأغلبها في طريقه للسقوط وليس باليد حيلة بسبب الفقر وحياة البؤس، نتيجة لغياب العدالة الإجتماعية وإستبداد السلطة التي صادرت الحريات العامة وإنتهكت حقوق الناس بأسم الدين.
عليك أن تفهم أيها الحالم، أن ما تمارسه من لف ودوران للحيلولة دون تحقيق شعارات الثورة، لن يحقق لك أحلامك المريضة، بل يراكم في نفسك مشاعر التعاسة والندم ويفقدك إحترام الناس بل يجعلهم يزدأرونك، حتى أسرتك، ناهيك من أسر الشهداء والجرحى والمفقودين التي تضررت من جرائمك المستمرة لإجهاض مسيرة الثورة وإفراغها من مضمونها في الحرية والعدالة والسلام وترسيخ الديمقراطية لتداول السلطة بين الشعب بطريقة سليمة ونزيهة لضمان إستقرار البلد وتحقيق تطلعات الشعب في حياة حرة كريمة.
لذا، عليك أن تفهم أن طبيعة الشعب السوداني هي ليست مثل طبيعة الشعوب الأخرى التي قبلت العيش كالقطيع.
هذا الشعب تاريخه القديم والحديث قائم على الثورات، منذ الثورة المهدية التي كانت أول ثورة في إفريقيا حررت شعبها من الإحتلال بالقوة والبطولة والعنفوان، وهكذا توالت الثورات: فكانت ثورة إكتوبر ١٩٦٤/١٠/٢١ وإنتفاضة مارس/ أبريل ١٩٨٥، وثورة ديسمبر ٢٠١٨.
تاريخ ناصع مشرئب للحياة الأفضل، لا يقبل مثل خطاباتك الخالية من الصدق، التي تخاطب العقل القاصر والشعور السطحي، كعادة كل الطغاة الذين خيبوا أمال الشعب وأورثوه حياة البؤس والمعاناة.

الشعب السوداني شبع من أساليب اللف والدوران.
الشعب يريد نظاماً ديمقراطياً يمكنه من ممارسه حقوقه والتمتع بحرياته العامة لتوظيف إبداعاته وخبراته وثرواته لبناء المستقبل المشرق له ولأجياله القادمة.
الشعب السوداني كفر بالإنقلابات العسكرية التي أدمنت إنتهاك حقوق الإنسان وكرست التفرقة والعنصرية ووطنت الجهل والتخلف والمعاناة.
السودانيين والسودانيات بعد ثورة ديسمبر المجيدة يتطلعون لحياة قائمة على النزاهة والشفافية والصدق الذي يحي في النفوس الفضائل السمحة التي تجعل الوطن خيمة كبيرة مفتوحة للعطاء والإبداع والتنافس الحر النزيه لإنتشال الوطن من وحل السنين المُرة.

الطيب الزين

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء