رسالة لشركاء الانقلاب المدنيين !!

 


 

 

ليس هناك أي غرابة أو مفاجأة في أن يقوم البرهان وحميدتي عمداً يقتل الناس شباباً وأطفالاً في مشهد دموي سافر وعبر تعليمات صريحة بإطلاق الرصاص في الصدور والرءوس وليس غيرهما لأداء المهمة و(اختصار الوقت..! ولكن هل كان ذلك كافياً ليعلم أعضاء مجلس سيادة البرهان المدنيين بحقيقة الانقلاب..؟! أم أنهم بما فيهم السادة قادة الحركات والسيدة نيكولا يرون أن هذا الذي جرى من قتل وتقتيل بالأمس لا بد منه من اجل تقويم مسار الفترة الانتقالية..!! طبعاً نحن لا نذكر مع السيدة نيكولا في المجلس الانقلابي رفيقتها الأخرى فهي إنقاذية اخونجية صميمة. (ركبة ورأس). وتريد أن تخدع الناس بأنها ممثلة للسادة الصوفية الذين يوقنون بأن حُرمة دم الإنسان مقدمة حتى على حُرمة الكعبة..!!
هذي هي قيادة السودان الجديدة التي تقتل الشباب والأطفال في الشوارع والأحياء وتغلق المنافذ والجسور وتحاصر الناس في منازلهم لأنها لا تعترف بالمظاهرات السلمية ولأنها ملتزمة بالوثيقة الدستورية..!! هذه هي دولة البرهان وحميدتي وبرطم ونيكولا وسلمى عبد الجبار المبارك وجبريل ومناوي والتوم هجو تقتل الناس..وقد كان قادة مجلس البرهان بكاملهم يجلسون مع البرهان ونائبه في جلسة رسمية ودية وهم يعلمون أن عسكر الانقلاب سيقومون ظهر اليوم التالي بقتل المواطنيين السلميين في الطرقات.. ولم يلتمس أحد منهم من البرهان مجرد تخفيض عدم القتلى أو الاكتفاء بإطلاق الرصاص على الرجل والأفخاذ بدلا عن الرءوس والصدور..! هل كان الشباب والأطفال يحملون بنادق آلية..؟! وهل أقاموا بإحراق قصور الاخونجية في كافوري..أو تعدوا على المخلوع وجماعته وهم يضحكون في المحكمة ويطالبون بتأجيل جلساتها حتى يذهبوا إلي الحمامات..!؟
إذا كان هناك من حزب آو جماعة مدنية آو فرد أو مجموعة أو نقابة أو طريقة صوفية أو سلفية أو عصابة لا تزال تقف في صف الانقلاب فهذا شأنها (ولا تثريب عليها) فقط أن يكون لديها قدر من الشجاعة بحيث تقر بأنها شريكة في الانقلاب وفي دماء الشباب والأطفال وفي كل ما حدث للذين أصيبوا وقلعت أعينهم والذين أهينوا واعتقلوا وعُذبوا والذين تم اختطافهم وإخفاؤهم...وأن يعترفوا بأنهم (جزء أصيل من الانقلاب) وأنهم على قناعة بألا سبيل غير سفك الدماء في الشوارع والميادين بأقصى درجة من الدموية (من اجل تقويم مسار الفترة الانتقالية).!
على كل شخص أن يتحمّل مسؤوليته في شجاعة.. وبعدها فليقف مع انقلاب البرهان وحميدتي كما شاء له الهوى.. فليس هناك مفاجأة في دموية الانقلابيين..وليس هناك أمر لم يكن معلوماً منذ إعلان الانقلاب ومنذ فض الاعتصام.. ولا يتحجّج قادة الحركات المشاركين في مجلس البرهان أو أي شخص آخر يقف في صف الانقلاب بأنه تفاجأ بالأمس بالعرض الدموي والمذبحة المفتوحة التي كانت تستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي والبنادق الآلية من اجل القتل الصريح والإرهاب.. وليس لأي سبب آو ضرورة أخرى.. دماء الشعب من اجل استمرار الانقلاب...!! لا ليس في وسع أي احد من أنصار الانقلاب أن يقول إنه تفاجأ بالقتل الدموي المريع..أو أن البرهان وحميدتي ليس لهما الحق في هذا القتل العشوائي المجاني الإرهابي والمقصود والمبيّت والمدبّر من اجل تصعيد أعداد القتلى ومراكمة الجثث كل مرّة..؟!
هل تظنون أيها السادة أن الشباب الذين فتحوا صدورهم لم يكونوا يعلمون أن عسكر الانقلاب سيواجههم بالرصاص كماد فعلها في المرات السابقة ومنذ اليوم الأول للانقلاب وسوف يفعلها غداً وبعد غد...؟! لا لا لا مفاجأة في ما يقوم به الانقلاب من قتل واغتيالات واعتقالات وتعذيب وخطف للناس من الشوارع والإحياء ومن تكميم الأفواه والمنابر.. لا يقل لنا احد من أنصار وأحباب الانقلاب من الحركات والسياسيين أو الأوشاب انه غير مسؤول عن الدماء والأرواح والقهر والتعذيب..وليذهب أي احد منهم وينظر إلى نفسه المرآة ويرى دماء الشباب والأطفال على وجهه ويديه.. وليبوء بوزر هذه الاغتيالات المدبّرة..!!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء