رسالة للداخل والخارج السوداني نحن فى طريق النضال والمأساة سواء

 


 

السر جميل
20 December, 2018

 

 

بدأت ثورة الشعب السوداني المجيدة، ثورة إزالة نظام الظلم ،والإستبداد والعبودية؛ ثورة إنهاء حكم الجبروت، الفساد والدكتاتورية، ثورة العدالة والكرامة، بدأت ومازالت على طريق الكفاح تمضي، تمثل أملاً لملايين المقهورين وتنتظر ساعات الصباح الأولى لتنطلق مع خيوط الضوء وتصنع نهاراً جديداً لشعب رفض إلا وأن يعش حرا كريما.

لم تكن طلائع عطبرة الثائرة إلا البداية تلبية لنداء جماهيري وإستحقاق وطني لا يقبل التجزئة وأصناف الحلول، هذا هو الذى يعطى القيمة الحقيقية لمعني هذه الثورة تحديدا، ويؤكد نجاحها بإذن الله، لان هناك ليس خطة مسبقة تسير عليها وإنما هو نتاج تراكم فشل فى فشل أمتد على مدي (٣٠) عاما من كوارث وأزمات النظام التى لا تحصى فى الفساد فى ذاته! والإفساد فى تراب الوطن الطاهر.
النصر سيكون هو ثمرة هذا الطوفان الجماهيري الذى يتوالي ويعم كافة المدن السودانية، فهى ليست بأقل من أبطال الشرارة الأولي فى عطبرة، وليست بمنأة عن القهر والظلم، إن الشعب اليوم على صعيد واحد وعلى كلمة سواء؟ لم يتبقي ما يخسره وهذا شعارا واضحا أين كنا فى السابق ؟ وأين نحن الآن؟ وأين يتجه بنا النظام إلى المستقبل ؟ هذا الإجماع الجماهيري الثائر والمدعوم من أى سوداني على هذا الكوكب يمثل قوة وسنداً حتى النصر.
للتاريخ نذكر ! ونرفع أصواتنا عالية إلى الشرفاء من أبناء قوات الشعب المسلحة وقوات الشرطة التى صنعت مع هذا المواطن الثورات فى اكتوبر ١٩٦٤م وفى أبريل ١٩٨٥م لإقتلاع الأنظمة الإستبداية المشابة تحت شعار "شعب واحد جيش واحد" يتردد صداها الآن بين الناس، كونو سندا لأهلكم وشعبكم فى شوارع الثور والنضال، حماية لهم من ميليشات النظام، وإلا و لكم الخيار فى إبادة آباؤكم وأمهاتكم وزوجاتكم وأبناؤكم وأخوانكم وعشيرتكم الذين يطالبون فى الشارع من أجل أبسط مقومات الحياة ..خبز جاف..
اما ملايين المهاجرين هم معنا فى المأساة سواء ! تم تشريدهم قسرا والجميع يعلم التفاصيل والتنكيل من صالح عام إلى التعذيب فى بيوت الأشباح ! مع ذلك يعانون الأمرين غربة عن وطن وفراق أعز أهل؟ فقدت الأسر فى الداخل الآلاف من: الأب المربي والأم الحنون والإبن البار ؟! فالمهاجر والمغترب أسرته الصغيرة والكبيرة بالداخل فى وسط التظاهرات.
لا ينمو أى شك فى من هم خارج الوطن لديهم والدين وزوجات وأبناء وأخوة وأخوات فى قلب النضال الجماهيري، وفوق ذلك هم لنا سند لحشد الدعم الخارجي اللازم ؟ واجبهم الآن يتعاظم فى نفس المستوي الداخلى فى التظاهرات الخارجية عبر مدن العالم، ومخاطبة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات العالمية من وقف جرائم النظام، وقمع التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق الاساسية للمواطنة فى ظل عدم شرعية يستمد منها إستمراره لحظة، وعجزه التام عن تسير شؤون ما يسمي بالحكم.
إننا نثق فى سوداني الخارج فى الإسهام الفعال للقيام بواجبهم هذا، حتى تتكامل الجهود داخليا وخارجيا ولا نسمح بذرع الفتنة بيننا من قبل النظام الذى يقول: " من أراد التغيير ان يأتي للداخل او الراجل يلاقينا فى الشارع " نقول لهم إن أبناء الوطن بالخارج ليس أقل ضررا ولا معاناة ولا ألم من هم فى الداخل وأسرهم فى قلب الحدث، بل هم النصف الآخر المكمل لهذه الثورة وتخشون تواصلهم وإتصالاتهم مع المجتمع الدولي.
إننا نؤكد مجددا توحدنا داخليا وخارجيا، وعلينا نبذل فى سبيل النضال كل ما فى وسعنا فى كل المجالات وخاصة الإعلام المسموع، المقروء، الساخر، وعلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا نسمح لأي صوت فوق هذه الثورة ينشر ولأي شخص يحبط من الهمم ويقلل من العزائم ويغرس الدسائس. الإعلام الآن هو السلاح السلمي والفتاك فى نفس الوقت الذى نرفعه فوق هذا النظام، ويدرك مدي تأثيره على تغيير الأنظمة من حولنا.
إننا نشكل معا مجتمعاً بلا حقإن بل وطن جديداً يستكمل ملامحه الأساسية من هذه الثورة يكون مبعث العزة والكرامة لكل فرد، والعيش الكريم مكفول فيه للجميع، ونعيد وحدة بلادنا على أساس المساواة حق ثابت فى الكفاية والعدل لاي إنسان، وستظل ثورة سبتمبر "ثورة الكرامة" فى سجلات تاريخ سودانا الناصع.

elsir90@hotmail.com

 

آراء