رساله لفخامة رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي

 


 

 

اكتب اليك بعد ان عشنا هذا التخبط والالتواء فى السياسه الخارجيه لمصر تجاه السودان وخاصه الموقف الاخير فى مساندة مصر لانقلاب البرهان الفطير وواضح جداً ان الشعب السودانى وبالإجماع يعارضه
ولاشك انك تتفق معى ياسيادة الرئيس ان هناك الكثير من الروابط التاريخيه والجغرافيه وحتى رابطة الدم التى تربط مابين الشعبين ولكن يصيبنا الحزن ونحن نرى ان اغلب الساسه المصريين لا يفهموا الشعب السودانى مع اننا اقرب الشعوب اليكم فهم دائماً ماينظرون للشعب السودانى نظره دونيه وللاسف انت احدهم ونحن الجيل الذى فتح عينيه على الثقافه المصريه فقرأنا فى السياسه لهيكل والتابعى ومصطفى وعلى امين وقرانا فى الأدب لطه حسين والعقاد واحسان عبد القدوس وادب الرحلات للطوخى واحمد هاشم الشريف وفى الدين قرانا للشيخ شلتوت ومصطفى محمود وكانت تهزنا تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وتابعنا حتى مسلسلاتكم التلفزيونيه التى شكلت شبابنا فحزنا على لقيطه وانفعلنا مع ليالى الحلميه واحببنا عبد الناصر بل عشقناه وساندناه بمؤتمر اللاءات الثلاثه واستقبلنا عبد الناصر بعد النكسه استقبالا ادهش الصحف البريطانيه فكتبت عن استقبال الخرطوم المدهش للقائد المهزوم وهتفنا له عبد الناصر ياحبيب بكره حندخل تل ابيب فرفعنا من معنوياته وعندما مات عبد الناصر حزنا ومازال حزننا مقيماً عليه هذه مقدمه لابد منها لتفهم مدى الروابط التى تجمعنا معكم
وانا افهم ان العسكر لا يفهمون فى السياسه (ماعدا قله علمت نفسها) فمثل ماانا لا افهم فى العسكريه مثلاً واستخدام السلاح واذا اعطيتنى مدفع قد اطلق الرصاص على نفسى فانتم ايها العسكر ممكن فى السياسه التى لاتفهمونها ان تطلقون الرصاص على انفسكم مثلما تفعل انت والبرهان الآن وهذا ليس استهانه بالعسكر ولكن لكل مجاله فحمدوك مثلاً لن يحقق نجاحاً اذا طلبنا منه قيادة جيشنا فى معركتنا مع الأحباش فى الفشقه فانت الان تتخبط تخبطاً لا حدود له فى سياستك تجاه السودان ولاشك سيكون لذلك تاثيره على العلاقه بين البلدين لسنين قادمه واعجب لك ياسيدى الرئيس تحارب الاخوان المسلمين فى بلدك ونحن ايضاً نحاربهم ولكنك تناقض نفسك عندما تحتضن نفس الاخوان المسلمين وترعاهم ففى أحضانك الآن أخطرهم قوش واللواء الشلالى مدير مكتب على عثمان اخبث اخوان الشيطان كما اطلق عليهم عبد الناصر فمن هذا المكتب خرجت اخطر المؤامرات علينا وعليكم وعلى العالم ومنها محاولة اغتيال حسنى مبارك وتفجير الباخره الامريكيه كول وتفجير السفاره الامريكيه فى كينيا وهذا المكتب دبر ادخال الشيخ عمر عبد الرحمن الى نيويورك بجواز سفر دبلوماسى سودانى ولا شك انك تعرف انه من دبر مؤامرة محاولة تفجير نفق جرسى ومبنى الامم المتحده فى نيويورك ومركز التجاره العالمى ( وكنت شاهداً على هذه الاحداث عندما كنت فى نيويورك ) وانت قد لاتعرف ان تنظيم الاخوان المسلمين السودانى قد اخترق المخابرات الامريكيه نفسها قالها الشيخ الترابى وأصدقه مما يجرى الآن فالذين دبروا كل هذه المؤامرات بلا حصانات الآن ومع ذلك لم يحقق معهم ولم يسالهم احد ومنهم دبلوماسيين من الاخوان المسلمين يرتعون ويمرحون فى الخرطوم وراجح ان يعيدهم البرهان سفراء كما كانوا !!! والامريكان ياسيدى الرئيس مثلكم يظنون انهم اذكى خلق الله وان هذا السودانى الاخ المسلم المتخلف لا يشكل خطوره عليهم وقد جمعتنى الظروف مع مسئول امريكى فى احتفال لمنظمة حقوق الانسان lawyers committee for human rights في نيويورك فى بداية التسعينات وحذرته مما يقوم به الاخوان المسلمين فى نيويورك وكانوا قد تمددوا فقال لى بتعال كبير
" نحن الروس ماقدروا يعملوا معانا حاجه يجوا ديل يقدروا يعملوا حاجه " وبعدها اتضح ان مافعله فيهم كيزان السودان منفردين لم يفعله فيهم الروس والصينيين مجتمعين فلو نجح الدبلوماسيين الكيزان ومعهم عمر عبد الرحمن فى تفجير الامم المتحده لكان ذلك افظع من تفجير مركز التجاره فى سبتمبر ١١ والمخابرات الامريكيه لم تكتشف المؤامره فى داخل بيتها ولولا سودانى كان من المجموعه التى جندتها البعثه السودانيه فى نيويورك لبرك الامريكان فقد تمكن الكيزان من التسلل للعظم الامريكى وزوجوا لبعض المتطرفين الامريكان سودانيات مثنى وثلاث ورباع واصبح هؤلاء الامريكان يقضون نصف سنه هنا ونصف سنه هناك ويستضيفهم التنظيم وسمعتها من الترابى انهم اخترقوا معظم المخابرات العالميه ومنها المخابرات الامريكيه وانا أصدقه وانت ياسيسى قد فتحت لهم أبواب مصر فرحل الكثير منهم لمصر وما اعرفه انهم لم يدخلوا مصر من مطاراتها وانما بالطريق البرى فهو اسهل للرشاوى وقد تسرب اليكم قيادات وسيطه منهم مدربين سياسياً وعسكرياً وياويلكم منهم فانتم ياسيدى الرئيس لم تتعظوا من السادات واحتضانه للاخوان المسلمين ليستعين بهم لمحو ارث عبد الناصر فكان نصيبه منهم طلقات فى المنصه وانت بفتحك الباب لاخوان السودان واحتضانهم مع ضعف مخابراتكم التى لم تعد كالمخابرات المصريه فى عهد ناصر كتبت نهاياتك بيدك وسمعت من احد المقربين من المصريين انكم بداتم تستعينون برجال مخابراتكم القدامى ولكن ارى تخبطاً اكثر مما كان فالسودان لم يعد السودان القديم ويجب ان تفهموا ان عودة الكيزان مستحيله كما ان حكم العسكر لو دعمه العالم كله فلا مكان له فى السودان والسودان لم يعد فى يد السياسيين الذين كنتم تشترونهم بالشقق فى القاهره وبالمال فالسودان اليوم فى يد الجيل الراكب راسه وانتم لا تعون ذلك وصدقنى هذا الجيل سيهزم كل مؤامراتكم انتم واتباعكم من العرب وسيقدم مثالاً لكل الشباب العربى فى المنطقه وانصحكم باعادة رسم سياساتكم نحو السودان ومحاولة فهم الشعب السودانى وقد قالها الاستاذ بشير محمد سعيد فى بداية الانقاذ وفى احتفال جمع دبلوماسيين وبدأ سفيركم اللواء الشربينى يتكلم بسذاجه عن انتماء من قاموا بانقلاب الانقاذ لكم وانهم من اتباعكم فرد عليه الاستاذ بشير غاضباً انتوا يالمصريين عمركم ماتفهموا السودان وفعلاً لان حسنى مبارك خدعه الكيزان فسافر فى رحلات لبعض الدول العربيه واقنعهم ان يعترفوا بنظام الانقاذ الجديد لانهم هم وراء الانقلاب وبعد ذلك كان جزاء حسنى مبارك ان دبر الكيزان محاولة اغتياله فى اديس وكان محظوظاً ففلت ولكن السادات لم يفلت افلا تكفى تجربة السادات وتجربة حسنى مبارك لتجعلكم تتعظون ام تحتاجون لتجربوا فى انفسكم ؟!

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com
///////////////////////

 

آراء