رواية السواد المر للكاتب: محمد سليمان الفكي الشاذلي: محاولة تفكيك النص (2/1) 

 


 

 

من وجهة نظرنا المتواضعة، وحسب تقييمنا الحر من أي قالب نقدي

ــــ مثل هذه الرواية المتماسكة إلى حدٍ كبير في مجملة، الضخمة نسبياً في كتلتها النصيّة، لا يمكن أنّ يصدر إلاّ من كاتب كبير، واسع الخيال، غزير المعرفة، متعدد مشارب الثقافة، بذل مجهوداً جباراً في الإلمام بمعالم الحيز الجغرافي، والوقوف على تعقيداته، إذ أنّ الراوي ليس من بلاد الشام، أو ارض الرافدين، وإنما سوداني مقيم في لندن.

ـــ الراوي متمّكن من سلاسة العبارة الوصفية، قادر على صنع "شربات من فسيخ الأحداث" دون تكّلف، إلاّ أنّ تكرار المبالغات الفنية، والإسهاب غير الضروري في مواضع جمّة، وعدم اتساق بعض المشاهد الدرامية، اضعف إلى حدٍ ما التماسك البنيوي للسرد في الكثر من جوانبه.

ـــ بما أنّ الراوي ليس من بلاد الشام أو من أرض الرافدين، قد يخّيل للقاري إما أنّه كان عنصراً ضمن الفرق الجهادية في تلك الأنحاء، أو صحافياً غطى تلك المشاهد ميدانياً، أو أنه استعان بأحد عناصرها. هذا من فرط دقّة وصف الحيز الجغرافي، ومنطقية مجمل التسلسل الدرامي، ودقة تفاصيل النشاط اليومي لمعاون الخليفة، وخرائط مخططاته العسكرية، أو أنهّ أعتمد على فيلم وثائقي دقيق التفاصيل.

ــ رغم ضخامة النص السردي، فإن محدودية شخوص الرواية ووضوح أدوارها ، وكذلك محدودية مسارح الأحدث، جعل الإمساك بخيوط الحبكة الدرامية سهلة وسلسلة.

ـــ العنوان مباشر، وكذلك المدخل، من الفقرات الأولى بإمكان القارئ التنبؤ بالمقصود من السواد، وتخيّل مضمون الرواية ومآلها.

ــ رغم تعدد المشاهد الدرامية، إلاّ أنّ الحوارات شحيحة في توزيعها، جدلية في الكثير طروحاتها.

ــ البناء السردي للرواية، على شاكلة الإعلانات الترويجية، يتوقف المشهد عند الذروة الدرامية (الداخلية)، ليستأنف بعد عدة فصول، مما قد يضطر القارئ الانتقائي للقفز فوق الفصول، لمتابعة تصاعد المشهد. فهو أسلوب ذو حدين، مشّوق، لكنه قد يشتت ذهنية القارئ.

ــــ تكرار هروب كاجين، كاد أن يحّول السرد إلي رواية شبه بوليسية.

ــ لم تخرج الرواية عن حيز المثلث التقليدي "الجنس والدين والسياسة" ويبدو أنّ ضلعا الجنس والدين متكافئين. الجنس عقدة التحول، والدين هو الوقود الأسود المر، معطون في الكراهية، والسياسة حلم معاون الخليفة.

إبداعات وصفية

أمثلة:

ـــ "ونفض سامي حمدان رأسه كما ينفض الصقر رأسه من حب المطر."  ص. 43

ـــ " كانت السماء راضية دانية قد رفدتها أشعة البدر المكتمل الآن برعشة قاربت النشوة." ص. 111

ـــ "وفي الفناء طارت من التلميذات شقاوة، فانداحت مثل سحابة جزلة بيضاء، وانعقد هرج ومرج مثل ضجة الزرازير في الصباح الباكر".

ـــ " اضطربت رموش الإمام والتقت أجفانه في سرعة وتباعدت، امتقع لونه، دارت حماليق عينيه ودارت تفاحة آدم في عنقه فصعدت ثم نزلت."

ــ صوّر الراوي لوحات نصية زاهية للطفلة المفرّهدة كاجين وكلبها ماونت. الفصل الثامن.

ـــ "ويصدح حتى يجف حلقه جفاف حلق البلبل بين حب الرمل في الوهاد. كان رهيف الروح، رهيف الإحساس، قريبا من الله." ص. 376

ـــ "وعلا صوت العندليب قد جفَّ حلقه من الغناء في المفازات القريبة، وبلغ آخر الواحة فخرج منها إلى ممر ضيق محروق لا هو من رمل ولا هو من تراب، تلك هي قطع القعب: أرض جفت ينابيعها فأقفرت من النواعير، من البساتين، من الحقول، فصارت آن القحط بلقعاً سبخاً ثم صارت رماداً أسودَ تسفه السافيات وتذروه الرياح!" ص. 390

هذا الوصف الإبداعي ما أروعه! وهذا التوظيف اللغوي ما أحسنه!

ـــ " وسكت فارتفع صوت السراج يطقطق وهو يرشق بلسانه الأصفر جسم الظلام الذي غدا رهيفاً منذراً بنهاية السحر ودخول الفجر." ص. 473 لها أكثر دلالة ودلالة.

مغالطات فكرية وسياقات فلسفية

الرواية مليئة بالعبارات الفلسفية والطروحات الجدلية.

أمثلة:

ــــ "والحياة في جوهرها متاع إلى زوال." ص. 110.

ـــ المعروف أنّ الأفيون مخّضر، أما كنونه منشط جنسي، فهذا يعتبر تروج. ص. 122

ـــ "الأصولية ليست في الشرق، هي في الغرب أيضاً، هي القاسم المشترك، لأن الأصولية بكل أنواعها وشعاراتها ما هي إلا نزعة ثقافية» ص. 116

" «الماضي لا يدفن موتاه أبداً." ص. 199

ـــ "إذا كان ثمة غريزة راسخة في الإنسان فهي غريزة الحرب"

نعتقد أنّ غريزة الحرب في الإنسان، متساوية مع غريزة السلام، فقد قال هابيل لأخيه قابيل " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ".

ـــ ليست بالضرورة، أن يتعرّض الشاب لصدمة عاطفية، أو أن يعاني الفقر والتشريد، أو التنّمر ليكون متطرفا. " الجزيرة التي شهدت قهري، الجزيرة التي ولدت حزني!" ص. 60

ـــ "يجهد إلى أن ينقي ذاكرته من شوائب البؤس ويرفعها إلى مستوى الجمال الفاشيستي"

ص. 42 " «والفاشية، وإن لم يكن لها أي مبدأ أو عقيدة، إلا أن لها أسلوباً أكيداً في العنف والإرهاب." ص. 155

هل حقاً للفاشستية جمال؟ أين هي بين العنف والإرهاب؟

ـــ "الإنسان حيوان تعيس" ص. 315

ــ "هه، الحياة تعطي مهما يطول الحرمان" ص. 350. تعميم يبدو جدلياً.

ــــ "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" ص. 366

ـــ " آرنولد توينبي قال إن الجنس البشري بغل لا يقهر! لكن ما الذي جرى؟" ص. 439

مشاهد يتوقعها أو لم يتوقعها القارئ

ـــ من المتوقع أن يؤّذن سامي حمدان في الناس في الحرم المدرسي، وأن يواظب على صلواته علناً في المدرسة، بعد جنحه إلى الأصولية.

ـــ في بداياته، لم يذكر الراوي علاقة سامي بربه، فقد ركّز على علاقته بشيوخه وبالمساجد، لا نعلم شيئا عن صلواته، وخلواته وتضرعاته.

ــــ إطلاق الرصاص خلال الهبوط عبر الصخور الحادة الانحدار، الذي أفزعت البغال، كيف لا ترعب الصبايا الرقيقات (السبايا)؟ ص. 158

ـــ نعتقد أنّ سامي حمدان، لم يتلقَ الجرعة الروحية الكافية ليكون أصولياً. يفتقر الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة المطهرة. "وتساءل في نفسه: ترى هل الأسباب التي ذكرها الشيخ وهدان كافية للقضاء على حياة هذا الرجل؟" ص. 179 مما يرّجح أن دافع كراهيته للندن (ترميز للغرب وثقافتها) ومع ذلك يحتاج إلى جرعات عن فقه البراءة والموالاة، أكثر تركيزاً من خطب صلوات الجمع.

ـــ شاب مصدوم عاطفياً، متشرد، وبلا مال، أثناء تنقله وسط لندن عبر قطارات الأنفاق، يتوقع أن يتصفّح جريدة Metro المجانية  أو The Sun شبه الصفراء وليست إندبيندنت.

ـــ يتوقع القارئ الوقوف على ملابسات تحول سامي حمدان من تنظيم القاعدة، إلى فكر داعش، كيف ومتى ولماذا؟

ــ يتوقع القارئ إلقاء الضوء ولو مختصراً عن كيفية العثور على كوجين، خلال هروبها الأول، ومعرفة العقاب التي تعّرضت لها مع رفقتها رندا بعد فشل المحاولة الثانية.

ـــ "سأثأر لك يا جيهان، سأثأر لك يا ماونت، سألحق الأذى بكل فرد منهم. جميعهم. حتى زائر الليل." ص. 310

بهذا يبدو أنّ البطلة كاجين لم تتألم لفقد عذريتها، وانتهاك شرفها مرارا بصورة شاذة وسادية! من المتوقع أن يكون التأثر لشرفها ضمن قائمة محفزات انتقامها.

ـــ بعد أن أصبحت سبية معاون الخليفة، ودخلت الإسلام قسراً، المتوقع أن تطالب بكتب تكسر بها وحدتها، حتى إن كانت كتب سوداء.

ـــ في مثل هذه الأحداث الكبيرة، يتوقع أدوار أكبر لقادة ميدانيين حول معاون الخليفة، اكتفى فقط بكتيبة الميديا.

ـــ لم يتوقع القارئ، أن يذرف البطل الخارق سامي حمدان الدموع السخينة على ضياع أحلامه بدخول بغداد. يتوقعه أن يحتسب ويخطط للمناورة، سيما وأنّ رجاله من المحتمل أن يعيد لها عيون كاجين الخضراوين من أستيرا بأعالي جبال سنجار.

" سالت الدموع مالحة غنية بالألم" ص. 438

ـــ من المتوقع أن تتوقع كاجين ملاحقة رجال معاون الخليفة لها، وألاّ تظل مستكينة في بيت أهلها، بل أن تبحث عن فرص الحياة في أماكن غير مرصودة من قبل الدواعش. يمكن أن تقع بالصدفة في أيدي الدواعش، بمكان ما لمواصلة دورها الدرامي في السرد.

ــ "لم أحِض بعدُ."

لم يتوقع أن تصدر مثل هذا التعليق من كاجين، ولا تزال نيران السياط لم تنطفئ عن جسدها المنهك. ص. 485

ــ بما أنّ الدواعش يعتبرون أنهم الفرقة الناجية، وأنّ خليفتهم هو خليفة المسلمين، من المتوقع أن يحلم معاونه سامي حمدان أن يضيف اسه لقائمة الفاتحين لبغداد بدلاً عن قائمة الغزاة. ص. 428

توصيفات لا داعِ لها

ـــ رغم الواقعية، لا نرَ داعي للتنميط الإثني. صوّر الراوي الجزائريين والآسيويين والعرب كإرهابيين، والجمايكيين تجار مخدرات. بإمكانه الاكتفاء بوصف الشخصيات، سيما وأنه قد حرص على وصف معظم شخوص الرواية وصفاً دقياً، طولاً وعرضاً، لون العيون ولون الشعر واللحى والذقون، وحتى الفكين والأسنان أحياناً "كان في نحو الستين من عمره لا يزيد طوله على خمس أقدام إلا بوصة واحدة أو ربما بوصتين، ولكن فمه الكامل الأسنان وجبينه الخالي من التجاعيد واستقامة ظهره واعتدال كتفيه". ص. 116

ــــ التفاصيل الدقيقة لتحركات سامي حمدان في شبابه وسط لندن وكيفيتها غير ذات أهمية درامية.

ــ في الفصل الخامس، الحديث عن آدم سميث ونظرية الاقتصاد السياسي، والتحول الديمقراطي في أوروبا وأمريكيا، يبدو  مطولاً من غير مبرر. ص. 86

ـــ لا داعِ لتكرار مضابط تفوق سامي حمدان الدراسي على أقرانه.

ــ "يصيبان باليد اليمنى من طعامهما." بديهي لا داعِ لذكرها. ص. 116

ــــ "خروجه من الصلاة بالسلام ذات اليمين وذات الشمال" لا داعِ لتكرار هذه العبارة لبديهيتها. ص. 457

مبالغات فنية

ـــ تصوير الراوي مدنية لندن كأنها تمطر 24/7؛ فيه تهويل المشهد المأساوي الذي صنع الإرهابي سامي حمدان. " المطر الأزلي الذي لا ينقطع." ص. 41.

ــ مشهد مقابلة المتشرد سامي حمدان للباترون، عكس الراوي مدينة لندن وكأنها عاصمة المافيا، ومركز الجريمة مثلها ومثل لوس أنجلوس وساو باولو. ص.

ــ ارتكاب سامي حمدان لجريمتي قتل في وسط لندن، وتمكنه من الهرب دون القبض عليه، مبالغة أخرى في النجومية، وفيها تشهير ضمني بفشل الأجهزة الأمنية والعدلية في لندن، وتصويرها على أنها مدينة الجريمة وغير آمنة. سيما أن الشيخ وهدان المحرّض على قتل الشيخ عاصم، تم تبرئة ساحته أيضا من قبل السلطات القضائية.

ــ لا نظن أن طفلاً في سن الروضة، ينظر بفضول إلى عورات النساء، ناهيك عن الاحتفاظ بصور مفاتنهنّ إلى ما بعد سن الثلاثين. شيء من المبالغة. ص. 53 إنطلاقاً من الآية 31 من سورة النور. " أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ"

ـــ بما أنّ سامي حمدان هو القائد الميداني، عادة القادة لا يقتلون مباشرة عند المقدرة، وإنما يوكلون مهمة جز الرؤوس لأتباعهم، ما لما يكون هنالك دافع تشفي شخصي من شخص أو أشخاص محددين.

ــ لا نظن أن أصولي يقتدي بجيفارا الكافر في نظرهم (ص 40) يوازي بين الموصل وسانت كارا.

ــ في حالة الزعر المباغت التي تعّرضت لها الطفلة كاجين، لا ظن أنها ستهتم بإخفاء كتاب مهما غلى ثمنه في ملابسها الداخلية، وتتخذه كتميمة تقرأ منه نصوص في أهلك الظروف. ص. 155

ـــ إطلاق عمّار الداعشي النار لإخافة وإسكات تلميذات مهيضات الأجنحة. "اصمتن يا بنات، أنتما هناك، من تبكي منكما فسأجعل من رصاصي لها عَبرات، سأنشن على الحلق هل فهمتما»؟ ص. 186

ـــ لا نعتقد أن صبايا رقيقات ومنعّمات، باستطاعتهنّ المسير على مرتفعات صخرية لمدة ثلاث ساعات. "واستمرت المسيرة ثلاث ساعات"، كاجين كانت قد احتفلت بعيد ميلادها الثالث، أي أنها لا تزال وقتئذ في سن طفلة. عشر. ص. 187

ـــ ليس مثالياً، وشبه مستحيل أن يأتي رجلين امرأة في آنٍ واحد؛ أحدهما أعرج والآخر أعور وهي مكّبلة بالسلاسل في الأرجل وحلقة في العنق. " أتاها الاثنان، واحد من دبرها وآخر من الأمام." ص. 284

ـــ المتشرد، مروج المخدرات في وسط لندن سامي حمدان، يرفل في السواد، حتى قبل انضامه للقاعدة ومن ثمّ تنظيم داعش "وليس على جسمه المتورم إلا بنطال أسود وقميص أسود ومعطف أسود،". ص. 204، وحتى الباترون زعيم العصابة سوداوي "وأبعد لوحة عريضة تملؤها زنابق سوداء" ص. 215، بهذه المبالغة، يجد الراوي مبرراً أن السواد ليس حكراً لأصحاب الراية السوداء (داعش) وحدهم.

ــ أن يتيه جميع أفراد الفرقة الجهادية في الإعصار الصحراوي المباغت، ويؤوب سامي حمدان وحده لموضع سيارة اللاندروفر، فيها مبالغة نجومية. ص. 382 والغريب وهو القائد لم يفّكر في مصير بقية المجموعة إلاّ بعد عدة أيام؟ أو حتى انه لم يتوقع أو ينتظر عودة بعضهم بنفس كيفية عودته بعد انجلاء الإعصار؟ يبدو بقية أعضاء الفرقة، كأنهم "كمبارس" في مشهد مسرحي هزيل السيناريو.

ــ لا نظن أنّ القاضي غبياً ليسأل الشيخ وهدان لماذا لم يختار العيش في مصر ضمن دول الأخرى وهو يعلم أنه مصري غير مرغوب فيه في بلده، وطالب لجوء. ص. 66

ــ الوصف السردي فيها تمجيد دعائي لبطل الرواية سامي حمدان، التركيز على طاقته الجسمانية، وذكائه وصفاء ذهنه، أكثر من تسليط الضوء على سوداوية شطحاته الفكرية والتضليلية وأفعاله المرة. ص. 70، هو البطل المغوار، وحيداً يحاصر الأعداء ويأسرهم، ويقيم لهم محكمة في كهف يحرسه دبابة بدون سائق. مبالغة في النجومية.

ـــ وصف الراوي لمنصور حارس ذات اليمن، في هيئة عبد مشقوق الشفة موشوم الجبين، فيها مبالغة لا يناسب السياق الزمني.

ـــ مبالغة في نوم سبية قلقة، ليلاً ونهاراً لدرجة أن تفتح زنزانتها، وتخلع سراويلها الداخلية وهي لا تزال في سبات.

" وهي لم تشعر به إذْ دخل! لم تشعر به إذ انحنى عليها! لم تشعر به إذْ رفع ملابسها! إذْ ذهب بيديه وبعينيه إلى أماكنها الحميمة فاشتم منها، على نحو ما، رائحة بعيدة بُعد لندن،" ص. 324

ـــ مشاهد سحل الأعداء لدى القاعدة والدواعش جراً على ظهور الخيول واللاندكروزرات حتى الموت، فيها محاكاة لمشاهد الكاوبويز (رعاة البقر) سابقا في أمريكا، يبدو لنا أنّ الراوي مهتم بمشاهد الآكشن أكثر من  الواقعية الدرامية.

ـــ تمر كافة الأحداث، من سبي الصبايا في قرية أستيرا على جبال سنجار، ثم محطة  سجن ذات اليومين، ومحاولتيّ هروب، ثم الترحيل إلى مقر القيادة في حمص، ثم محاولة الهروب الثالثة، والبطلة كاجين لم تتجاوز سن الثالثة عشرة، أي أنّ الأحداث مكّثفة حد الانفجار.

ــــ أعاصير الصحراء لا تأتي بغتةً، لها أشراط ومقدمات، وترى ظلها على بعد فراسخ. ص. 378

ــــ لا نظن أنّ إعصارا مهما بلغ عتوه، أن يفرق بتلك السهولة شمل فرقة جهادية جادة، جيدة التدريب، تحلم بتأسيس دولة الخلافة. ص.379 وكأنهم تفاجأوا بتلك الظاهرة الطبيعية المألوفة.

ـــ مبالغة أن يقطع معاون الخليفة رؤوس حرس منزله الخاص وكذلك العجوز عزيزة بجريرة هروب عيونيّ كاجين الخضراوين، إذ أنه لم يعاشرها حتى لحظة هروبها للمرة الثالثة، كان منتظراً لحظة نمو زغبها الأسود ليستمتع بإمعان النظر إليه.

يتبع..


ebraheemsu@gmail.com

 

آراء