زمن الكردنة والبرجسة والنيلين (4/10)
أصل الحكاية
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]
الضرب في الميت حرام
حكمة
سألني أحد القراء الكرم عن السبيل لإصلاح حال الإعلام السوداني الذي أصبح بلا لون ولاطعم ولارائحة وسط كل القيود المفروضة عليه ، فجاء ردي سؤالك أجاب علي نفسه ، لن ينصلح حال الإعلام السوداني إلا بإزالة سقف القيود وبالتالي تأخذ الحريات مساحتها كاملة، في هذه الحالة فقط يمكن أن نتحدث عن إعلام صحي معافي ، إعلام من أجل تمليك الحقائق للرأي العام دون تزييف أو تلوين ، إعلام بعيد عن المصالح الخاصة والأجندة الضيقة في هذه الحالة فقط يمكن أن نتحدث عن إنتصار الإعلام علي إعلام (الزبالات والظروف) ، ولابد من التأكيد هنا علي أن الحريات والديمقراطية الحقيقية لايعنيان بأي حال أن وضع الإعلام سيكون مثاليا بل علي العكس هناك إعلام مضاد ، وإعلام من أجل الهدم والتدمير ولكن كل ذلك سيتضاءل وقد يتلاشي لأن الفرص في ظل الحريات ستكون متكافئة والإستمرارية ستكون للأفضل والأجدر والأقرب لنبض الجماهير .
وأري أن الإعلام هو الإعلام في السياسة أو الرياضة والمجتمع والفنون ، لاينمو ويزدهر ويصبح مؤثرا وسلطة رابعة بحق وحقيقة إلا في وجود الحريات ، وأختلف هنا مع من يروجون لصفوية الإعلام وتميز إعلام عن آخر مثل السياسة والرياضة إذا أخذنا الصحف نموذج ، فإن كان بالصحافة السياسية أمراض ، نجد أن ذات الأمراض تعاني منها الصحافة الرياضية مع إختلاف الإختصاص هنا وهناك .
إذا ركزنا علي الإعلام الرياضي والصحافة الرياضية سنجد من هذه الأمراض التي أصبحت مزمنة في هذا الزمن ، التركيز علي الإداري (الكاردينال كمثال) ، أكثر من اللاعب واللعبة ، مع العلم أن اللاعب هو أساس اللعبة وبقية المنظومة مجرد عامل مساعد لهذا اللاعب ليبدع ويمتع ويقدم مخزونه المهاري ، من رأس الهرم الإتحاد الدولي (فيفا) وحتي آخر إتحاد إنضم لمنظومة كرة القدم .
إذا أخذنا شخصية المشجع الكاردينال سنجده دخل الوسط الرياضي من البوابة الأسهل والأجمل عند أصحاب العيون الفارغة وهي بوابة (المال) بدون تاريخ في العمل الرياضي ، وهكذا تجري الأمور ( واحد عنده قرشين) يبحث عن الأضواء والشهرة ويعلم أن في الإعلام أرزقية وهتيفة ومطبلاتية ، يقدم نفسه ويصطاده (الرمرامين) وتبدأ عملية النفخ والتلميع وتفرد مساحات واسعة في الصحيفة لاتتوفر كما ذكرت للاعب أساس اللعبة ، فهو الأول في العناوين الرئيسية ، وصوره في أوضاع مختلفة هي الابرز ( بالعمة ، بالبدلة ، بالقميص ، بالنضارة ، بإبتسامة ، إشارة باليدين ، وووووووو ) .
في الصفحات الداخلية ولولا الخجلة لفتحت كل الصفحات من أجله ، وإن كانت الصورة في العادي لاتختلف عن ذلك ، فهو صاحب حق في أعمدة الرأي لاينازعه فيه أحد ، كل تفاصيله حياته العامة وأحيانا الخاصة يبث علي الصفحات بإنتظام ( سافر ، عاد ، تبرع ، زار ، إجتمع ، خاطب ، تم تكريمه ، وكتب شعرا ، ووووووووو كل يوم (معانا) ) .
أواصل