سرطان الغفلة والفراغ والإحباط
noradin@msn.com
كلام الناس
*مع تزايد الأعمال الإجرامية المريبة التي تستهدف الأبرياء بعشوائية مجنونة‘ تزداد قناعتي ان هذه الألغام البشرية العمياء مجرد أدوات مفرغة من كل القيم الدينية والإنسانية ومشحونة بكراهية الحياة والناس.
*للأسف هناك من يتبرع ويدعي أنه وراء هذه الأعمال الإجرامية ويلبسها عباءة دينية لاعلاقة لها بها ولابه‘ حتى وإن كان من قام بها معتوه أومدمن أو صاحب سوابق إجرامية.
* نقول هذا بمناسبة العملية الإجرامية التي تم فيها ذبح القس جاك هاميل بكنيسة بنورماندي في فرنسا الثلاثاء الماضي‘ الأمر الذي وجد إستهجاناً من كل رموز الأديان السماوية في فرنسا وفي جميع أنحاء العالم.
* واضح أن غالب الذين يستغلون للقيام بهذه الأعمال الإجرامية يعانون من إضطرابات نفسية وذهنية تفاقمها عوامل الفراغ والبطالة والإحباط واليأس بعيداً عن الدوافع الدينية السامية الداعية للرحمة والسلام والمحبة والخير للناس أجمعين.
* لذلك إزداد الوعي بحقيقة هذه الجرائم اللإنسانية الشاذة البعيدة كل البعد عن القيم والمعاني والأخلاقيات الدينية‘ حتى وإن إدعى البعض أنها لصالح نصرة دين ما .. هذا ما أكده البابا فرانسيس الذي قال في تعقيبه على جريمة ذبح القس الفرنسي بأن المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب ليست معركة دينية‘ لأن كل الأديان تسعى لتحقيق السلام والخير والرحمة للبشر أجمعين.
*في نفس الوقت طالب ممثلوا الديانات السماوية في فرنسا الدولة بحماية كل دور العبادة‘ وذلك إبان لقائهم بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتفاكر حول سبل محاصرة تفشي هذه الاعمال الإجرامية وسط الشباب.
*عقب هذا اللقاء عبر دليل ابوبكر إمام المسجد الكبير بباريس عن أسفه العميق إنابة عن كل المسلمين الفرنسيين واستنكر ما اعتبره" تدنيس المقدسات"‘ فيما اثنى أسقف باريس فان تروا على الروح الإيجابية التي سادت اللقاء‘ وأكدت إتفاق كل الاديان ضد الإرهاب.
* الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد أهمية مراعاة تحقيق التوازن اللازم بين سيادة حكم القانون والحفاظ على تماسك النسيج الإجتماعي الفرنسي‘ وعدم السماح لأعداء الحياة بجر فرنسا إلى "لعبتهم السياسية".
* أضاف الرئيس الفرنسي قائلاً : إن التضييق على الحريات لن يقضي على الإرهاب وإنما لابد من تجفيف المنابع الأيديولوجية والفكرية للإرهاب وسط الشباب.
*هكذا القى الرئيس الفرنسي الكرة في ملعب قادة الرأي والدعاة في جميع انحاء العالم كي يقوموا بواجبهم تجاه حماية الشباب من طغيان جماعات الغلو والعنف وكراهية الحياة والناس‘ الذين يستغلون معاناة بعض الشباب من الفراغ والبطالة والإحباط واليأس لشحنهم بصورة سالبة ضد الحياة والسلام والحب والخير والجمال في انفسهم وفي العالم من حولهم.