سكك حديد السودان وشراكة منتجة مع مبادرة مراكز راقية وشركة دال

 


 

 

لعبت سكك حديد السودان دوراً مهماً في الربط بين أجزائه، إذ قربت المسافات و أدنت البعيد من أطرافه.كانت وسيلة لنقل المعرفة و التواصل بذات القدر من الحيوية في أيام نشاطها الدوؤب وقطاراتها تتحرك من بورتسودان إلي واو و من عطبرة إلي حلفا القديمة شمالاً وإلي الروصيرص و نيالا غرباً! فرحة لم تدم و هكذا الدنيا!
ساهمت سكك حديد السودان في نشر المعرفة و التنوير عبر عمالها و قطاراتها فقد كانت تنقل البريد أو البوستة كما يقولون! و الكتب!كان في وسع من يرغب في القراءة أن يطلب الكتاب من الخرطوم فيأتيه بالبريد عبر السكة حديد، فهنالك عربة للبوستة !
بعد أن لحق الدمار بالسكة حديد جراء سياسة التمكين بتشريد العمال و الموظفين وبيع قارات البخار بكل إرثها من التكنولوجيا و معارفها، فقد تعطلت مسيرتها و أنقطع حبل الوصل لتوطين صناعاتها أو فلنقل أعمال الصيانة و نقل التكنولوجيا! و يا لها من خسارة لا تعوض!
مضت الأيام و السنوات ليدرك الناس،كم كان الفقد كبيراً عندما ينظرون لأكوام الاطارات البلاستيكية في المدن والقري-دليلاً علي فشل وسائل النقل بالسيارات و تكلفتها العالية علي الناس و البلاد و البيئة!
مع عودة الحياة لسكك حديد السودان و إعادة تعميرها،أدرك الموان أهميتها، لذلك جاءت مبادرة مواطني قرية قنب بالجزيرة بعد أن بدأ قار الخرطوم –مدني يعبر تاركاً محطتهم خلفه خاوية و خالية تندب حظها و لا يتوقف عندها كما في سابق الأزمان، حيث كان المحلي، كما يطلق عليه يأتي في وقت معلوم ، تضبط عليه الساعات! لذلك بادر المواطنينبقيادة الفنان طارق الزين و تيه و آخرين كثر تداعوا من مختلف قري المنطقة التي تربوا علي المائة(100).للمساهمة في إعادة تعمير المحطة لتعود بصورة أكثر بهاءاً و نضارة و لتصبح نموذجاً في الجهد الشعبي و العمل الطوعي مع الجهد الرسمي في إدارة السكة حديد. و موافقتها علي وقوف القطار ليقل مواطني المنقة إلي الخرطوم و مدني،مما يخفف عليهم كثيراً و للمقارنة تكلف تذكرة الحافلة والص حوالي 4000جنيه بينما تقل تذكرة القطار عن 1000جنيه!
مما يؤكد علي جدوي النقل بالسكة حديد، خاصة في نقل المنتجات الزراعية و الصناعية و الحيوانية. وهنا علينا أن نذكر ونذكر الآخرين بأن لبعض الشركات و الأعمال فضل كبير في بقاء السكة حديد و صمودها فقد وفرت لها هذه الشركات (دال و شيخو و غيرهما) أموالاً مكنتها من العمل، فقد كانت تنقل الحبوب مثل القمح ، مع رفدها بكوادر مؤهلة بعد أن شردت الانقاذ عناصرها الجيدة.
لذلك مع ظروف البلاد و الناس علينا أن نعزز من قيمة أعمالنا كافة و ننظر إليها بصورة شاملة لنعظم من فوائدها، بل نضاعفها و لا يتأتي ذلك إلا بالرؤية الثاقبة.
في تقدير ي سيصبح نموذج إعادة تعمير و تأهيل محطة قنب مثالاً لبقية الموانين في كافة أنحاء البلاد يجمعهم لتحقيق أهدافكثيرة، منها: إحياء محات السكة حديدلتخدم الغرض الأول وهو نقل البائع و المنتجات المختلفة و المواطنين ، ثم المحافظة عليها و علي أراضيها من التغول و حماية الممتلكات العامة وفرصة للتأكيد علي ضرورة ذلك لضمان سلامة الخطوط و أرواح المواطنين و للحد من الحوادث.إذلا تجديالقوانين،مهما كانت رادعة و دوننا المخدرات ، فمع الاعدام لتجارها، إلا أنهم يغامرون!لا بد أن يدرك الموان و يحس بأن المال العام جدير بالمراقبة و الحماية و أنظروا إلي التكلفة العالية التي تتطلبها صيانة محطة واحدة! لذلكيمكن للاعلام أن ينقلهذه التجربة خاصة مع الأوضاع الحالية.
علينا أن نبث الرسائل و منها بأن الخراب سهل و التعمير مكلف وصعب و علي الموانين أنىيسعوا للمحافظة علي الممتلكات العامة وصيانتها بالتعاون مع الجهات الرسمية و تحسين بية العمل ونقل هذه التجربة الفريدة إلي محطات أخري ،بل إلي مؤسسات أخري مثل مشروع الجزيرة.فقد شارك في صيانة محطة قنب الشيوخ و الأطفال، النساء و الرجال بالعمل،و آخرين كثر بالمال! في هذا الوقت العصيب ستكون رسالتنا للآخرين " أنحافظوا علي مؤسسات الدولة و لا تخربوها،بل أقدموا علي صيانتها و تطويرها! إن سرقة مسمار واحد كفيل بتخريب قطار طويل وإتلاف خطاً للسكك الحديدية طويل!
عندما يري الآخرون ، كيف يقوم أطفال قرية قنب بالجزيرة بصيانة و تجميل محطة السكة حديد فقد يترددون كثيراً عند نية الاقدام علي سرقة فلنكة أو مسماراً.
سيكون نموذج صيانة محطة قنب مثالاً ليس علي المستوي القومي و لكنه نموذجاً علي المستوي الاقليمي و العالمي ! يحتاج فقط إلي إعلام قوي و فعال و هي فرصة لدعوة السيدة نعمة الباقر لتقديم هذا النموذج! إذ السودان ليس خلوا من الأعمال الجيدة ليشاهدها العالم، مثلما شاهد مخازينا في تهريب الذهب!
لتعظيم الفوائدمن تجربة صيانةمحطة قنب للمنطقة و البلاد كلها،أدعو للربط مع مبادرة مراكز راقية و هي مراكز لتدريب و توير قدرات المرأة في كافة مناق السودان و يمكن للسكة حديد أن تتبني هذا المشروع مع شركائها ، مثل شركة دال وشيخو، بأنتوفر السكة حديد الأرض بجوار المحطة لقيام مراكز راقية للتدريب في مجالات الطهي و صناعة الطعام( مخبوزات و معجنات..إلخ)، الزراعة المنزلية و البستنة، التفصيل و الخياطة ،الكمبيوتر،بجانب تقديم خدمات أخري، مثل الاسعافات الأولية و العلاج،المحاضرات وإنشاء المكتبات العامة.
في محطة قنب يمكن إنشاء موقف للسيارات لتسهيل حركة المسافرين بتوفير خدمة حراسة العربات و ربماأعمال الصيانات الخفيفة لحين عودتهم. مما يوفر شيئاً من المال لتسيير مركز راقية و ضمان إستمرار العمل.
ستوفر المحطة نافذة لبيع منتجات مركز راقية، إذ تقوم الفكرة علي سياسة التدريب الانتاجي! لبيع المنتجات من مأكولات و شتول و الخدمات الأخري.
أما شركاء السكة حديد مثل شركة دال يمكنها توفير مظلتين جميلتين لتشغيل عدد من ذوي الاعاقة بذات الشروط الموضوعة و يمكن أن نضيف إليها عمل شراكات لذوي الاعاقة بأن يعملوا في نظام ورديات لاستيعاب ثلاثة من الشباب في المظلة الواحدة (للتوافق مع طبيعة عمل المحطة). مع وجود عددا من المتعلمين من ذوي الاعاقة بالمنطقة بفضل مدرسة الصم بقرية دلقا، وقد أكمل بعضهم الدراسة الجامعية! إن حاجتهم للعمل لا تحتاج إلي تأكيد .
مع إدراكنا بما تخصصه شركة دال في إطار المسؤلية المجتمعية، يمكنهاأن تساهم أيضاً بشكل كبير في مبادرة مراكز راقيةوذلك بتشييد أحد المراكز الذي تحصل علي قطعة أرض ، ليكون نموذجاً لهذه المراكز بالبلاد.
أماإدارةالسكة حديدو بقيادة مديرها النابه المهندس وليد محمد أحمد، يمكنها عمل شراكة مع مبادرة مراكز راقية بالاسراع في البت بالتصاديق ،ةمع وضع رسوم قليلة أو إعفائها إلي حين!حتي تقف هذه المراكز علي أرجلها،
ومن بف نفسك يا القطار
من بف نفسك يا القطار و رزيم صدرك قلبي طار وين الحبيب
أنت ىشلتو جيبو يا القطار
كم غربت من قريب و كم قربت من غريب
ما خليت لي نصيب غير البكا و النحيب!
ولا يقولن قائل "دعونا من السكة حديد و تدريب المرأة والشراكات، حتي تستوي الثورة! ،إذ الشعب لا يقهر و الثورة منتصرة باذن الله."
عشمنا في شراكة منتجة مع هذه المؤسسات الوطنية الهامة، سكك حديد السودان و شركة دال و كل الر اغبين في خدمة المواطنين و البلاد،
* صور من العمل في صيانة و إعادة تعمير محطة قنب:





a.zain51@googlemail.com

 

آراء