سلام دارفور .. سلام السودان

 


 

 

 

كلام الناس 

 

*كلما أمسك القلم للكتابة عن دارفور تعود بي الذاكرة للعامين اللتين أمضيتهما في أمن وأمان وسلام نفسي ومجتمعي وسط أهلها الطيبين الذين كانوا يعيشون في سلام مجتمعي قبل أن تسمم أجواءهم السمحة الفتن السياسية الفوقية.
*أقول هذا وأنا أتابع بحزن بالغ ماجري وما يجري في دارفور ، لأنه رغم كل الإتفاقيات التي تمت لتحقيق السلام إلا أن الواقع المؤسف يؤكد إستمرار النزاعات والتوترات الأمنية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
*تعلم الحكومة التي وقعت الكثير من الإتفاقيات الثانئية أنها لم تفلح في تحقيق السلام حتى في دارفور التي إستبشر العالم بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور، لكن ظلت النزاعات والتوترات مستمرة .. اخرها ما حدث مؤخراً في معسكر كلمة إبان زيارة الرئيس البشير للمنطقة.
• أكتب هذا بمناسبة الإجتماعات التي تمت في الاونة الاخيرة في دارفور تمهيداً لعقد مؤتمر الحوار الدارفوري برعاية البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي"يوناميد" ودولة قطر والإتحاد الأوروبي.
• *تدرك كل الجهات الراعية لهذا المؤتمر كما تعلم الحكومة أن نجاحه يتطلب إستصحاب كل الفعاليات السياسية والعسكرية التي تحفظت على مؤتمر حوار قاعة الصداقة الذي إختتم اعماله وأصدر مخرجاته المختلف عليها بعد ولادة متعثرة نسبة لإعتماده على الموالين والمتكالبين على فتات مغانم السلطة والثروة.
• * يدركون أيضاً أن الحل السلمي لأزمة دارفور لا يمكن فصله عن الحل السلمي للسودان عامة، بعيداً عن نهج الترضيات الفوقية والحلول الجزئية التي فشلت في تحقيق السلام الشامل العادل حتى الان.
• *هذا لايعني ترك الشان الدارفوري إنما على العكس لابد من إستعجال المعالجات الجذرية التي تحقق الأمن والإستقرار في دارفور وتحسم النزاعات القائمة حول الحواكير التي أُنتزعت من أصحابها، وإعادة طرح وثيقة الدوحة الإطارية لإستكمالها مع أهل دارفور في معسكرات النزوح وفي دول اللجوء.
• *مرة أخرى .. لابد من ربط المساعي القائمة لعقد المؤتمر الدارفوري بخطوات جادة لدفع إستحقاقات الحل السوداني الشامل دون مزايدة على الخلافات المصنوعة التي أضرت بالسودان، وإحداث إختراق إيجابي يهئ المناخ السياسي للإنتقال من حكم دولة الحزب"الغائب" إلى رحاب الحكم الديمقراطي لإسترداد العافية السياسية والإقتصادية، وكفالة الحريات وحمايتها ،وبسط العدل، وتحقيق التنمية المتوازنة في كل ربوع السودان.
////////////////

 

آراء