سلوك غير حضاري

 


 

 



موقف أول
يُقال إنه وعلى أيام حكم جعفر نميري إن قائد القوات المسلحة الفريق بشير محمد علي سمع إعفاءه من منصبه من الإذاعة في نشرة الثالثة ــ على طريقة نميري ــ فما كان من سعادة الفريق إلا أن أمر السائق بإيقاف السيارة وأمره بإنزال العلم الذي في مقدمتها. وواصل سيره بدون علم. غاية الانضباط والمسؤولية. عسكري محترم.
موقف ثاني
كان والياً قبل عشر سنوات تعاقب على منصبه عدة ولاة  خالف مرورياً. أوقفه شرطي المرور وأراد أن يسجل له مخالفة، أخرج بطاقة والي وقدمها للشرطي. وذهب في سبيله. قمة اللا مسؤولية من الشرطي والوالي السابق. المخالف مخالف مهما كان والياً سابقاً أو على رأس عمله.
موقف ثالث
عمل رئيس محكمة شعبية أيام نميري أيضاً قبل عشرات السنين ما زال يخرج بطاقة المحكمة الشعبية ويقول: قاضي ويتركه «الجابي» أو الحاجب احتراماً لهيبة القضاء ولا ينظر لتاريخ البطاقة.
رابعة:
كلما سُئل في استقبال أو في نقطة تفتيش قال: معاك مقدم ركن فلان، ويتركونه دون أن يُسأل عن بطاقة أو إثبات شخصية. يساعده في ذلك وسامة وحسن هندام وقوة صوت.
هذه الأمثلة تدل على خلل ما في تركيبتنا الاجتماعية وفي قوانيننا التي تحكم المناصب وتوصيفها. مثلاً الذي يعفى من منصبه يمنع الحياء السوداني من أن يُسأل عن أشياء كثيرة كانت تخص المنصب، ويجب أن تنتهي بنهايته أولها  في رأيي ــ البطاقة والملابس العسكرية. وهي من أوائل عُهد التسليم.
أذا تركنا البطاقات مع كل من تبدل منصبه ومع هذه الوفرة في المناصب السياسية سنجد جل الشعب السوداني بعد سنوات السلام يحمل بطاقات دستورية إلا حبوبة التاية ستظل الوحيدة التي تدفع عند النقاط وتمنع وحدها من الدخول لمرافق الدولة المختلفة والوحيدة التي تحرر لها المخالفات المرورية.
وتيسيراً للحياة يجب أن نتقدم قليلاً شعباً وحكومة. مثلاً كشعب المطلوب منا التحلي بالحضارية وأن نحمل بطاقات متى ما طُلب منا إخراجها لا نستنكف. من أكبر منصب إلى أقل منصب، يجب أن يحمل ما يثبت من هو؟ ويخرجه لكل من يطلبه ويجب على طالب البطاقة ألا يتنازل عن هذا الحق ويجب عليه أن يدقق في الصورة وسريان البطاقة وكأنه موظف جوازات في مطار. هل يسافر من جوازه منتهٍ؟ وهل يجامله ضابط الجوازات ؟«هذه كتابة من لم يسافر عن طريق صالة (VIP) بالمناسبة الجماعة ديل بطلعوا جوازات ويجددوا ويقفوا صف زينا؟).
عند تبدل المنصب يكون المبدّل حضارياً ويجمع البطاقة الأولى لأنه ضمن بديلها ولكن عندما يكون الأمر أمر إزاحة يجب أن تكون الجهة المزيحة شجاعة وتطلب كل العهدة وعلى رأسها البطاقة والزي الرسمي.
أيها الناس كباراً وصغاراً تحلوا بشيء من المسؤولية واحملوا ما يثبت حاضركم لا ماضيكم واجمعوا البطاقات المنتهية أو لا تخرجوها وضعوها في أرشيف الذكريات وألبوم الصور القديمة.
أعاننا الله وإياك على صيام رمضان وقيامه.


Ahmed AL Mustafa Ibrahim
M . EDUCATION TECHNOLOGY
Tel: +249912303976
Mobile:0123903976
http://istifhamat.blogspot.com/
istifhamat@yahoo.com
http://www.facebook.com/istifhamat

 

آراء