سنبلة

 


 

 

أبوذر بابكر

abuzar_mohd5@hotmail.com

شعر
دسّ اللونُ سيرتَه
بين سهوبِ ضحكتِها
تباغتنا الأعيادُ كلما
فاض ابتسامها النبيلْ
فلا نحسُ
بغمزةِ الماءِ الحزينْ
متوكئاً على وصايا طينِه المليحْ
لا نحسُ
بشهقةِ الضوءِ الكسولْ
متلصصاً
متسللاً
من بين شفتي النهارِ
لا نحسُ
بوخزةِ الوجدِ الهطولْ

يا سرَها
يا لونَها
كيف إحتمالُك للعبيرْ
جلستُ
على رخامِ أغنيةٍ
تنسابُ ناصعةً
من هديلِ لونِها
من مسامِ سرِها
فزملني الحريرْ

لسنبلةٍ
تخرجُ باكراً
بوقارِ خضرتها المهيبْ
تصطفُ النسماتُ
على يمينِ الدهشةِ تهتفُ
طمعاً فى عطاءَ ضوءِها الرحيبْ
على يسارِ النشوةِ
تهفهفُ
تمجدُ إنتشائها العجيبْ
ترّفُ مثل فراشاتٍ
تعلنُ موسمَ اللقاءِ
يا وجهها الخصيبْ

وقفتُ
ندهتُ
ومعي ما تبقى من غنائنا العتيق
أن هبي لنا من لدنكِ
سقيا الإرتواءِ

لسنبلةٍ
تخرجُ باكراً
من حقلِ ألقِها الظليلْ
وأمامَ مرآة نهرِها الرزينْ
تزيّن خدَ صباحها
تسوّى خصلات ليلِها الذي
كُتبت فوق دمه
مواعيدُ غناءِ النجمات
واحتشدت فيه
ألوانُ أعراسِ السنين
أمامَ بابِها وقفتُ
ومعي مراسيلُ الغمامِ
نستجدي الطلَ النبيلْ
فترتاحُ آنيةُ الكلامِ
من عبثِ المجازِ المُرِّ
نستبدل الصحوَ
بحُلمِنا البخيلْ
بما يلائم الإشراقَ فيها
وأقحوانَ صبحها
نستجم ولو قليلاً
من هياجِ التوقِ الرابض
في عمقِ أوردةِ الحنينْ

لسنبلةٍ
يبللها الضوءُ
بعطرِ غناءِه الشمسي
يرقصَ الترابُ
منتشياً وعارياً
إلا مما يسترُ حزنَه
ومعي قوافلُ الأحلامِ
وقفنا خاشعينْ
قلنا لبيكِ
يا سيدة الندى
إليكِ جئنا عاشقينْ
فهبي لنا
من لدنكِ فرحةً
أوقطرةً
من رحيقِ لونكِ
ومن بهائكِ المكينْ

 

آراء