سندوتشات بيرغر .. عسر هضم بارد … بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود
1 July, 2010
كانت جلسة بأحد مطاعم الهامبيرغر طلب الرئيس (أوباما) سندوتش بيرغر مع جبنة شدر ، بصل، طماطم ،خس ،مخلل ومن قائمة المشروبات إختار الشاي المثلج ، أما الرئيس الروسي (ديمتري مدفيدف) فإختار سندوتش البيرغر مع جبنة شدر، بصل، فلفل ،مشروم ومن قائمة المشروبات إختار شراب حامض .. لولا ما حدث بعد أيام من هذه اللقاء ( الكاجوال) بين الرئيسين الأمريكي والروسي لسارت الأمور بين الإثنين بطعم الساندوتشات التي تناولاها ولانزعم هنا أن ماحدث سيثير أي بادرة تغير مجري العلاقات بين الدولتين وإن تشكلت بذكريات أفلام الجاسوسية التي أنتجتها هوليود خلال وبعد إنتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي سابقاً.. القبض علي عشرة متهمين بالتجسس لصالح روسيا لمدة عقد كامل من الزمان ،خبر تفاجأ به المجتمع الأمريكي وخصوصاً الوصف الذي حوته وثائق المحكمة بأن هؤلاء المتهمين كانوا يعيشون كمدنيين (أبرياء) وحاولوا التسلل داخل دوائر متخذي القرار الأمريكي والإستعلام عن الأسلحة الأمريكية والإستراتيجية الدبلوماسية ومدي التطور في السياسة الأمريكية ، من بين هؤلاء العملاء والذين أجادوا إخفاء أنفسهم جيداً أربعة أزواج يعيشون في ضواحي (نيويورك)، (واشنطون)، و(بوسطون) وحررة تعمل بصحيفة بارزة ناطقة باللغة الإنجليزية في نيويورك ورصدت التحقيقات الفيدرالية إتصالاتها مع مسؤولروسي في العام ألفين في أمريكا اللاتينية ... هذه الإعتقالات كانت فرصة للإستخبارات الأمريكية لـ(تختبر) المدي الذي وصلته روسيا في شأن التجسس ،فذكرت أن المتهمين إستخدموا إتصالات لا سلكية قصيرة المدي بين أجهزة الحاسبات الآلية المحمولة ومعدات حديثة لتغطية لمناطق النائية مع سرعة عالية لتردد الموجات الإذاعية بدلا عن التي كان يستخدمها جواسيس فترة الحرب الباردة لتبادل المعلومات والتي تمثلت في تقنية (المايكروفيلم).أما أهم المعلومات التي طلبها مركز (موسكو) من عملائه المقبوض عليهم الآن ،وفق وثائق المحكمة فكانت موقف الولايات المتحدة من معاهدة الحدّ من حرب النجوم،وماهي خطتها في التعامل مع برنامج إيران النووي وطالبهم المركز الروسي كذلك بإرسال معلومات شخصية عن المسؤولين الأمريكيين الذين يشاركون في السياسة الخارجية .. هذا بيان للناس من الإستخبارات الأمريكية ،أما درجة المنطقية في كل هذه الحصيلة ففي رأيي تساوي صفراً كبيراً يضاف الي تضخم جسم الخوف الذي بدأ (تفريخه) و(تخريفه) ينعكس علي تصرفات الإستخبارات الأمريكية تحديداً وله أساسياته من خوف مبرر وغير مبرر من كل المهاجرين الذين يقيمون في الولايات المتحدة والتحوط المعقول حسب رأيها لكل ما يسبب ولو (عسر هضم) لساندوتش بيرغر من مطاعم ماما أمريكا ...!
zizetfatah@yahoo.com