سوبا تستاهل

 


 

 



في اي  مكان في العالم عندما تجد طبيبا جراحا يكتب على عياداته (زميل كلية الجراحين الملكية ببريطانيا) فستكون واثقا انك امام جراح ماهر ومعلوم ان الثقة في المداوي تمثل نصف العلاج حتى ولو كان ذلك المداوي الفكي ابونافورة وبالطبع لن نقول كلية الجراحين الملكية هي الوحيدة التي تخرج الجراجين المهرة فهناك الكثير من المؤسسات الطبية التي تفعل ذلك ولكن لن يغالط احد في سمعة الملكية البريطانية ولعله من حظ السودان ان كلية طبه الرائدة قد نشات في كنف مؤسسات التعليم الطبية البريطانية بحكم الصلة الاستعمارية
قبل عام 1979 كان اطباء السودان الذين يريدون التخصص في الجراحة بعد اجتيازهم الامتحان الاول يتدربون بمستشفى الخرطوم لمدة 18 شهرا ثم يبتثعون  الي لبريطانيا وايرلندا  لامتحان الجزء الثاني وبالتالي نيل الزمالة يومها لم يكن هذا الابتعاث مكلفا لان الجنيه السودان كان (راجل) في اواخر السبعينات من القرن الماضي انشات كلية الطب بجامعة الخرطوم تخصصا في الجراحة ثم فيما بعد تحول التخصص للمجلس القومي للتخصصات الطبية
وجود تخصص  في الجراحة في السودان دون شك خطوة مقدرة  ولكنه الطبع لم يمنع بعض الاطباء  في نيل تخصصهم في الجراحة من الكليات الملكية البريطانية خاصة مع ازدياد عدد الاطباء المتخرجين  فالدراسة في بريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة  حلم مشروع لاي دارس في اي تخصص طبي كان ام غيره  لمافيه من فائدة للدارس وللبلد   ولكن ظلت بريطانيا قبلة اولى بالنسبة للسودانيين نسبة (لقصة الريدة القديمة) وفي المجال الطبي بالتحديد كان خريجو طب الخرطوم معفيين من امتحان الممارسة واللغة الانجليزية في بريطانيا  والسبب معلوم
قبل حوالى ثلاثة  اعوام حدثت هزة في العلاقة الاكاديمية الطبية بين بريطانيا والسودان حيث اصدر المجلس الطبي البريطاني قرار يسحب من السودانيين الاعفاء من امتحان الممارسة واللغة خطورة هذا القرار انه يقول لكل العالم ان دارسة الطب في السودان لم تعد كما كانت عليه  ولكن بعض كبار الاطباء السودانيين الذين تثق فيهم المؤسسات الطبية البريطانية استطاعوا وبجهود خاصة ارجاع المجلس الطبي البريطاني عن قراره المحبط ذلك لابل وافقت الكلية الملكية للجراحين ببريطانيا بفتح مركز لامتحانات الجزء الاول والثاني من زمالتها بكلية طب جامعة الخرطوم  فاقبل عليه الاطباء السودانيون واحرزوا فيه نتائج طيبة وظلوا في انتظار امتحان الجزء الثالث والاخير فقامت الكلية البريطانية بايفاد احد كبارها للسودان فزار كلية الطب ووجد مستشفى سوبا في غاية التاهيل ومما جميعه  لامتحان الجزء الثالث ( والله العظيم شعرت جلدي كلبت) فجاء ثمانية جراحين من الملكية البريطانية ومثلهم من السودان اختارتهم الملكية  وعقدوا الامتحان الذي جلس له ستون طالبا 46 سودانيا و14 من السعودية ومصر والكويت  الهند وباكستان  وكان النجاح السوداني مشرفا  فاوصى الاساتذة البريطانيين لكليتهم باعتماد السودان مركزا اقيلميا لها
في نوفمبر القادم سوف يقام امتحان الجزء الثالث للمرة الثانية في سوبا وتجري الان الاستعدادات  فيها ليس لهذا الامتحان بل لجعل سوبا مركزا  معتمدا للكلية البريطانية وفوائد هذا الامر لاتحصى ولاتعد على التعليم الطبي في السودان والجراحة بصفة خاصة والمطلوب من الحكومة وكل المؤسسات الخيرة في البلاد لابل والافراد ان يدعموا بالمال جهود سوبا وباعجل ماتسير فالخواجات الذين سوف يقيمون الكورس التاهيلي لاولادنا الاطباء سيهبطون في مطار الخرطوم  ومنه الي الفندق  في خلال ايام ان لم نقل خلال ساعات فيامحبي الوطن هذة فرصتكم . انها سوبا ايقونة النجاح الطبي في بلادنا فلاتبخلوا عليها
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء