سودانير .. تغيير المدير وحده لا يكفي

 


 

 




صلتي بناقلنا الوطني الخطوط الجوية السودانية قديمة وعميقة، أول مرة طرت فيها بين طيات سحاب السودان كانت على متن واحدة من طائراته في منتصف سبعينيات القرن الماضي من الأبيض إلى الخرطوم بتصريح درجة أولى قابل للنوم من القوات المسلحة استخرجه لي أخي الشهيد العقيد واود ريحان، وأول مرة أطير فيها خارج الحدود كانت في نهايات سبعينيات القرن الماضي، وكانت أيضاً على واحدة من طائرات سودانير، عندما أعادتنا من مصر إلى السودان مجاناً عندما دخل عمال السكة حديد في ذاك الإضراب المشهور على أيام الحكم المايوي، ثم صارت لي صلة مباشرة بناقلنا الوطني في العام 1986م عندما جاءها مديراً عاماً الأخ الدكتور تاج السر محجوب الذي تجمعني معه صلات عديدة ومتعددة جيرتها كلها لصالح ناقلنا الوطني الذي أجده في نفسي مثلما أجد كثيراً من أشياء بلدي القومية، وثرواته القومية، مثل نهر النيل، والطابية المقابلة النيل، ومشروع الجزيرة والمناقل ـــ عافاه الله وشفاه ـــ وجبل مرة الشمخ جاب مناخ لبنان، وبهذا الحب أتعاطى معه وأتواصل مع الذين يخرجون لقيادته وإدارته، وهم عندي مثل المجاهدين الذين يزودون عن الوطن ويدافعون، فبنيت علاقات وصلات قوية مع أكثر الذين تعاقبوا على إدارة سودانير، مديرين أو معاونين في وظائف مختلفة ومتدرجة، وملكتني هذه الصلات والعلاقات معلومات تخفى على كثيرين ممن يكتبون ويتحدثون.
ومن تطورات أحداث الأيام الماضية تلك (العركة) التي وقعت في البرلمان بين وزير النقل والنواب بسبب تردي الأوضاع في نواقلنا الوطنية الخطوط الجوية والبحرية وسكك حديد السودان، وتبع ذلك إقالة أو قبول استقالة مدير عام سودانير الأخ العبيد فضل المولى، وتعيين المهندس عادل محمد أحمد يوسف مديراً عاماً خلفاً له، ولا أود التقليل من جدوى الخطوة، فمجرد تحرك أية جهة حكومية واتخاذ أي قرار في شأن سودانير له دلالاته الايجابية مهما كان محدوداً، فلفترة طويلة ظلت الحكومة (صامة دي بطينة، وديك بعجينة) في شأن سودانير وكأن الأمر لا يعنيها في شيء، ولكن هذا الاجراء يظل محدوداً تجاه ما تنتظره سودانير من أجل أن تنجح، فالعبيد فضل المولى فعل أكثر مما بوسعه لبعث الحياة في ناقلنا الوطني، لكنه لم ينجح لأنه ظل مغلول الأيدي، وعادل رغم سيرته الطيبة ومنجزاته العظيمة عندما كان مديراً للطيران الخاص، ورغم شهادات عارفيه التي تدعم سيرته الذاتية، لن ينجح في فعل شئ ما لم يتكاتف معه الجميع، حكومة وإعلاماً وشعباً. وسودانير عندي مثل هجليج، فمثلما وقف السودانيون جميعاً، واستعادوا هجليج لأرض الوطن، يجب أن نتكاتف جميعاً من أجل أن تعود العافية لسودانير ناقلنا الوطني، الذي لا يوجد في البلد ناقل وطني غيره.


Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]

 

آراء