*بعيداً الأيديولوجيات الصماء وأدعياء الحق المطلق والكلمة الفصل في بلادنا المنكوبة بأنظمة حكم لاتكاد تسمع أوتحس بحال المواطنين، أنقل إليكم بعض الواقع الإنساني العملي الذي شكلته الحريات والديمقراطية السياسية. *ليس المجال هنا مجال حكم على النظام السياسي لحزب الأحرارالأسترالي الذي يصنف حزباً يمينياً وسط منافسة قوية من حزب العمال الذي يصنف حزباً يسارياً عبر إنتخابات حرة نزيهة ووعي المواطنين بحقوقهم وواجباتهم لكنني أنقل الوقع العملي عبر تجربة ماثلة الان. *تسبب شح الأطار في أستراليا هذا العام في جفاف ضرب بعض الولايات وأثر بالتالي على الزراعة والمزارعين، الأمر الذي دفع الحكومة الأسترالية لتخصص ملايين الدولارات لدعم المجالس التي تأثرت بالجفاف في غرب كوينزلاند ونيوساوث ويلز وفكتوريا لمواجهة الصعوبات التي تواجه الزراعة، ولا داعي للكلام عن حال الزراعة في السودان الذي تسببت سياسات الحكم القائم في إنهيار الكثير من المشروعات القومية وعلى رأسها مشروع الجزيرة الذي كان يمد العالم بالقطن السوداني ويغذي الخزينة العامة بالعملة الصعبة. *ليست الحكومة الأسترالية وحدها من بادرت بدعم الزراعة والمزارعين فقد تداعى الأفراد والمنظمات لمواجهة تحديات الجفاف ولم يتخلف خطباء وأئمة المساجد في أستراليا عن مساندة هذا الحراك الإيجابي. *شدد الأئمة في المساجد الأسترالية في خطبة صلاة عيد الأضحى على أهمية التاخي والتراحم على هدي تعاليم الدين الحنيف، وأُقيمت صلاة الإستسقاء في عدد من المساجد للدعاء بأن ينزل الله الغيث، وشاركوا بصورة عملية في حملة الدعم بالتبرعات. *كانت الجمعيات الخيرية والمجتمعات المحلية قد إبتدرت حملة تبرعات وتم تخصيص هاتف لذلك Today Farm aidTelephone وقد بادرت الممثلة العالمية نيكول كيدمان وزوجها المغني كيث أورمان بمبلغ 100ألف دولار لدعم الزراعة والمزراعين في المناطق المتأثرة بالجفاف. *هكذا تتعزز القيم الإنسانية التي تتجاوز الأيديولوجات الصماء في ظل الأنظمة الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان وتكفل له حرية التعبير والعقيدة فتتكامل الجهود الرسمية والشعبية بلا من ولا أذى في تظاهرة إنسانية فاعلة.