سيناريوهات إجهاض الانتفاضة !!! … بقلم: زهير السراج

 


 

 

مناظير

* لم أكن أتصور أن بريق السلطة يعمى البصائر والأبصار الى درجة استخدام البلطجية والمجرمين لضرب وقتل المواطنين الأبرياء الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم بطريقة سلمية وحضارية، من أجل التشبث بالسلطة ..!!

* لقد رأينا عدة سيناريوهات الان لإفساد انتفاضة الشعب  فى مصر.. ورغم فشلها جميعا، إلا انها أوضحت بجلاء شديد أن حب السلطة لدى البعض أكبر بكثير من الوطن وأغلى من المواطنين، وأن (نيرون) الذى أحرق روما وجلس ينظر اليها وهى تحترق أمام عينيه، لم يكن حاكما طاغية من العصور الوسطى عرفناه من كتب التاريخ القديم فقط، وانما حالة تتجسم بوضوح شديد فى عدد كبير من حكام الوطن العربى الذين لا يهمهم ان تحترق بلادهم او تموت شعوبهم بقدر من تهمهم سلطتهم والمحافظة عليها حتى لو لم يتبق من حياتهم سوى أيام معدودة ..!!

* السيناريو الأول كان استخدام رجال الشرطة والأمن لضرب وقمع وقتل المحتجين لتخويفهم حتى ينفضوا ويهربوا الى منازلهم، فتفشل الانتفاضة ويتربع الحاكم أكثرعلى السلطة وتبدأ بعد ذلك ــ بدعم من أبواق النظام والمنافقين  والمنتفعين ــ حملات الانتقام من الابرياء بتهم الاخلال بالسلام العام والتخريب وتدبير انقلاب لاسقاط السلطة الشرعية المنتخبة من الشعب !!

* السيناريو الثانى  سحب رجال الشرطة والأمن لخلق حالة فراغ امنى وانزال الجيش لارهاب المحتجين وارغامهم على الهروب الى منازلهم، ثم تتابع بقية الخطوات كما هو مبين فى السيناريو الأول ..!!

* ثالث السيناريوهات هو استخدام افراد الشرطة السرية ونزلاء السجون ( بعد اطلاق سراحهم ) والبلطجية للاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم لخلق حالة من الرعب والفوضى ترغم المواطنين على ترك التظاهر واللجوء للسلطة لحماية ارواحهم وممتلكاتهم، وتتابع بقية الخطوات كما فى السيناريوهين الاول والثانى ..!!

* السيناريو الرابع إعادة رجال الشرطة والأمن مرة أخرى الى الميادين و الشوارع لتوفير الحماية لمتظاهرين وبلطجية وهجانة وجنجويد تابعين للنظام يقومون بالاعتداء على المتظاهرين المحتجين وشغلهم عن مطالبهم الأساسية وخلق حالة من الفوضى ترغم المواطنين على الهروب الى منازلهم، وما يتبع ذلك من خطوات ..!!

* وبين هذا وذاك يلقى الرئيس ببعض الكلام المعسول وتقديم التنازلات المظهرية لخداع البسطاء من المواطنين..!!

* كل هذه السيناريوهات أثبتت فشلها الذريع حتى لحظة كتابة هذا المقال ( السابعة مساء أمس بتوقيت القاهرة، الثامنة بتوقيت الخرطوم) وظل المتظاهرون متمسكين برحيل مبارك، وكان أبلغ رد على سيناريوهاته هو ما كتبه أحد المتظاهرين فى ميدان التحرير على لافتة قماشية: ( كلِموه بالعبرى يمكن يفهم ) !!

* مرة أخرى أقول .. مهما استخدمت السلطة فى مصر من سيناريوهات ذكية أو غبية أو عنيفة أو رقيقة، فلم يعد امام مبارك وسلطته واتباعه ودكتارتوريته وعقوده الثلاثة التى قضاها حاكما مطلقا لمصر سوى الرحيل  طال الزمن أو قصر، وكان الأمل أن يرحل بكرامته ولكنه فيما يبدو اختار رحيلا آخر ..!!
zoheir [drzoheirali@yahoo.com]

 

آراء