شبابنا في الخارج والهوية الجامعة
كلام الناس
*أثار كلام الناس الذي نشرته بعنوان"للحفاظ على الهوية السودانية والإنسجام المجتمعي" ردود فعل متباينة وسط بعض المهتمين بمستقبل الأجيال الصاعدة التي تعيش أسرهم في دول المهجر.
*رغم إتفاق غالب المعقبين على أهمية تكثيف الإهتمام بالأجيال الناشئة في دول المهجر الذين يعيشون في مجتمعات مختلفة ثقافياً وإجتماعياً، إلا أن هناك من خلط بين الدعوة للهوية الجامعة وبين الدعوة لهوية احادية مهيمنة.
*أتوقف هنا عند مداخلة أم سودانية تعيش مع أسرتها في أمريكا قالت فيها : ليس هناك ما يربط بين أبناء الأسر السودانية في دول المهجر وبين السودان، لأنهم ولدوا في هذه الدول وتعلموا في مدارسها وأصبح مستقبلهم عملياً مرتبطاً بها وليس بالسودان.
*أضافت الأم السودانية قائلة : بصراحة أولادنا هنا عمليين أكثر مننا، وليس بمستغرب شدة إنتماءهم للبلد التي ترعرعوا فيها، وليس لديهم أدنى إهتمام بمايجري في السودان الذي لا يعرفون عنه إلا بعض حكايات"الكبار" عنه.
*في منبر سوداناب الثقافي الذي تحدث فيه الأستاذ فتحي الضو حول "المثقف والسلطة".. أُثيرت مسألة الهوية السودانية، وجاءت مشاركة الشباب في هذا الجانب إيجابية وسط ضبابية معنى الهوية التي تعرضات لضربات موجعة ومؤسفة نتيجة لتغييب الروح القومية الجامعة مع سبق الإصرار والتعمد.
*فعلاً كانت مداخلة الشباب ثرة وإيجابية، فقد عبروا بوضوح شديد عن تغييبهم عملياً عن الحراك السوداني المجتمعي رغم أنهم يشكلون أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل.
*هكذا ظلت مسألة الهوية السودانية حاضرة في وجدان أهل السودان في الخارج حتى وسط الأجيال الصاعدة الذين يتطلعون بإيجابية للمشاركة في صنع مستقبلهم ومستقبل السودان أيضاً.
*يحمد لرموزالجالية السودانية في مختلف مكوناتهم المجتمعية في سدني إنتباههم بأمر الشباب خاصة برنامج "مواهب الشباب" الذي تعثر إستمراه لأسباب خارجة عن إرادة الشباب، ويحمد لمنبر سوداناب الثقافية مبادرته العملية في إشراك الشباب في منتدياتها وقد فتحت أبوابها لهم للإدلاء برأيهم والإستماع لرؤاهم.
*هناك كلمة مهمة لابد من توضيحها وهي أن ما نعنيه بالهوية السودانية ليست هوية احادية إنما هي الهوية "السودانوية" الجامعة التي تبنتها كوكبة من المثقفيين السودانيين قبل طغيان تيار الهوية الاحادية الإقصائية، وإنها لاتتعارض مع التعايش والإنسجام والتفاعل مع المكونات المجتمعيىة الأخرى خاصة في الدول القائمة على التعددية الثقافية والعرقية المتعايشة في سلام ووئام بلا هيمنة أو إكراه أو قهر مثل هذه القارة الرحيبة.